تربية النفس والتكاملات الروحية في فكر المحقق الصرخي !!!
بقلم :ضياء الراضي
على الإنسان السوي المؤمن المحب للخير والأعمال الصالحة والمطيع لمولاه أن يسلك سلوكا صحيح ويسير بدرب الإيمان والرقي الذي خطه الأنبياء والرسل وبلغوه للناس وعلموهم الصالح من الطالح وبينوا لهم درب الخير والشر درب الرحمة والمغفرة والحسنات ونهوهم عن درب المعاصي والذنوب والسيئات الذي مصيره الغضب الإلهي والنار المحرقة وأن الإنسان الذي يريد لنفسه التكاملات أن يتدرج بهذا الدرب ويجعل لنفسه مستويات ومراحل حتى لا يحصل الملل والكسل والشعور باليأس والعجز وبالأخير ينعكس الأمر سلبيًا ويخرج من هذا الدرب فلذا عليه أن يتخذ مستوى قريبًا ثم يسعى إليه ويجهد نفسه إلى مستوى أعلى وهكذا ثم إلى أعلى المستويات التي يحصل فيها الإنسان درجة التكامل والرقي وامتلاكه ملكة العدالة عكس الإنسان الذي انخرط في درب الرذائل والموبقات والفسوق والعصيان والذي عجز أمام معاصيه وأصبح مطية للذنوب وسار بخط الباطل فمثل هذا الشخص عليه أن يرجع إلى نفسه أن يمر بعدة مراحل ومنها ترك الكبائر ثم تدرجًا في السير بطريق الحق فهذه التربية وهذا المنهج قد أشر إليه سماحة المحقق الأستاذ الصرخي الحسني مربيًا للناس والمجتمع بإسلوبه التربوي الأخلاقي خلال بحثه الأخلاقي الموسوم "السير في طريق التكامل" بقوله :
(التكاملات الروحية والأخلاقية
الإنسان الذي يريد أنْ يسير في طريق الكمال الروحي والأخلاقي وتربية النفس، عليه أنْ يجعل لنفسه مستويات متدرجة للرقيّ حتى الوصول إلى الغاية القصوى والهدف الأسمى؛ لأنَّ عدم التدرج والاقتصار على الغاية القصوى غالبًا ما يؤدي إلى الإحساس بالتعب والشعور باليأس والعجز عن السير والتكامل، ولعلاج هذه الحالة المَرضيّة عليه أنْ يتخذ لنفسه عدة مستويات وغايات يسعى ويعمل للوصول إلى المستوى الأول القريب وحينما يصل إليه يشحذ همّته ويضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني وهكذا حتى الوصول إلى المستوى الأعلى النهائي، فالإنسان العاصي الفاسق إذا عجز عن الوصول إلى مستوى العدالة والتكامل المعنوي والأخلاقي، فلا يترك طريق الحقّ ويرضخ وينقاد لخطّ الباطل والرذيلة؛ بل عليه أنْ يضع لنفسه مستويات متعددة من الرقيّ، فمثلًا في المستوى الأول عليه أنْ يهتمّ ويسعى للتعوّد علی ترك الكبائر فيعمل في سبيل تنمية وتصفية خاطره في سبيل الترقّي والوصول إلى مستوی يمتنع فيه عن الكبائر، وبعد ذلك يضاعف جهده وسعيه للوصول إلى المستوى الثاني بأنْ يترك الصغائر فيعمل إلى أنْ يعوّد نفسه على ترك الصغائر، وهكذا يضع لنفسه مستويات أخرى إلى أنْ يتقرب شيئًا فشيئًا من حالة ملكة العدالة ويزداد ترقّيه حتى يصل إلى مستوى امتلاك ملكة العدالة، وهكذا بإمكانه أنْ يرتقي إلى مستويات أعلى دون مستوى ومرتبة العصمة.)
مقتبس من البحث الأخلاقي "السير في طريق التكامل" لسماحة السيد الأستاذ - دام ظله -
https://ibb.co/YNSmtN3