المحق الاستاذ يبين ان الانسان لا بد ان يمر بمرحلة تمحيص وغربلة واختبار
بقلم :ضياء الراضي
ان الحياة الدنيا ما هي الا محطة عبور الى دار البقاء والخلود والحياة الابدية الدار الاخرة فيجب على الانسان ان يستعد لها ومن الامور المهمة ان هذه الدنيا رغم قصر فترتها الا انها هي التي تحدد مصير الانسان في الدار الاخرة فانه يمر باختبارات وغربلة وابتلاءات وتختلف هذه الاختبارات بصيغتها حيث التصريح القرآني يقول مرة بالخير واخرى بالشر حتى يكون من هو الاحسن عملا من هو الذي ينجح ومن هو الذي يتغلب على الهوى وابليس والدنيا والمصاعب فمن نجح ضفر ومن تغرر به ورسب بالامتحان و كان مصيره الخسران المبين لذا كانت قضية الامام الحسين _عليه السلام_ ونهضته المباركة اكبر مرحلة اختبار للامة في حينها حيث ان الامام الحسين _عليه السلام_ قد صرح للامة بان الواقع مرير وان الخير والمعروف قد ادبر وان الحكم اصبح بيد صبيان الامة وجهالها واهل الخرافة والبدعة حيث نشروا الظلم والفساد والافساد وتطاولوا على مقدسات المسلمين وارواحهم فكان خروجه _ سلام الله عليه _ من اجل أحقاق الحق فلبى الدعوة وانتصر للحق من كان مستعدا لنجاح وفعلا نجحوا بالاختبار والامتحان الالهي يوم عاشوراء وخلدوا مع خلود الزمن هم وقائدهم للتتعلم منهم الاجيال وتعلم التضحية والايثار والصبر وهنا اشارة لسماحة المرجع الاستاذ بهذا الخصوص خلال بيانه الموسوم(محطات في مسير كربلاء) بقوله :
(اللهُ هو الوليّ والنصير والرفيق والخليل والحبيب
بسم الله الرحمن الرحيم {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} التوبة/16، ها هو كلام الله المقدّس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء، فَيُعرف الزَبد والضارّ ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتّخذ بطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين- عليهم الصلاة والسلام- فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب- جلّ وعلا- ونيل رضاه وجنّته، وفي كربلاء ومن الحسين- عليه السلام- جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي، حيث قام- عليه السلام- في أصحابه وقال: (إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت، وأدبَر مَعروفُها ألَا تَرَون أنّ الحقَّ لا يُعمَل به، والباطلَ لا يُتناهى عنه؟!، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا بَرَمًا).
مقتبس من المحطة الثانية من بيان {69}" محطات في مسير كربلاء" لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظلّه-
https://2.top4top.net/p_1363crxma1.jpg