المحقق الاستاذ يبين : لَم يَكُنْ ولَن يَكونَ قِوامُ الدِّينِ بِبَسْطِ يَدِ الفَقيهِ
بقلم :ضياء الراضي
الدين الاسلامي هو دين المحبة والالفة والتسامح دين اسس على نشر الاخلاق الالهية اخلاق النبي المصطفى _صلى الله عليه واله وسلم_ صاحب الاخلاق العظيمة تلك التي اشار اليها العلي الجبار بمحكم كتابة العظيم التي كان لها الدور الكبير في ان ينصهر العديد من البشر في الاسلام واتوا أفاجأ الى هذا الدين متأثرين بأخلاق النبي واله الاطهار _صلوات ربي عليهم اجمعين_ من تسامحهم وكضم غيضهم وعفوهم عن من اساء اليهم الا انهم قابلوا كل ذلك بالإحسان ولم يكونوا طالبي سلطة وحكم وكرسي وهو حقهم المشروع لكون هدفهم اسما واعلى من السلطة لا كما يسعى اليه الولي الفقيه زورا وبهتانا اليوم من يدعي على نهجهم وانه يسعى الى نشر الدين الا انه اساء بأفعاله واقواله الى الدين الى ال البيت _عليهم السلام_نفر الناس من الدين وهدفه هو العرش والمال والسلطة باسم الدين والمذهب وانه يدعي هذا حق مشروع الا ان سماحة المرجع المحقق اثبت عكس ذلك بانه لا يوجد دليل على مدعاه ولا يوجد تلازم بين السلطة والفقه كما يدعيه حاكم ايران وهذا ما بينه سماحته خلال بحثه الموسم (ولاية الفقيه....ولاية الطاغوت)النقطة(12)منه بقوله :
(((ولاية الفقيه...ولاية الطاغوت))
12ـ قِوامٌ أو فَوْضَى وَتَهْدِيم؟!
لَم يَكُنْ ولَن يَكونَ قِوامُ الدِّينِ بِبَسْطِ يَدِ الفَقيهِ وَحكومتِهِ وَرايتِهِ التي يَرْفَعُها بِاسْمِ الدِّينِ والإسلامِ، لِانْعِدامِ الدّليلِ على ذلكَ بَل لِثبوتِ الدليلِ على الخلافِ، وهذا يشملُ كلَّ الرّاياتِ والحكوماتِ حَتّى لو كانَ ظاهِرُها الصلاحَ، فَكَيْفَ إذَن بالطاغوتيّةِ الفاسِدَةِ المُفْسِدَةِ؟! فالواقعُ المُعاشُ قد أثْبَتَ أنّها صارَت سُبَّةً وشَيْنًا عَلى أهلِ بيتِ النبوّةِ(عليهم وعلى جَدِّهم الصلاةُ والسلام) وعلى الدِّينِ والإسلامِ والمذهبِ الشريفِ!! فالدليلُ والواقعُ قد أثْبَتَ أنَّ قِوامَ الدِّينِ يكونُ بالعِلْمِ والتقوى والأخلاقِ، بالعالِمِ العامِلِ المُسْتَعْمِلِ لِعِلْمِهِ في منعِ الفِتَنِ ودَفْعِها وفي تَفْهِيمِ وتَوْعِيةِ الجاهِلِ والمُتَعَلِّمِ الذي لا يَسُتَنْكِفُ أن يَتعلّمَ، وَقِوامُ الدِّينِ أيضًا بالتعاطفِ والتراحمِ والتعاونِ والتكافلِ الاجتماعي بَيْنَ الناسِ بَيْنَ الأغنياءِ والفقراءِ، وهذا كُلُّه مَعَ الإيمانِ والتَّقوى ومَكارمِ الأخلاقِ، فأينَ كلُّ ذلكَ مِن اللانِظامِ والهمَجيّةِ والإفسادِ والمكائدِ والمؤامراتِ والكراهيّةِ والبَغضاءِ والطّائفيّةِ وسَفْكِ الدّماءِ والتّقاتلِ والعُنفِ والإرهابِ والمُخَدِّراتِ والانحِلالِ وانْحِطاطِ الأخلاقِ، الذي يَحْصَلُ تَحْتَ ادّعاءِ الولايةِ وحكومةِ الإسلامِ؟! وهنا سَيكونُ اَلْوَيْلُ وَ اَلثُّبُورُ، وَسَيَعْرِفُ اَلْعَارِفُونَ بِاللَّهِ وَقَد عَرَفُوا أَنَّ هذِه الولايةَ والحكومةَ طاغوتٌ وضَلالٌ قَد أرْجَعَت الناسَ إلى اَلْكُفْرِ والإلحادِ بَعْدَ اَلْإِيمَانِ!! والتَنَبّؤُ بهذه الفِتْنةِ والواقعِ المأساويِّ والتحذيرِ مِنْهُ قد وَرَدَ في الكثيرِ مِن الرواياتِ، ومِنها ما جاءَ عَن أميرِ المؤمِنين(عليه السلام) في أكثَرِ مِن مقامٍ:
ـ في الإجابةِ عَلى سؤال(دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ، أَنَا إِذَا عَمِلْتُهُ نَجَّانِيَ اَللَّهُ مِنَ اَلنَّارِ)، قَالَ أميرُ المؤمنينَ(عليه السلام): {اِسْمَعْ يَا هَذَا ثُمَّ اِفْهَمْ ثُمَّ اِسْتَيْقِنْ، قَامَتِ اَلدُّنْيَا بِثَلاَثَةٍ، بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لِعِلْمِهِ، وَ بِغَنِيٍّ لَا يَبْخَلُ بِمَالِهِ عَلَى أَهْلِ دِينِ اَللَّهِ، وَ بِفَقِيرٍ صَابِرٍ، فَإِذَا كَتَمَ اَلْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ اَلْغَنِيُّ وَ لَمْ يَصْبِرِ اَلْفَقِيرُ، فَعِنْدَهَا اَلْوَيْلُ وَ اَلثُّبُورُ، وَعِنْدَهَا يَعْرِفُ اَلْعَارِفُونَ بِاللَّهِ أَنَّ اَلدَّارَ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى بَدْئِهَا، أَيِ اَلْكُفْرِ بَعْدَ اَلْإِيمَانِ، أَيُّهَا اَلسَّائِلُ فَلَا تَغْتَرَّنَّ بِكَثْرَةِ اَلْمَسَاجِدِ وَ جَمَاعَةِ أَقْوَامٍ أَجْسَادُهُمْ مُجْتَمِعَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الأمالي للصدوق، التوحيد للصدوق، الاحتجاج1 للطبرسي، نور البراهين2 للجزائري].
ـ قالَ الإمامُ عليٌّ(عليه السلام): {قِوَامُ الدِّينِ وَ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ: عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ، وَجَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَجَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ، وَفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ؛ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ}[انظر: نهج البلاغة4، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، البحار75 للمجلسي، تفسير العسكري].
ـ الإمامُ الصادقُ عَن آبائِه عَن أميرِ المؤمنين(عليهم السلام): {إنَّ العالِمَ الكاتِمَ عِلْمَهُ يُبْعَثُ أنتَنَ أهلِ القِيامَةِ رِيحًا، يَلعَنُهُ كُلُّ دابَّةٍ حَتّى دَوابِّ الأَرضِ الصِّغارِ}[المحاسن1 للبرقي، البحار2 للمجلسي].
..يتبع..
الصرخي الحسني)
https://www.facebook.com/135351269869699/posts/3496728490398610/