المرجع المعلم : يبين عيسى مدخر للظهور المقدس
بقلم :ضياء الراضي
إن الظروف التي مرت على نبي الله المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام- ظروف مغايرة عن جميع الأنبياء-سلام الله عليهم- حيث أن ولادته مختلفة عن غيره من البشر إلا أن المشيئة والقدرة الإلهية شاءت أن يكون الأمر هكذا وأعطاه الله من المعاجز مالم يعطيها لغيره حيث أن الله جعله أن يكلم اليهود وهو في المهد حيث أن هذه الأمر أبهرهم وجعلهم عاجزين رغم تقولهم وافتراءهم على مريم-عليها السلام-فخاطبهم بصوت جهور وقال لهم إني عبد لله وإني حجته عليكم وإني نبي الله إليكم من بعد موسى وكتابي هو الإنجيل إلا أنهم بعنادهم وتكبرهم وتمسكهم بالدنيا والواجهة أبوا أن يصدقوه وأن ينصاعوا له ورغم المعاجز التي أتى بها لهم إلا أنهم أصروا على أن يقوموا بنصب المكائد له ومعاداته وإبعاده ومحاربته هو وحواريه إلا أن العلي الجبار قد اختاره ليوم عظيم ووقت محتوم بعد أن رفعه مكانًا عليا وأنقذه منهم وهو أن يظهر آخر الزمان ويأتي لبيعة صاحب الأمر خاتم آل محمد المهدي المنتظر-عليه السلام- ليكون له عضدًا وأنيسًا ووزيرًا وقوةً لقوته ليحكموا العالم وينشروا العدل والمساواة ويقضوا على كل شرك وإلحاد ونفاق وتتنعم المعمورة بحكم العزيز الجبار وهذا ما أكده أئمة الهدى-عليهم السلام- وجدهم المختار-صلى الله عليه وآله وسلم- وهنا إشارة لسماحة المرجع المحقق خلال أحد بحوثه:
(اللهُ يُبقي المسيح حيًّا لنصرة المهديّ
قال الله مولانا: فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء.
أقول: الكفر عند أهل الكتاب، ونقضهم الميثاق، وقتل الأنبياء، وقولهم وإصرارهم على أنهم قتلوا وصلبوا المسيح - عليه السلام -، وقد طبع الله على قلوبهم، وعلِم - سبحانه وتعالى - أن لا يؤمن منهم إلّا قليلًا، ومع ذلك كله شاء الله العليم العزيز الحكيم أنْ يبقي المسيح بن مريم حيًّا وأنْ يرفعه إليه وأنْ يدّخره لليوم الموعود الذي يكون فيه وزيرًا وسندًا ومعينًا لمهديّ آخر الزمان - عليه السلام -.)
مقتبس من بحوث السيّد الأستاذ الصرخي الحسني - دام ظلّه -
http://www.m9c.net/uploads/15867198681.png