المرجع الأستاذ : يسرد لنا أحداث مروعة في زمن السفراء قد غفل عنها السيدالصدر
بقلم :ضياء الراضي
لقد رتب أثرًا وأعطى على أثر نتيجة ألا وهي إلغاء السفارة والغيبة الصغرى على أثرها وهي أن السمري كان ليس له تأثير بالقواعد الشعبية وأن فترته كانت مليئة بالأحداث المروعة من قتل ونهب وسبي إلى غيرها من أمور أخرى فلذا اضطر الإمام-عليه السلام-أن ينهي أمر السفارة والنيابة لأنه يرى أن الأحداث التي سبقت سفارة السمري كانت أكثر وأشد وقعًا على الموالين وغيرهم حيث تعد مرحلة السفيرين الأول والثاني فترة مرعبة مخيفة حيث القتل والنهب والسبي وهتك الحرمات حتى وصل الأمر إلى أكل لحوم البشر فأي ظلم وجور هذا فلماذا لم يرتب الإمام-عليه السلام- الأثر على تلك الأحداث كما يزعم الصدر -رحمه الله- فقط ما يذكر المستشرق عن السفير الرابع بينما كل الأحداث الأخرى قد أشار إليها بالتفصيل إلا أن الصدر غفل عنها وهذا ما بينه المرجع الأستاذ الصرخي بتغريدته أدناه :
(أستَاذُنَا الصّدرُ.. غَيرُ مَعصُوم
25ـ أكْلُ لُحُوم البَشَر..بَيْعُ العَلَوِيّات كَالجَوارِي..عَصْر السّفِيرَين2،1..!!
التّوَافقُ وَالتّخَالُفُ فِي الفَهْمِ وَالرّؤيَة حَالَة طَبيعيّة، وَلكِن المُهمّ أن نَصلَ إلَى الحَقِيقَة أو نَقتَرب مِنها، وَمِن الله التّسدِيد وَهُو الغَفور الرّحيم، وَأَوَدُّ الإضَافَة لِمَورِد مُنَاقشَة الأستَاذ لِكَلَام المُستَشرِق، حَيث اِعتَبَرَ خصوصَ عَصرِ السّفِير الرَابِع هُو مَقصود المُستَشرِق فِي أنّه مَلِيء بِالظّلمِ وَالجَورِ، وَرَتّبَ عَلَيه الأثَر!! وَهَذا فَهمٌ خَاطِئٌ جِدًّا كما أوضحنَا، وَأضيف هُنَا:
1ـ هَل اِطّلَع الأستَاذ عَلَى مَا ذَكَرَه المُستَشرِق مِن أحدَاث فِي عَصر السّفراء، وَالّتي عَلَى أسَاسِها أعطَى المستشرق رؤيَتَه وَأطروحتَه بخصوص السّفِير الرّابع؟! فَمَثَلًا:
أـ هَل شَخّصَ الأستَاذ وَقائعَ عَهدِ السّفِيرَيْن الأوّل وَالثّانِي، خصوصًا قَضِيّة صَاحِب الزّنج، وَالّتِي أشَارَ إلَيهَا المُستَشرِق:{أخذَ البصرَة وقَتَلَ فيها (300)ألف نَسَمَة فِي يَومٍ وَاحِد...لَهُ لَذّة خَاصّة فِي سَبْيِ النّسَاء العَلَوِيّات، يَدفَعهُنّ كالإمَاء إلَى أصحَابِه، فَكَانَت العَلوِيّة تُبَاع بِثَمَنٍ بَخْس فِي الأسوَاق كَمَا تُبَاع الجَوارِي}
ب ـ هَل اِطّلَعَ عَلَى الأحدَاث الخَطِيرَة خِلَال سَفَارة الثّالِث، كَقَبَائح القَرَامِطَة، قَالَ رونلدسن:{القَرامِطَة فِي سَنَة(317هـ) قَتَلوا الحَاجّ وَحَمَلوا الحَجَر الأسوَد مِن الكَعبَة}
جـ ـ وَلَا أدرِي هَل غفَلَ الأستَاذ عَمّا ذَكرَه المُستَشرُق عَن الإسمَاعِيلِيّة والدولة الفَاطِمِيّة، {الإسمَاعِيلِيّة، الّذين أسّسُوا الدّولَة الفَاطمِيّة وَوَطّدوا أركَانَها فِي مِصْر، يَعمَلونَ فِي كُلّ مَكَان ضِمن مُؤامَرَة وَاسِعة تَكتَنِف الْإِمْبِرَاطُورِيَّةَ جَمْعَاء}[عَقِيدَة الشّيعة256لِرونلدسن]
2ـ العُمَرِيّ السّفير الأوّل وَابنُه السّفِيرُ الثّانِي قَد عَاصَرَا دَولَة الزّنج (255 ـ 270هـ)، الّتِي يَدّعِي زَعِيمُها أنّه عَلَوِيّ زَيدِيّ أو مِن أبنَاء العَبّاس بِن أمِيرِ المؤمِنِين(عَلَيهما السّلَام) أو غَير ذلِك!! وَلِنَطّلع عَلَى بَعْضِ مَا يَتَعَلّق بِصَاحِب الزّنج مِن خِلالِ مَا سَجّلَه اِبنُ أبِي الحَدِيد، فِي شَرحِ نَهجِ البَلاغَة، الجزء8، تَحتَ عنوَان، أخبَار صَاحبِ الزّنج وَفِتنَتِه(255 ـ 270هـ)، حَيث قَال:
{{أـ [صَاحِب الزّنج ظَهَرَ فِي البَصرَة...زَعَمَ أنّه "عَلِيّ...بِن زَيد بِن عَلِيّ بن الحُسَين بن عَلِيّ بن أبِي طَالِب(عَلَيهم السّلام)"]...[فِي البَحرين اِدّعَى أنّه "عَلِيّ...بِن العَباس بِن عَلِيّ بِن أبِي طَالِب(عَلَيهما السّلام)]
ب ـ [ألَحّ صَاحِبُ الزّنج بِالسّرَايَا عَلَى أهلِ الأُبُلّةِ إلَى أن اِقتَحَموهَا وَأضرَموهَا نارًا...وَقُتَلَ بِالأُبُلّةِ خَلقٌ كَثِير...ثُمّ دَخَلَ الزّنجُ الأهوَاز، فَأحرَقوا مَا فِيهَا وَقَتَلوا وَنَهَبُوا وَأخرَبُوا]
جـ ـ [دَخَلَ عَلِيّ بِن أبَان البَلَدَ وَقْت صَلاة الجُمُعَة، فَأقبَلَ يَقتُل النّاسَ وَيَحرِق المَنازِل وَالأسوَاق بِالنّار...وَجَاء إلَيه إبراهِيمُ المُهَلَّبِيُّ فَاستأمَنَه لِأهلِ البَصرَة فَأمنَهم...فَحَضَر أهلُ البَصرَة قَاطِبَة حَتّى مَلَئُوا الأزِقّة، فَلَمّا رَأى اِجتمَاعَهم أمَرَ بِأخْذِ السّكَكِ وَالطّرق عَلَيهم، وَغدَرَ بِهم وَأمَرَ الزّنوجَ بِوَضعِ السّيف فِيهم، فَقُتِلَ كُلّ مَن شَهدَ ذَلِك المَشهَد...ثُمَ اِنتَشَرَ الزّنجُ فِي سِكَكِ البَصرَة وَشَوارِعِها يَقتُلونَ مَن وَجَدوا...فَأحرقَ المَسجِد وَأخذَت النّار كُلّ مَا مَرّت بِهِ مِن إنسَان وَبَهيمَة وَأثَاث وَمَتَاع]
د ـ [الوَاقِعَة بِالبَصرَة هَلَكَ فِيهَا مِن أهلِها (ثَلَاثمائَة ألف) إنسَان...وَاستَخفَى مَن سَلِمَ مِن أهلِ البَصرَة فِي آبَار الدّورِ، فَكانوا يَظهَرونَ لَيلًا فَيَطلبونَ الكِلَاب فَيَذبَحونَها وَيَأكلونَها، وَالفَأر وَالسّنَانِير، فَأفنوهَا حَتّى لَم يَقدِرُوا عَلَى شَيءٍ مِنهَا]!!...[فَصَارُوا إذا مَاتَ الوَاحِدُ مِنهم أكَلُوه، فَكَان يُراعِي بَعضُهم مَوتَ بَعض، وَمَن قَدرَ عَلَى صَاحبِه قَتَلَه وَأكَلَه، وَعَدِمُوا مَع ذلِك المَاء]!!
هـ ـ [عَن اِمرَأةٍ أنّها حَضَرَت اِمرأةً قَد احتَضَرَت وَعندَها أختُها وَقَد اِحتَوَشُوها يَنتَظرونَ أن تَموتَ فَيَأكلوا لَحمَهَا، فَمَا مَاتَت حَتّى اِبتَدَرنَاهَا فَقَطّعْنَا لَحمَها فَأكَلنَاه!! وَلَقَد حَضَرَت أختُها وَهِيَ تَبكِي وَمَعَها رَأسُ المَيّت، فَقَال لَهَا قَائِل وَيحَكِ مَا لَكَ تَبكِينَ، فَقَالَت اِجتَمَع هؤلَاء عَلَى أختِي فَمَا تَرَكوهَا تَموت حَتّى قَطَعوهَا، وَظلَمونِي فَلَم يُعطونِي مِن لَحمِها شَيئًا إلّا الرّأس]!!
و ـ [القَائِد صَندَل الزّنجي كَانَ يَكشِفُ وجوهَ الحَرائِر المسلِمَات وَرُؤوسهن، وَيُقَلّبهن تَقلِيب الإماء، فَإن اِمتَنَعَت مِنهن اِمرأة لَطمَ وَجهَها وَدَفَعَها إلَى بَعض علوج الزّنج يُواقعها ثُمّ يُخرِجها بَعد ذلِك إلَى سوق الرّقيق فَيَبيعها بِأوكَس الثّمَن]!!
زـ [وَبَلَغَ مِن أمرِ عَسكَرِه، أنّه يُنَادَى فِيه عَلَى المَرأة مِن ولد الحَسَن وَالحُسَين وَالعَباس(عَلَيهم السّلام) وَغَيرهم مِن أشرَاف قرَيش، فَكانَت الجَارِيَة تُباع مِنهم بِدِرهَمَين وَبثلاثة دَرَاهم، وَيُنَادَى عَلَيها بِنَسَبِها، هذه ابنة فلان بن فلان، وَأخَذَ كُلّ زنجيّ مِنهم العِشرِينَ وَالثّلاثينَ، يَطؤهن الزّنْج وَيَخدمن النّسَاء الزّنْجِيّات كَمَا تُخدَم الوَصَائف]}}[انظر: شرح نهج البلاغة8 لِابن ابي الحديد، تاريخ الطبري3، ومروج الذهب4]
الصّرخي الحسني
https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/photos/a.130339455277528/164119445232862