المرجع المحقق : عليٌّ لم يترك أمرًا صنعه محمّدٌ
بقلم :ضياء الراضي
إن المنزلة العظيمة لأمير المؤمنين-عليه السلام- ودوره البارز في نشر الإسلام ومكانته القريبة من رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- في كل الجوانب جعلت له الريادة والأفضلية على الجميع مما جعل هذا الأمر أن يتآمر عليه ويسلبوا حقه الشرعي ألا وهو خلافة الأمة كونه أعلم الأمة وأفقهها وأعلاها منزلة وهو المحامي عن بيضة الإسلام ونار الرسول وحامي حرمه وهو الذي حمل راية الإسلام في كل الغزوات وهو المطيع لله ورسوله وهذا الأمر ما شهد به الصحابة والخلفاء والتابعين فقد شهدوا بكرامات علي وبطولاته ومواقفه وكيف حافظ على أمة الإسلام من الضياع والشتات وحتى لا تفترق كلمتها ولا تضعف أمام المؤامرة التي يقودها أهل الدنيا وعبيد المال والمنصب والساعين إلى السيادة واستعباد المسلمين فهذا هو علي وهذه هي عظمته وهو القائل وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلّا صَنَعْتُهُ مخاطبًا فيها أبو بكر عندما دعاه للبيعة بعد وفاة الزهراء-عليها لسلام- والتفاصيل أدناه بمقتبس من أحد بحوث المرجع الأستاذ الصرخي الحسني:
(عليٌّ لم يترك أمرًا صنعه محمّدٌ
البخاري: المغازي// مسلم: الجهاد والسّير:{ ... وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسٍ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ - عليهما السّلام - فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ - عليه السّلام - وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا، وَلا يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ، كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ وَاللَّهِ لاَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ، (لاحظ لسنا نحن من نقول، بل السّيّدة عائشة - سلام الله عليها - تقول، وابن شهاب وعروة) فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا عَسَيْتَهُمْ (وَمَا عَسَاهُمْ) أَنْ يَفْعَلُوا بِي، (إنّي) وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ - عليه السّلام - فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ (فَضِيلَتَكَ)، وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ (استوْلَيتَ وانفرَدْتَ) عَلَيْنَا بِالأَمْرِ، وَكُنَّا نَرَى (حقًّا) لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلّى الله عليه وآله وسلّم -نَصِيبًا، (فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ) حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْر - رضي الله عنه -، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أَحَبُّ إِلَيّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ، فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنِ الْخَيْرِ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلّا صَنَعْتُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ - عليه السّلام - لأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةُ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ - عليه السّلام -، وَتَخَلُّفَهُ عَنِ الْبَيْعَةِ، وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ، وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ - عليه السّلام - فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، و(حَدَّثَ) أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً (حسدًا) عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ، وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِى هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا، فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا (فَاسْتُبِدَّ عَلَيْنَا بِهِ)، فَوَجَدْنَا (أي: غضبنا) فِي أَنْفُسِنَا، على الذي حصل، فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: أَصَبْتَ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَليٍّ - عليه السّلام -قَرِيبًا، حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ}} )
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخيّ الحسنيّ - دام ظلّه -
==============
https://i.top4top.io/p_1681fx5cj0.jpg =