المرجع المعلم : الصدر غَیْر مَعْصُوم...قَصْف وَدَمَار... سِيَاحَة وَآثَار...!!
ضياء الراضي`:
لقد نظم الصدر-رحمه الله- رحلته إلى إيران بإرجوزة وسماها بالإرجوزة الإيرانية وكانت هذه الرحلة والسفر من أجل طلب المساعدات للشعب العراقي الذي كان يعيش ظروفًا صعبة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرض عليه بسبب الحرب والهجوم على الكويت وكانت هذه السفرة بأمر الحكومة وقد رافقه بالوفد العديد من رجال الدين من النجف ومن أبناء العامة وقد بين تفاصيل الرحلة بأبيات الأرجوزة والمواقف التي مرت بهم ومنها أنهم خلال الرحلة تعرض البلد إلى هجوم شرس بالصواريخ والطائرات من قوات التحالف وتم قصف ملجأ العامرية الذي كان فيه العديد من الأطفال والشيوخ والنساء وتزامن هذا الهجوم مع أن الوفد لديه دعوة للسياحة إلى مدينة اصفهان فكان الوفد بأجمعه قرر قطع السفرة والعودة إلى العراق إلا الصدر فأنه كان يرغب بالسفرة والاطلاع والاستمتاع بالمواقع الأثرية في اصفهان وهنا نكتفي بتغريدة الأستاذ عن هذا الموقف من أستاذ العرفان الأوحد ومعصوم السلوكية:
(أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..عَالِمٌ نَاصِحٌ..غَيرُ مَعصُوم
١٧- غَیْر مَعْصُوم...قَصْف وَدَمَار... سِيَاحَة وَآثَار...!!
الفُرصَة فَاتَت، وَالغُصّة بَقِيَت مُلَازِمَة لِسَيّدِنَا الأستَاذ، فَقَد وَثّقَها فِي الأرجوزَة الإيرَانِية عَام(١٩٩١م)، وَذَكَرَها فِي لِقَائِه عَام(١٩٩٨م) قَبلَ وَفَاتِه بِأَشْهُر:
أ- السّيَاحَة وَزِيارَة آثَار أصبَهَان(أصفَهان)، قَد اِعتَبَرَها الأستَاذ فُرصَةً مُبهِجَةً لَطيفَة، وَحَذّر رِفَاقَه مِن تَفوِيتِهَا فَتَصِير غُصّة، قال(رحمه الله) فِي أرجوزتِه الإيرانيّة:
وَكَان فِي النّيّة وَالوجدَان...بِأن نَروح نَحو أصبَهَان
قُلتُ لَهم: بِأن هَذِي فُرصَة...فَلا تردّوها عَلَينا غُصّة
وَإنّها لَرِحلَة مَكفولَة...مُبهِجة لَطيفَة مَوصولَة
فَاِهْتَبِلُوهَا يا رِفَاقِي فرصَة...كَي نَحتَبي فِي دَهرِنَا بحِصّة
ب - أرَادَ الأستَاذ أن يُكمِلَ سَفرَتَه السّيَاحِيّة بِزِيَارَة آثار أصفَهان{الآثار القديمة..آثارٌ مشهورةٌ}، لكِن جَاءَهم خَبرُ قَصْفِ الأمرِيكَان لِمَلجَأ العَامِرِيّة مُخَلِّفًا مِئَات الضّحَايَا من النّسَاء والأطفَال، قَالَ: {بِقَصفِ مَلجَا بِه كَان البَشَر...قد كَثرت بِقَصفِه الرّزِيّة}..{حَيث تَكاثَر الجرَاح فِيهم...وَلَم يَكُن فِي القَوْمِ مَن يَحمِيهم}..{كَمَا سَمِعنا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}[أشعار الحياة ٣٠٧، الأرجوزة الإيرانيّة]
ج- مِن الطّبِيعِي جِدًا جِدًا أنّ أيَّ إنسَانٍ سَيَتركُ السّيَاحَة وَالآثَار القَديمَة وَالآثَار المَشهورَة وَيرجِع إلَى بَلَدِه وَشَعبِه المَقتولِ المَفجُوع، خَاصّة وأن أعضاء الوفد قَد تغيّرت أحوالهم نحو القلق والحزن، {كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه}..{عندئذ تحوّلت أحوالهم...فِي وَفدِنَا حزنًا عَلى مَا نَالهم}[أشعار الحياة ٣٠٧، الأرجوزة الإيرانيّة]
د- لكِن مَع شَدِيدِ الأسَف وَالألَم لِلمَوقِف العَجِيبِ الغَرِيب!! حَيث يُصِرُّ الأستَاذ عَلَى إكمَال السِّيَاحَة، وَالتّرغيب لِرفاقِه بذلك!! قَالَ:{وَنحن إن عُدنا إلى العراق...}..{فلن نعود لربى إيران...ولو تمادى في مدى الزّمان}..{هذا ونحن قَد نَرى الحكومة...قَانعة بكلّ مَا نَرومَه}..{فَلَو طلبنا منهم الزيارة...لكل ما في الأرض من حضارة}..{لقبلوا منا عظيم الطلب...ولم نجد منهم إلينا من أبي}[أشعار الحياة ٣٠٦، الأرجوزة الإيرانيّة]
هـ- وَلَم يُخْفِ مَشَاعِرَه بَل عَبّرَ بِكُلّ صَرَاحَة عَن أسَفِهِ بَل عَن عَظِيم أسَفِه لِمُغَادَرَة الوَفد إلَى العِراق دون زِيَارَة الآثَار وَمَغَانِي تُحَف أصبَهَان، قَال:{قَد غَادَرَ الوَفدُ مَغَانِي التّحَف...نَحو العِرَاق فِي عَظِيم الأسَف}[أشعار الحياة ٣٠٨، الأرجوزة الإيرانيّة]، وبعد سنين قال أيضًا: {هذا الرجل(الكبيسي)...رَجّعنَا بِكلّ صورَةٍ، جَرْنَا مِن إيرَان جَرّ!!!!!}[اللقاء الصوتي١، مواعظ ولقاءات ١٢٢] )
الصّرخي الحَسني
لمتابعة الحساب:
تويتر: AlsrkhyAlhasny@
الفيس بوك: Alsarkhyalhasny
https://www.up-00.com/i/00177/gx3md22os9ra.png