المرجع المحقق يبين أن الإمام الحسين هو المحكّ بين الجنّة والنّار
بقلم :ضياء الراضي:
الحسين-عليه السلام-عندما خرج من المدينة المنورة قاصدًا العراق قالها بصريح العبارة (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين)
فإنه-سلام الله عليه- خرج لهدف سامي وغاية عظيمة ألا وهي الاصلاح بعد أن حل الفساد والظلم وتسلط الرويبضة على أمور الأمة وأصبح لا يعمل بشرع الله وتعطلت الفرائض وظلم الناس فكان الواجب على الإمام-عليه السلام- أن يقوم بتكليفه الشرعي وإن كلف الأمر حياته وهو على علم بمصيره المحتوم وهو الشهادة وسبي العيال فالحسين-عليه السلام- خرج لإحياء منهج الحق لكونه لا يمثل الحق في زمانه ألا هو فأراد- سلام الله عليه - إخراج الناس من السبات والغفلة والتيهية التي يعيشونها لكونه هو الوحيد القادر على هذا الأمر وهذا التكليف الشرعي والأخلاقي والتاريخي العظيم وفعلاً بلّغ الأمر بأحسن وجه وتوج الأمر بدمائه الطاهرة ليصبح نبراسًا للأحرار على مر العصور ويحي المحبين والموالين ذكرى شهادته في أيام محرم وصفر من خلال المجالس والزيارة إلى مرقده الطاهر فيجب على كل من يسير على هذا الدرب أن يعلم أن الحسين-عليه السلام- ليس دمع ولطم وحزن وبكاء بل الحسين هو منهج وهو بيان حقيقة وهو محك ومعيار بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين الجنة والنار وهذا ما بينه المرجع الأستاذ ببحثه الموسوم (الثّورة الحسينيّة والدّولة المهدويّة) بقوله:
(الحسين هو المحكّ بين الجنّة والنّار
إنّ الغاية والهدف لـيس الطّـفّ كواقعـة حصلت وليس الإمام الحسين - عليـه الـسّلام - كـشخص معصوم مفترض الطّاعة قُتل، فعلينا ذرف الدّموع على تلك الحادثة المأساويّة الحزينة، بل إنّ طفّ كربلاء تمثّـل الخـير والشّرّ والصّراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الـدّين، في الأرض والسّماء، عند أهل الأرض وعند سكان السّماء، وإنّ الإمام الحسين - عليه السّلام - يمثـّل الـصّدق والحـقّ والقسيم والمحكّ بين الخير والشّرّ والجنّة والنـّار وفي جميع تلك العوالم.)
من بحث "الثّورة الحسينيّة والدّولة المهدويّة" لسماحة المرجع الأعلى السّيّد الصّرخي الحسني - دام ظلّه
-=====================
https://k.top4top.io/p_1718tfego1.png