المحقق الأستاذ يحقق في حادثة الباب ويبين الدس والتزوير فيها
ضياء الراضي:
لقد روج أهل الغلو والتزوير إلى أنه حصل هجوم مروع من قبل الخليفة الثاني وبأمر من الخليفة الأول عل اقتحام بيت أمير المؤمنين وفاطمة-عليهما السلام- من أجل اجبار الإمام علي -عليه السلام- على البيعة وقد اعترضتهم السيد فاطمة-عليها السلام-عن اقتحام الباب فقاموا بحرق الدار واقتحام البيت رغم وجود فاطمة-عليها السلام- وقد حصل أن تعصر السيد فاطمة خلف الباب ليصيبها مسمار بضلعها ويكسره وتؤدي هذه الحادثة إلى إسقاط جنينها المزعوم الذي سماه النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- محسناً وقد أخذت هذه الحادثة المزعومة مأخذها بين صفوف المسلمين وقد سلط الضوء سماحة المرجع المحقق الصرخي الحسني عليها وقد ناقشها من جميع الجواب وبين أنها من نسج الخيال وأن هنالك توافق واجماع حتى القرن الثامن الهجري على عدم وجود المحسن وبنفي المحسن تنتفي الحادثة من إسقاط الجنين وعصرة الباب وحرق الدار والهجوم عليها وهذا ما ذكره الشيخ المفيد الذين ينقل حادثة قصة الخطبة الفدكية لمولاتنا الزهراء-عليها السلام- كيف وهي بحالة صحية جيدة فرب سائل يسأل كيف أنها رغم إسقاط جنينها وكسر ضلعها-عليها السلام- وتقوم بالخطبة وتطوف حول قبر النبي-صلى الله عليه وآله وسلم- ثم تعود فهذا الأمر يستغرق وقتاً طويلاً وهي بحالة غير جيدة وقد بين سماحة المحقق ذلك قائلا:
[المُحسن وَالبَاب وَالإسْقاط...بَيْن...الحَقيقَة وَالخُرافَة وَالسّياسَة])
{مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف29]
لا تَقلِيدَ في أصول الدّين...لَا تَقلِيدَ فِي العَقَائِد
أمورٌ لَا تُرضِي الطّـائفِيّ وَالتّكفِيريّ مِن كُلّ المَذَاهِب!! لَكِنّها تُوافقُ وَاقِعَ وَسَطِيَةِ الدّينِ وَالضّمِير وَالأخلَاق:
..........................[المُحسن وَالبَاب وَالإسْقاط...بَيْن...الحَقيقَة وَالخُرافَة وَالسّياسَة]
سَادسًا: فَاطِمَة(عَلَيْها السّلام).....تَنْفِـي.....العَصْرَة وَالإسْقَاط...وَكَسْر الضّلْع وَالمِسْمَار
الكَلام فِي خُطُوَات:
أ ـ أيّامٌ مَعدودَة مَرّت عَلَى حَادِثَة بَيْت فَاطِمَة(عَلَيْها السّلام) المُتَرَتّبَة عَلَى الخِلَافَة وَالبَيعَة.
بـ ـ نَتَفَاجَأ بِخرُوجِ الزّهْرَاء (عَلَيْهَا السّلام)، بِتَمَام الصّحّة وَالسّلَامَة الجِسْمِيّة البَدَنِيّة، مُتَوَجِّهَةً نَحْوَ المَسْجِد النّبَوِيّ، تُحَاكِي مَشْيَتُها مَشْيَةَ أبِيهَا رَسولِ الله(عَلَيهما الصّلاة وَالسّلام)، لِإلقَاء خُطبَتِها الفَدَكِيّة الطّوِيلَة.
جـ ـ قَال: {لَمّا أجْمَعَ أبو بَكْر عَلَى مَنْعِ فَاطِمَةَ (عَلَيْها السّلام) فَدَكًا، وبَلَغَها ذلك، لَاثَتْ خِمارَها عَلَى رَأسِهَا، وَاشْتَمَلَتْ بِجِلْبَابِهَا، وَأَقْبَلَتْ فِي لُمَّةٍ مِنْ حَفَدَتِها وَنِساءِ قَوْمِها.....مَا تَخْرِمُ مِشْيَتُها مِشْيَةَ رَسولِ الله (صَلّى اللهُ عَلَيه وَآله وَسَلّم)، حَتّى دَخَلَتْ عَلَى أَبي بَكْر وَهُو فِي حَشْدٍ مِنَ المُهَاجِرينَ وَالأَنصَارِ وَغَيْرِهِمْ..... افْتَتَحَتِ الْكَلامَ بِحَمْدِ اللهِ وَالثّنَاءِ عَلَيه...}
د ـ بَعْدَ ذَلك، تَوَجّهَت(عَلَيْها السّلام) نَحْوَ قَبْر الرّسول الأمِين(عَلَيه وَعَلَى آله الصّلاة وَالتّسليم) ثُمّ عَادَت إلَى بَيْتِها حَيث يَنتَظرُهَا الإمامُ عَلِيّ(عَلَيه السّلام).
هـ ـ قَال(الطّبرسِي وَغَيْرُه):{ ثمّ عَطَفَت عَلَى قَبْرِ النّبيّ (صَلّى الله عَلَيه وَعَلَى آله وَسَلّم)..... ثُمّ انْكَفَأت [ذَهَبَت] وَأمِير المُؤمنينَ (عَلَيه السّلام) يَتَوَقّع رجوعَها إلَيه وَيَتَطَلّع طلوعَها عَلَيه، فَلَمّا اسْتَقَرّت بِهَا الدّار قَالَت لِأمِير المُؤمِنينَ (عَلَيه السّلام)...}
[الاحتجاج1للطبرسي، الشّافي4للشريف المرتضى، بلاغات النساء لابن طيفور، شرح نهج البلاغة16لابن ابي الحديد، الفاضل في صفة الأدب الكامل لابي الطّيّب الوشّاء، البحار29، بيت الأحزان لعباس القمّي، حياة الإمام الحسين1للقرشي، تفسير نور الثقلين2للعروسي، أعلام النّساء المؤمنات للحسّون]
و ـ فِي كُلّ ذَلك، مَا زَالَت مولاتُنا الزّهرَاء(عَلَيهَا السّلام) بِصَحّةٍ وَسَلَامَة جِسْمِيّة بَدَنِيّة!!
ز ـ حُزْنُ الزّهراء الشّدِيد بِوفَاة رَسول الله(صَلّى الله عَلَيه وَآله وَسَلّم)، وَمَقَامُها وَإجلالُ الصّحابَة لَها، وَتَهْيئَة المَكَان لِجلوسِها وَالنّسَاء، وَتَفَاعلُ حَشْد الصّحابَة(رض) وَغَيرهم مَع كَلامِها، وَطولُ خُطبَتِها وَمَا تضَمّنَت مِن أمورٍ عَظِيمَة وَخَطيرَة مُرَافقَة لِحوارَات وَنقَاشَات عَديدَة، وَغَيرُ ذَلك، يُوَلّد تَرجِيحًا وَاطمئنَانًا بِأنّ حَدَثَ الخُطبَة قَد اسْتَغرَقَ سَاعَات، مُنْذ خروجِها حَتّى عَودَتِها مرورًا بِقَبْرِ أبيهَا(صَلَواتُ الله وَسَلامُه عَلَيه وَعَلى آلِه وَصَحْبه)، وَلَا بُدّ مِن التّأكيد عَلَى أنّ سيّدَتنا فَاطمَة(عَلَيها السّلام) مَا زَالَت بِصَحّة وَسَلامَة بَدَنِيّة جِسْمِيّة، بِالرّغم مِن طولِ الوَقت وَالجهْدِ الشّدِيد!!
ح ـ إذا كَانَت (عَلَيها السّلام) قَد فَعَلَت كُلّ ذَلك وَهِي بِتَمَام الصّحَة وَالسّلامَة الجِسْمِيّة البَدَنِيّة...فَأينَ صَارَت عَصْرَة البَاب وَالمسْمَار وَالضّلع المَكسور وَالمُحسن السّقْط وَمَرض المَوْت الّذي كَانَت فِيه وَمَاتَت فِيه؟ )!
سابعًا ـ .............يتبع............يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/photos/a.130848821893258/238365491141590/