المرجع المهندس: يبين أن من أتى برواية الجنية عَمَائِم الفُحْش وَالجَهْل وَالتّجْهِيل وَالطّائِفِيّة وَالتّكْفِير
بقلم :ضياء الراضي
لقد كان التحقق من سماحة المرجع الأستاذ في قضية المحسن الابن المنسوب للإمام علي وسيدة نساء العالمين فاطمة-عليهما السلام- كاشف للعديد من الأمور والقضايا التي دسها المجوس وأهل البدع وعمائم السوء وناشري الجهل والطائفية وحتى وصل بهم التطاول على مقام الرسول وآله الأطهار-صلوات ربي عليهم أجمعين- وبث سموم التفرقة بين صفوف الأمة بأمور نسجوها وحاكوها بإسلوبهم الخبيث من أجل إيقاع الأمة بالفتن والخلافات ومن الأمور التي أتى بها هؤلاء هي أنهم يدعون بأن أمير المؤمنين أتى بجنية من نجران وأن هذه الجنية تشبه أم كلثوم بنت أمير المؤمنين-عليه السلام- لكي يزوجها من الخليفة عمر-رض- ونرى أن هؤلاء المُسْتَأكِلِون يوثقون ويروجون للرواية وهذا ما أشار إليه سماحة المرجع المحقق بقوله:
(................حَادِي عَشَر ـ [الْـجِـنّــيّـــة.....الظّـهــور الأوّل..... القَـرْن السّادس الهِجْري]:
1ـ [مُصَاهَرَة تَعْجِيزِيّة]: المُصَاهَرَةُ العُمَرِيّةُ المُبَارَكَةُ قَـد أثْبَتَت العَجْزَ، وَسَدَّت كُلَّ أبْوَابِ المَكْرِ وَالخِدَاع، وَكَشَفَت مَا عِنْدَ المُدَلِّسَةِ وَالجَهَلَةِ مِن شَعوَذَةٍ وَخُرَافَة
2ـ [الظّهور الأوّل]: أوّلُ ظُهُورٍ لِلْجِنِّيَّة كَان فِي كِتَابِ "الخرائج وَالجرائح" عَلَى يَـدِ الرّاوَندي المُتَوَفِّي سَنَة(573هـ)
3ـ [أَوْهَام شَاعِر أو سَاحِر]: لَا إشْكَال فِي كَوْنِهِ شَاعِرًا، فَرُبَّمَا يَكون اخْتِلاقُه لِخُرَافَةِ الجِنّيّة رَاجِعًا لِخَيَالَاتِ وَأوْهَامِ شَاعِر، وَإلّا فَمِنَ السّحْرِ وَالشّعْوَذَة!! قَال مُحَقّق الكتاب:{العَالِم الكَبِير، الشّاعِر...كَانَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِن الأدَبِ وَالشّعْرِ، وَشعْره جَيّد، مُستَعذَب الألفَاظ، رَاقِي المَعاني.....عَدَّهُ العَلّامَة الأمِينِي فِي شُعَرَاء الغَدِير}[الخرائج والجرائح1]
4ـ [الخَرَائج...غَثّ وَسَمِين...ضَعِيف وَغَيْر مُسْنَد]:
أـ أن يَخْلِط الرّاوَنْدِي بَيْنَ الغَثّ وَالسّمِين، وَمَا هَبَّ وَدَبَّ، وَيَأتي بِروَايَات ضَعِيفَة وَبِلَا سَنَد، فَهَذَا شَأنُه وَلَه غَرَضُه، لَكِن اعْتِبَار ذَلِك مِن المَهَارَةِ وَالبَرَاعَةِ وَالإشْرَاقِ وَالتّألّق، فَهُوَ مِن السّخْفِ وَالاستِخْفَافِ وَالتّجّهيل، قَالَ تَعَالَى{وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ}[الإسراء72]
بـ ـ تَحَدّث الأبْطَحي الأصْفَهَاني عَن أهَمّ آثَار الرّاوندي فَقَال:{إنّ مَهَارَتَه وَبَرَاعَتَه تَظهَرَان فِي أحْسَن الوجوه إشْرَاقًا، وَأكْثَرهَا تَألّقًا....فَقَد مَهَرَ فِي عِلْمِ الحَدِيث وَصَنّفَ فِيه الكُتبَ الكَثيرَة....وَمِن أشْهَر هَذِه الكُتُب وَأكْبَرهَا: كِتَاب "الخرائج والجرائح"....وَهُو يُعَدّ مِن أعْظَم كُتُب المُعْجِزات...تَرْتِيبًا وَتَنْقِيحًا، وَتَوْثِيقًا وَإحْكَامًا، وَإحَاطَةً وَشمولًا}
[الخرائج والجرائح،تحقيق مؤسسة الإمام المَهدي فِي قُمّ، إشرَاف محمد الأبطَحي الأصفَهاني]
جـ ـ حِينَمَا يَتَصَرّف أو يَتَلَاعَب بِالنّصوصِ وَالأسَانِيد، فَيُغَيّر فِي صِيَاغَةِ الرّوَايَات وَيُقَطّع المُتُون وَيَحْذِف مَا يَشَاء، وَيَبْتِر الأسَانِيد وَيَعْدِمها، فَأَقَلّ مَا يُقَال عَنْه، أنّه لَيْسَ مُحَدِّثًا وَأنّ كتَابَه لَيْسَ مَصْدَرًا لِلحَديث بَل لَيْسَ مِن كُتُبِ الحَدِيث!! وَهَذا مَا أَقَرّ بِهِ الأبْطَحي الأصْفَهَانِي لَكِنَّه دَلّسَ فَجَعَلَها مِن الإبْدَاع وَالمَهَارَة وَتَسْتَحقّ المَدْحَ وَالثّنَاء!!
دـ قَالَ الأبطَحي: {كَان لِلْرَاوندي أسلوبُه المُتَمَيّز فِي صِيَاغَةِ روَايَات كِتَابِه هَذا، وَأسلوب عَرْضها، الأمْر الّذي دَفَعَه فِي أغْلَبِ الأحيَان إلَى اخْتِصَار المَادّة الرّوَائِية المَرْوِيّة.....كَحَذفِ مُقَدّمَات الحَديث، وَبَاقِي الأحْدَاث الهَامِشِيّة الخَارِجَة عَن تِبْيَان المُعجزَات وَالدّلَائل، وَاخْتِصَار أسْمَاء الرُّوَاة وَنَحو ذَلِك}!! [الخرائج والجرائح(المقدّمَة)]
هـ ـ لَقَد بَدَأ الرّاوندي البَابَ الأوّل بِرِوَايَة لَا سَنَدَ لَهَا، حَيْث قَالَ:{رُوِيَ عَن الصّادق(عَلَيه السّلام) أنّه قَال...}!!
وـ بَدَأ فَصْلَ مُعْجِزَات النّبِيّ(عَلَيه وَعَلَى آلِه الصّلاة وَالسّلام) بِروَايَات العَامّة بِـ [خَبَر مُنْتَشِر]!! حَيْث قَالَ:{فَمِن مُعجِزَاتِه خَبَرٌ مُنْتَشِر...}.....{وَمِنْها: مَا انْتَشَرَ خَبَرُه أنّ أبَا جَهْل اشْتَرَى مِن رَجُلٍ...}!!
زـ أكثَر مِن ذَلِك، حَيْث تَنَازَلَ حَتّى عَن [رُوِي] وَ [خَبَر مُنْتَشِر]!! قَالَ:{ وَمِنْهَا: أنّ أبَا جَهْل طَلَبَ غرّتَه...}.....{وَمِنها: أنّه بُهِرَت عقولُهم لَمّا أخْبَرَهم مِن إسْرَاء الله بِه(صَلّى الله عَلَيه وَآلِه وَسَلّم)...}!!
ح ـ فِي رِوَايَات الخَاصّة بَدَأ بِالْقَوْل: {فَمِن مُعْجِزَاتِه أنّ الصّادِقَ(عَلَيه السّلام) قَالَ...}.....{وَمِنْها: أنّ أبَا عَبْد الله(عَلَيه السّلام) قَالَ...}.....{وَمِنْها: أنّ جبرئيل أتَاه...}.....{وَمِنْها: أنّ أبَا جَعْفَر(عَلَيه السّلام) قَالَ...}.....{وَفِي رِوَايَة أخرَى: أنّ البُرَاق لَم يَكَدْ يَسْكن...}
ط ـ هَكَذا يَسْتَمِرّ أسْلوبُه، فِي التّقْطِيع وَالحَذْف، فِي المَتْنِ وَالإسْنَاد، فِي جُلِّ مَا أوْرَدَه فِي كِتَابِه(الخرائج والجرائح)
ي ـ إذا كَانَ هَذا حَال أَفْضَل كُتُبِ الرّاوندي وَأعْظَمها، فَكَيفَ تَكون بَاقي كُتُبِه؟!
ك ـ إذَن، كَيْفَ يَكُون الرّاوندي مَاهرًا وَبَارِعًا فِي عِلْمِ الحَديث؟! وَكَيْفَ يَكون كِتَاب "الخَرَائج وَالجَرَائح" مِن الكُتُب الحَديثِيّة وَمِن أعْظَمها، {مِن أعْظَم كُتُب المُعْجِزات...تَرْتِيبًا وَتَنْقِيحًا، وَتَوْثِيقًا وَإحْكَامًا، وَإحَاطَةً وَشمولًا}، كَمَا يَقُول الأبْطَحي الأصْفَهاني وَمُؤسّستُه فِي قمّ؟!! تَدْلِيسٌ وَتَزْيِيفٌ عَلَى طُول التّارِيخ!!
ل ـ لَيْتَه تَوَقّفَ عِنْدَ هَذا الحَدّ !! فَقَد حَشَر فِي كِتَابِه مِئَات الأسَاطِير وَالخُزَعْبِلَات، مِن بَيْنها خُرَافَة الجِـنّـيّــة!!
ثَاني عَشَرـ [جِنّيٌّ عَن جِنّيٍّ عَن جِنِّيَّة...لَا صَفّار وَلَا أشعَرِي]
1ـ سَنَدُ رِوَايَةِ الجِنِّيّة: مَا هُوَ سَنَدُ رِوَايَةِ [الجِنِّيّة]؟! يُجِيبُ الرّاوَندي: {عَن أبي بَصير جدعَان بِن نصر، حَدّثَنا أبو عَبْد الله مُحَمّد بِن مسعدة، حَدَّثَنا مُحَمّد بن حمويه بن إسماعيل الأربنوئي، عَن أبي عَبْد الله الزّبيني، عَن عُمَر بِن أذينة، قِيلَ لِأبي عَبْدِ الله(عَلَيه السّلام)...}[الخرائج والجرائح2]
2ـ وَثَاقَةُ جِنِّيَّة الشّيرَازِي: مَن شَاء فَليَذْهَب بِالسَّنَدِ إلَى المُسْتَأكِلِين،عَمَائِم الفُحْش وَالجَهْل وَالتّجْهِيل وَالطّائِفِيّة وَالتّكْفِير، وَاسْأَلُوهُمْ عَن الرِّوَايَة وَسِلْسِلَة سَنَدِها النّارِيّة [الذّهَبِيّة]!! وَهَل هِيَ مِن الإنْس أو الجَانّ أو خَلِيط؟!! وَإلَى مَن نَرْجع، لِمَعْرِفَةِ وَثَاقَة جِنّيّةِ وَجِنّيِّ الشّيرَازي وَالكَاشَانِي وَالآذري وَغَيْرِهم؟!!
3ـ ..... يتبع..... يتبع
الصَّرخيّ الحسنيّ
twitter: @AlsrkhyAlhasny
@ALsrkhyALhasny1
instagram: @alsarkhyalhasany
https://www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/photos/a.130848821893258/277193610592111/