غزة’ القدس العربي’: اندفع الفلسطينيون يوم أمس في مسيرات جابت مناطق متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تضامنا مع الأسرى الإداريين الذين أنهوا الشهر الأول من إضرابهم المفتوح عن الطعام، مطالبين بتحركات ميدانية للمقاومة لإنهاء معاناة أكثر من 5000 أسير في سجون الاحتلال، في الوقت الذي دخل فيه عدد من المضربين في وضع صحي خطير، ووجه عدد منهم رسالة إلى الرئيس محمود عباس، أكدوا خلالها أن الموت بات يداهمهم.
وأصيب العشرات من المواطنين ومتضامنين أجانب، بحالات من الاختناق الشديد أثر استنشاقهم غازاً مسيلاً للدموع في انحاء عدة من الضفة الغربية، ضمن المسيرات الأسبوعية المناهضة للجدار العنصري، ونصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ففي مسيرة بلعين الأسبوعية، المناوئة للاستيطان وجدار الفصل العنصري، نصرة للأسرى الاداريين، أطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، باتجاه المشاركين عند وصولهم إلى الأراضي المحررة، بالقرب من جدار الفصل العنصري، ما أدى إلى إصابة العشرات من المواطنين ونشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات الاختناق الشديد.
وشارك في المسيرة التي دعت إليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، والد ووالدة ريتشل كوري، جريك وساندي كوري أهالي بلعين، ونشطاء سلام إسرائيليين والعشرات من المتضامنين الأجانب.
ولبس المشاركون الزي الخاص لمصلحة السجون الاسرائيلية، وهم مكبلين بالسلاسل، ورفعوا شعارات كتب عليها (ماء + ملح = حرية)، ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وصور قادة الأسرى، وشعارات تندد بسياسة الاعتقال الاداري.
وجابت المسيرة شوارع القرية، وسط ترديد الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.
وتأتي فعالية هذا اليوم نصرة للأسرى الاداريين في معركة كسر الاعتقال الاداري،
في اضرابهم عن الطعام لليوم الـ31 على التوالي، فيما دعت اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، إلى أوسع مشاركة جماهيرية انتصارا لاسرانا البواسل في معركة العزة والكرامة، معركة كسر الاعتقال الاداري، معركة الامعاء الخاوية، وإلغاء سياسة الاعتقال الأداري، وقف الانتهاكات بحق الأسرى، حتى تحقيق مطالبهم في الافراج عنهم جميعا.
أما في المعصرة بمحافظة بيت لحم، فقد دعا المشاركون في مسيرة المعصرة الاسبوعيةالمنددة بالاستيطان والجدار العنصري، الى نصرة اسرانا البواسل وخاصة المضربين عن الطعام.
وكانت المسيرة التي ينظمها اهالي القرية اسبوعيا قد انطلقت من امام المدخل الرئيس للقرية وصولا الى موقع اقامة الجدار، رافعين الاعلام الفلسطينية وصور الاسرى المضربين عن الطعام.
وبحسب اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم، فإن المشاركين نظموا اعتصاما في ختام المسيرة، اكد المتحدثون فيه على اهمية الوقوف الى جانب اسرانا البواسل في سجون الاحتلال ومساندتهم من خلال توسيع الفعاليات الشعبية، التي من شانها ايصال صوتهم للمجتمع الدولي للتدخل لإنقاذهم من همجية ادارة السجون.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت عدة قرى في محافظتي رام الله وجنين،
كما هو حال بيت لحم، واعتقلت عدداً من المواطنين، بحجة أنهم مطلوبين لقوات الاحتلال.
وانطلقت مسيرة جنوب قطاع غزة شارك فيها حشود كبيرة من السكان، هتفت للأسرى وحملت المجتمع الدولي وإسرائيل المسؤولية عن حياتهم، وانطلقت مسيرات مماثلة من مدن قلقيلية وجنين شمال الضفة الغربية.
وفي مدينة غزة أقام عشرات المصلين صلاة الجمعة أمام الخيمة الدائمة للتضامن مع الأسرى المقاومة عند بوابة مبنى الصليب الأحمر، وأكد خطيب الجمعة الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على ضرورة استمرار الفعاليات التضامنية مع الأسرى، وعلى ضرورة التحرك الفعلي لإطلاق سراحهم.
وأكد أن مسيرة الجهاد والمقاومة ستستمر رغم كل ما يجري، وأن الأمة ‘ستعرف طريقها إلى الوحدة والتوحيد مهما كانت آلامها ومهما اعترضت الطريق من عراقيل’.
وقال أن الدول العربية التي تعيش أزمات وصراعات ‘لن تخرج منها إلا إذا حددت طريقها والتّفت حول برنامج موحد وهو تحرير فلسطين’.
ويوم أمس أنهى الأسرى الإداريون شهرهم الأول في الإضراب المفتوح عن الطعام، ضمن ما بات يعرف بـ ‘معركة الأمعاء الخاوية’.
وتشهد السجون الإسرائيلية في هذه الأوقات حالة غليان، كما أكد عدد من قادة الأسرى، بسبب الإضراب الذي يهدد حياة العديد من الأسرى للخطر، وذلك بسبب تجاهل إدارة السجون لمطالب المضربين حتى اللحظة.
وتشهد الحركة التضامنية من الأسرى مع المضربين زيادة في كل يوم، وأعلن أمس عن وصول عدد المضربين بشكل متواصل إلى 205 أسير، بينهم 175 أسير إداري.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني فقد أكد أن إضراب الأسرى الإداريين قد دخل يومه الثلاثين من الإضراب المفتوح عن الطعام، محذرة من مغبة تدهور وضعهم الصحي.
وذكر النادي الذي يهتم بوضع الأسرى أنه قد انضم إلى هذا العدد من الأسرى الإداريين ما لا يقل عن 30 من الأسرى الموقفين والمحكومين في مختلف السجون الإسرائيلية كـ ‘خطوة تضامنية وداعمة لمطالب الإداريين الذين يرفضون محاكمتهم على أساس الملفات السرية ولمدد مفتوحة’، وشدد على ضرورة تضافر الجهود الدولية والعربية وتدخل كل الجهات المدافعة عن حقوق الإنسان والرافضة للتعذيب لإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وبخاصة الإداريين.
ويشتكي الأسرى الإداريين من سوء معاملة إدارة السجون لهم في ظل مواصلة الإضراب ومعاناة العديد منهم من الأمراض. وأكدوا أن إدارة السجون لم تستجب لمطلبهم، خاصة وأن عددا منهم أصيبوا بالتسمم مساء أمس الأول نتيجة شربهم لمياه ملوثة.
وفي ظل مواصلة الإضراب يلتزم المضربون فقط على شرب الماء والملح، للحفاظ على أمعائهم من التعفن.
ويطالب الأسرى بإنهاء عملية الاعتقال الإداري، التي يعتقل فيها الفلسطينيون بتوصية من أجهزة المخابرات، دون محاكمات، ودون إظهار التهمة.
ونقل عن الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام ياسر بدرساوي سكان مخيم بلاطة والذي يقبع في عزل سجن ايشل لمحامي وزارة الأسرى رامي العلمي الذي زاره بالسجن أن الوضع الصحي للأسرى المضربين في اليوم الثلاثين على التوالي أصبح ‘خطير جداً ويتطلب تحركا وتدخلا عاجلا لإنقاذهم’.
وأكد أن الأسرى قد فقدوا من أوزانهم الشيء الكثير حيث أن اقل أسير فقد من وزنه 16 كغم وبدءوا يشعرون بالدوخة والدوار والغثيان وفقدان النشاط الجسدي بشكل كبير.
وأفاد أن الأسرى المضربين أوقفوا تناول المدعمات والفيتامينات وقاطعوا عيادة السجن منذ أسبوع، وذلك احتجاجاً على ممارسات عيادة السجن السيئة بحق الأسرى.
وأشار إلى أن الأطباء بدلاً من أن يفحصوا الأسرى ويتابعوا وضعهم الصحي، يشاركون إدارة السجن في ‘الضغط عليهم من اجل فك إضرابهم عن الطعام’.
وقال الأسير بدرساوي أن الأسرى في عزل سجن ايشل أصبحوا يعانون من إسهال متواصل، لافتا إلى أن طبيب مستشفى سوروكا الذي نقل إليه عدد من الأسرى ابلغهم أن سبب ذلك هو المياه الملوثة في الصنابير والتي يضطر الأسرى للشرب منها بعد أن تم منعهم من شرب المياه المعدنية.
وكشف عن أن إدارة السجون تمنع الأسرى من الخروج إلى ساحة السجن كالمعتاد منذ 15 يوماً ولم يشاهدوا النور أو الشمس وأنهم يتعرضون للتفتيشات الاستفزازية، من خلال تكبيل الأسرى خلال التفتيش.
لكنه شدد على أنه رغم كل هذه الظروف الصعبة فان الأسرى مصممون على إكمال طريقهم حتى ‘إنهاء كابوس ما يسمى الاعتقال الإداري وان معنوياتهم عالية’.
هذا ونقل عن طبيب فلسطيني قام بزيارة عاجلة للأسير أيمن طبيش المضرب عن الطعام منذ 85 يوماً ويقبع في مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي، القول أن وضع هذا الأسير ‘صعب’.
ورفض هذا الطبيب ما تقوم به إدارة السجون الإسرائيلية من خلال إجبار الأسير المضرب المريض على تناول الأغذية بالقوة وعلى غير إرادته.
وكشف عن طلب الصليب الأحمر من إسرائيل نقل كل الأطباء العاملين في مصلحة السجون ليكونوا تحت مسؤولية وزارة الصحة وليس مسؤولية الأمن الإسرائيلي.
إلى ذلك فقد بعث ستة أسرى إداريين مضربين عن الطعام منذ 30 يوماً ويقبعون في عزل سجن ايشل رسالة إلى الرئيس محمود عباس أبو مازن دعوه خلالها لإطلاق مناشدة عاجلة من اجل إنهاء المعاناة التي يعاني منها الأسرى المضربين عن الطعام منذ 30 يوماً وذلك باتخاذ التدابير المناسبة ومخاطبة الجهات الضاغطة على الجانب الإسرائيلي والذي يتجاهل حجم المعاناة التي يعاني منها الأسرى المضربين.
وجاء في نص الرسالة ‘سيادة الرئيس إن الوضع أصبح خطيراً، وهنالك حالات من المضربين معرضة للموت في أية لحظة وأمام استهتار إسرائيلي وضغوطات وعقوبات وحشية تمارس على المضربين مما يلزم فضح إسرائيل كدولة تنتهك حقوق الأسرى كبشر، وتنتهك الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية’.
وأمس الأول نفذ كافة الأسرى في سجون الاحتلال وعددهم 5200 أسير اضرابا تحذيرا عن الطعام ليوم واحد، تضامنا مع الأسرى الإداريين.
أشرف الهور وفادي أبو سعدى
#مرسى_رئيسى #انتخبو_العرص #الخائن_الخسيسي #كلنا_اخوان #شبكة_صوت_الحرية