اخر الاخبار

الجمعة , 4 يوليه , 2014


انتفاضة… حتى تصبح دماؤنا كالدماء؟
«انتفاضة.. انتفاضة» كان الهتاف الذي ردده حشد من الفلسطينيين اثناء تشييع جثمان الطفل محمد أبو خضير ملفوفا بالعلم الفلسطيني خلال مسيرة الجنازة في شوارع حي شعفاط الذي كان يقيم فيه، وكان محمد خطف على ايدي مستوطنين في سيارة يوم الاربعاء، وعثر على جثمانه متفحما في غابة قرب القدس المحتلة.
وقال مسعفون إن 15 متظاهرا عولجوا من إصابات بعد اشتباكات مع قوات الاحتلال اثناء تشييع ابوخضير الذي جاء استشهاده بعد العثور على جثث ثلاثة مستوطنين، والذي استخدمتهم اسرائيل كمبرر لشن اعتداءات واسعة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونشرت اسرائيل قوات اضافية في القدس المحتلة قبل تشييع جنازة الطفل الفلسطيني كما منعت دخول الرجال دون الخمسين عاما إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
وثمة فارق لا يمكن تجاهله في التغطية الاعلامية لمقتل الصبي الفلسطيني والمستوطنين الاسرائيليين، ومن امثلة ذلك عنوان صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس الثالث من تموز/يوليو، الذي تحدث عن «مقتل فلسطيني في الضفة» في صيغة تتعمد اخفاء عمره، بينما كانت عناوين الصحيفة نفسها طوال فترة الاعتداءات الاسرائيلية بحثا عن المستوطنين تركز على «خطف اطفال اسرائيليين» في محاولات حثيثة لشيطنة الفلسطينيين، دونما اشارة الى انهم خطفوا من فوق ارض فلسطينية يحتلونها بمساعدة من الجيش.
ان مثل هذا التمييز يتجاوز التزييف المهني الى ممارسة واضحة للعنصرية، تجعل دماء الفلسطيني وطفولته وحياته اقل قيمة من نظيرتها عند الاسرائيلي.
اما من جهة الازدواجية في التعاطي السياسي مع الحدث، فقد وقع نبأ استشهاد ابو خضير على اذان صماء، سواء على المستوى الدولي او العربي، بينما كان اختفاء المستوطنين المحتلين السارقين لاراضي الغير، مثار «قلق واسع» بدءا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون شخصيا الى حلفاء اسرائيل في الشرق والغرب وحتى بعض العواصم العربية والاسلامية.
اما المجتمع الدولي المعني بقضايا حقوق الانسان فيبدو ان ضميره اعتاد ان يغض الطرف عندما تكون الضحية من العرب او المسلمين، كأن دماء هؤلاء ليست كدماء غيرهم.
الا انه من الصعب ان نلوم الآخرين فيما نشهد هذا الصمت المتواطئ من الحكومات العربية التي تفوق بعضها على اسرائيل في سفك الدم العربي.
لقد لخصت الهتافات في جنازة ابوخضير كيفية مواجهة هذا الموقف المأساوي بالدعوة الى انتفاضة جديدة تعبيرا عن اليأس من نجاح السلطة الفلسطينية في تحقيق الحد الادنى من واجبات اي حكومة وهو الحفاظ على حياة مواطنيها، ناهيك عن تحقيق الاهداف الوطنية الخاصة بانهاء الاحتلال وانشاء الدولة.
ان استشهاد ابوخضيرة يطرح اسئلة مصيرية بالنسبة لخيارات السلطة الفلسطينية في هذه المرحلة، خاصة وهي مازالت تراهن على «مجابهة اسرائيل في ساحة المجتمع الدولي، ورفض المقاومة المسلحة» كما قال الرئيس محمود عباس امام اجتماع وزراء خارجية دول المؤتمر الاسلامي في السعودية الشهر الماضي.
فهل منع المجتمع الدولي اسرائيل من شن عدوانها على الضفة وغزة في عقاب جماعي لشعب بأكمله؟ ام انه كان شريكا في تقديم غطاء سياسي لقتل طفل بدم بارد؟
وهل نجح المجتمع الدولي في اقناع اسرائيل بالسماح للفلسطينيين بزيارة المسجد الاقصى في شهر رمضان؟ ام انه تغاضى عنه، ودفن شعاراته المتعلقة بحرية التعبد للجميع في تكريس عملي للاحتلال؟
ان دماء ابو خضيرة الطاهرة ومن خلفه حشود من الشهداء الأبرياء تنتظر انتفاضة قد تكون اقرب مما يظن البعض، تقلب كل الحسابات، وتنتصر للانسان وحرمة الدماء في مواجهة هذا الاحتلال العنصري ومن يقفون معه.

رأي القدس

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1325

التعليقات


مقالات ذات صلة

حكاية صافيناز : يهودية هاربة من تجارة الجنس في موسكو حققت شهرتها في مصر وشقيقتها الصاروخ القادم

وزارة الأوقاف السعودية تهدد «خطباءها» المتراخين في نقد «الارهابيين»

السيسي لحماس: لا يوجد أمامكم أي حل غير المبادرة المصرية واسرائيل لن ترسل وفدا للتفاوض وستنسق مع القاهرة لمنع تسلح حماس

محمد الضيف قائد القسام الذي يؤرق اسرائيل

دريد لحام: افتخر بدعمي لبشار الاسد

عباس يطلب من فابيوس التدخل لدى قطر وتركيا لإقناع حماس بوقف إطلاق النار

الصين تعتبر جهاز آى فون تهديدا للأمن القومى

إسرائيل بصفتها نظاما عربيا

انتفاضة… حتى تصبح دماؤنا كالدماء؟

صرخة الصرخي في فضاء المسلمين

اليوم العالمي للاجئين: 45 مليون لاجئ ومهجر حول العالم معظمهم عرب ومسلمون

حينما يفتري العلماء اليهود أيضاً! .. دراسة بحثية هامة تفند افتراءات علماء اليهود على فلسطين وتاريخها

مسلمو الدنمارك يؤدون أول صلاة جمعة موحدين تحت قبة مسجد واحد بمئذنة

اليمن / توقعات بإقالة احمد صالح من منصبه سفيرا لدى الإمارات لاتهامه بالخيانة العظمى

السعودية تحذر من حرب أهلية في العراق لا يمكن التكهن بانعكاساتها على المنطقة

عباس يتهم خاطفي الإسرائيليين الثلاثة بالسعي إلى “تدمير” الفلسطينيين

رغد صدام حسين فرحانة بمقاتلي الوالد وبانتصارات «عمي» عزت ابراهيم

عريقات ينفي تسجيلا ينتقد فيه الرئيس عباس بشأن المفاوضات

أمريكا تلوح بتدخّل عسكريّ… والأكراد استولوا على كركوك مع انهيار الجيش

نازحون موصليون: مدينتنا تتعرض لمؤامرة وصمت الحكومة مريب

سهيل كيوان/ مرسي اكتسح المشير

إصابات وحالات من الإختناق في مسيرات الضفة وغزة نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال

‘حماية الصحفيين’ تدين منع فهمي هويدي من السفر ختام الحملة الانتخابية: السيسي يلوح بالمعاشات وحمدين يراهن على 'مشاركة كثيفة للشباب'

النائب المتطرف فيلدرز استبدل الشهادتين في العلم السعودي بعبارات مسيئة للاسلام

ليبيا: من وراء حركة حفتر العسكرية؟

“زبيد” اليمنية .. القبلة التاريخية لعلماء المسلمين

بيع الفتيات المخطوفات في نيجيريا



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net