اخر الاخبار

الأحد , 13 يوليه , 2014


إسرائيل بصفتها نظاما عربيا
رغم بعض التصريحات الغربية الخجولة عن العدوان الوحشي على الفلسطينيين مثل أن رد إسرائيل «غير متوازن»، وأن «ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين غير مبرر»، نجد أن الجهد الدبلوماسي الغربي، والأمريكي خصوصا، متركّز حالياً على المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، فجل ما يهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الواصل الى فيينا، وكذلك نظراؤه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المجتمعين هناك، هو «التأكد من أن ايران لن تطور سلاحاً نوويا»، بما يذكّرنا طبعاً بملف الأسلحة الكيميائية السورية الذي تم بيع السوريين مقابل ضمان النظام السوري شطبه.
وفي ظل المذبحة الجارية على طول المنطقة العربية وعرضها، وخصوصا في سوريا والعراق، والإستقطابات السياسية الهائلة في مصر وليبيا واليمن، لا يبدو العدوان الإسرائيلي نغمة نشازاً بعيدة إذا قيس ببراميل الأسد والمالكي المتفجرة، وسيسهل، على آلة الإعلام والدبلوماسية العالمية، تذويب مئات القتلى والجرحى والمهجرين الفلسطينيين ضمن القيامة الحاصلة في أرجاء الأرض العربية، مقابل التأكد من أن إيران لن تشكل خطراً على أمريكا وأوروبا وإسرائيل.
ورغم التغطية الإعلامية والسياسية المنحازة لإسرائيل، فإن المشهد العربي يساهم في تغييب انتماء إسرائيل المزعوم الى عالم الديمقراطيات الغربية، لصالح ضمّها الى «شعوب الشرق الأوسط» وأزماتهم التي لا تنتهي، بحيث يبدو القتلى والجرحى الفلسطينيون جزءاً من المشهد العربي العام (رغم الرطانة البلاغية عن صراع الوجود العربي الإسرائيلي)، وتتم إضافتهم الى هامش الإرهابيين القادمين لترويع الغرب باسم الإسلام، وهكذا تغدو إسرائيل أقرب الى الأنظمة العربية المستبدة من أي وقت من تاريخها.
تتفوق إسرائيل على الأنظمة العربية «الشقيقة» في قدرتها على ترويض طرق الاستبداد خاصتها، فرغم حديث الإعلام الإسرائيلي عن الحلف الإسرائيلي العربي ضد الإرهاب، وعن ضرورة أن لا تخذل آلة الهمجية الإسرائيلية أشقاءها من الأنظمة العربية، والإمكانيات التي يوفّرها فتح قوس القمع على آخره، كما فعلت أنظمة سوريا والعراق ومصر، فإن اسرائيل لم تنجرّ (حتى الآن، رغم «نصائح» بعض أجهزة المخابرات العربية لها) إلى تجريم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، كما أنها، على عكس أنظمة سوريا والعراق ومصر، لم تشتر نظرية «القضاء التام على الإرهاب»، ومرادفها، في الحالة الفلسطينية بالطبع، هو احتلال قطاع غزة وإعدام قادة وكوادر حماس والجهاد، لأنها تعلم أن أكلافه المستقبلية عليها أكبر بكثير فوائده، وهو درس لا تريد الأنظمة العربية «الشقيقة»، أبداً، أن تتعلمه.
احتلال إسرائيل لجزء كبير من فلسطين التاريخية، جعلها بالضرورة، جغرافيا، ثم سياسياً، جزءاً من المنظومة العربية، تأثراً وتأثيراً، وهي رغم تذكيرها النوستالجي لبعض أمم الغرب بأيامها الكولونيالية الإمبراطورية، ولكنّ هذه النوستالجيا لا تستطيع أن تحافظ على معنى لاستمرار هذا المشروع الإستعماريّ، بالاستناد الى ترسانته النووية وقوّته العسكرية الهائلة فحسب، وهو محكوم بالتالي بالتعاطي مع قوانين التاريخ والجغرافيا التي تحيط به.
في هذا السياق فإن محاولات الأنظمة العربية تطويع شعوبها وكسر نضالاتها ضد الاستبداد والفساد يقدّم مساهمة معتبرة في حصار الفلسطينيين، أقلّه من ناحية إظهار الوحشية الإسرائيلية أكثر تقنيناً ودقّة من عشوائية وهمجية الدكتاتوريات العربية، لكنها من ناحية أخرى، تجدل بالضرورة، نضالات الشعوب العربية ضد الاستبداد، بنضالات الفلسطينيين ضد الاحتلال ومشروع الصهيونية الكولونيالي، مما يفتح الباب لإسرائيل (أكثر ما يفعل مفاعل ديمونا النووي، وطائرات الإف 16) للإنضمام الصريح الى حلف الاستبداد العربي العام، وربما قيادته؟
أكثر من أي مرة في التاريخ يبدو المشهد العربي، رغم تعقيداته، متجانساً تجانساً كبيراً، لن تستطيع تصريحات القادة العرب وأموالهم التي قيل إنها عادت للدخول الى خزينة حكومة رام الله الفلسطينية، تمويه مساهمات الكثيرين منهم في العدوان على غزة، كما تفعل إسرائيل، وأكثر.

رأي القدس

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1339

التعليقات


مقالات ذات صلة

حكاية صافيناز : يهودية هاربة من تجارة الجنس في موسكو حققت شهرتها في مصر وشقيقتها الصاروخ القادم

وزارة الأوقاف السعودية تهدد «خطباءها» المتراخين في نقد «الارهابيين»

السيسي لحماس: لا يوجد أمامكم أي حل غير المبادرة المصرية واسرائيل لن ترسل وفدا للتفاوض وستنسق مع القاهرة لمنع تسلح حماس

محمد الضيف قائد القسام الذي يؤرق اسرائيل

دريد لحام: افتخر بدعمي لبشار الاسد

عباس يطلب من فابيوس التدخل لدى قطر وتركيا لإقناع حماس بوقف إطلاق النار

الصين تعتبر جهاز آى فون تهديدا للأمن القومى

إسرائيل بصفتها نظاما عربيا

انتفاضة… حتى تصبح دماؤنا كالدماء؟

صرخة الصرخي في فضاء المسلمين

اليوم العالمي للاجئين: 45 مليون لاجئ ومهجر حول العالم معظمهم عرب ومسلمون

حينما يفتري العلماء اليهود أيضاً! .. دراسة بحثية هامة تفند افتراءات علماء اليهود على فلسطين وتاريخها

مسلمو الدنمارك يؤدون أول صلاة جمعة موحدين تحت قبة مسجد واحد بمئذنة

اليمن / توقعات بإقالة احمد صالح من منصبه سفيرا لدى الإمارات لاتهامه بالخيانة العظمى

السعودية تحذر من حرب أهلية في العراق لا يمكن التكهن بانعكاساتها على المنطقة

عباس يتهم خاطفي الإسرائيليين الثلاثة بالسعي إلى “تدمير” الفلسطينيين

رغد صدام حسين فرحانة بمقاتلي الوالد وبانتصارات «عمي» عزت ابراهيم

عريقات ينفي تسجيلا ينتقد فيه الرئيس عباس بشأن المفاوضات

أمريكا تلوح بتدخّل عسكريّ… والأكراد استولوا على كركوك مع انهيار الجيش

نازحون موصليون: مدينتنا تتعرض لمؤامرة وصمت الحكومة مريب

سهيل كيوان/ مرسي اكتسح المشير

إصابات وحالات من الإختناق في مسيرات الضفة وغزة نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال

‘حماية الصحفيين’ تدين منع فهمي هويدي من السفر ختام الحملة الانتخابية: السيسي يلوح بالمعاشات وحمدين يراهن على 'مشاركة كثيفة للشباب'

النائب المتطرف فيلدرز استبدل الشهادتين في العلم السعودي بعبارات مسيئة للاسلام

ليبيا: من وراء حركة حفتر العسكرية؟

“زبيد” اليمنية .. القبلة التاريخية لعلماء المسلمين

بيع الفتيات المخطوفات في نيجيريا



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net