اخر الاخبار

الجمعة , 20 يونيو , 2014


حينما يفتري العلماء اليهود أيضاً!
اتسمت كتابات غالبية الساسة ورجال الدين اليهود، ذات الصلة بتاريخ فلسطين القديم والحديث، بالافتراء على مُسلمات ماضي الأرض المقدسة الممتد وواقعها القائم. وسعت إلى لي وتحريف وقائع وأحداث فلسطين السياسية والدينية بما يخدم فرية (أرض الميعاد)، لدفع عامة اليهود الذين كانوا يعانون الاضطهاد والتحقير في بلدان أوروبا، إلى أتون المشروع الكولونيالي الرامي إلى إقامة (وطن قومي يهودي) في أرض التجسد والقيامة، وتكريس تلك الفرية في عقلية الرأي العام الشاكي من نقص وقصور في معارفه اليقينية عن العالم العربي وحضاراته العريقة عامة وفلسطين على وجه التحديد، الأمر الذي خلق إرباكاً وتَشَوّهاً حاداً في الفهم والوعي المعرفي عن هوية فلسطين الحضارية ومكانها الروحية والجيو- سياسية في تاريخ الشرق الأدنى والعالم الإسلامي عامة.
في هذا المقال نتناول فرية وردت في خطاب وجهه العالم اليهودي جوزيف بريستلي، عام (1799)، إلى نسل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، إبان حملة نابليون على مصر وبلاد الشام (1798-1801). وصف فيه فلسطين الأرض والشعب يقول؛ (فلسطين مجد البلاد قاطبة، تؤلف الآن جزءاً من الإمبراطورية التركية، وهي تكاد تكون خالية من السكان: أرضها لا تعرف الحراثة أبداً، إنها فارغة ومستعدة لاستقبالكم. غير أنه ما لم (تنهار) هذه الدولة التي تحتفظ بتلك البلاد دون منفعة تجنيها، فمن المحال أن تصبح بلادكم، لذا فأنا أصلي جدياً لانحلالها).
اشتمل هذا الخطاب على مزاعم لا صلة لها بحياة فلسطين الواقعية وشعبها العريق، نذكر منها: 1- أن فلسطين تكاد تكون خالية من السكان، فارغة ومستعدة لاستقبال اليهود من جميع أنحاء المعمورة. 2- فلسطين لا تعرف الحراثة أبداً، ولذا فهي بحاجة إلى المهاجرين اليهود لإعادة إصلاحها وتعميرها!. وحتى تتحقق هذه المزاعم- التي يُصلي لأجلها الفيزيائي بريستلي- ويطالب جدياً بانهيار الدولة التي تحتفظ لنفسها بفلسطين، والمقصود بتلك الدولة (السلطنة العثمانية).

قمح فلسطين أنقذ جنوب فرنسا
افتراءات التلمودي جوزيف بريستلي على فلسطين وأهلها تدحضها شهادات ومدونات المؤرخين والرحالين والساسة الأوروبيين الذين كتبوا عن أهمية فلسطين الاقتصادية والعمرانية، ودورها في تزويد بعض بلدان أوروبا والشرق بالسلع والمواد الخام ومجالات الاستثمار، كالقطن والقمح والشعير وزيت الزيتون والسكر والسمسم والحمضيات. وندرج هنا مقتطفات مما ذكروه في خطاباتهم ومؤلفاتهم منذ مطلع القرن السادس عشر. ونبدأ بوصف الراهب الفرنسي (فرانشسكو سوريانو)، الذي أقام فترة طويلة في الأرض المقدسة، وتحدث عن تنوع ثرواتها ووفرة إنتاجها؛ (ففضلاً عن قصب السكر والحمضيات والتفاح، فإنهم يمتلكون عدداً لا يحصى من الشجيرات التي تنتج القطن، وهي شجيرات تتجدد بواسطة البذور مره كل عامين. ولديهم شجيرات أخرى يستخرجون منها زيتاً يدعى السيرج وهو أفضل من زيت الزيتون عندما يطبخ حتى أفضل من السمنة.إنهم ينتجون كميات ضخمة من هذا الزيت تكفي لتمويل كل سوريا ومصر). وقام القمح الفلسطيني بدورٍ بارزٍ في التبادل التجاري مع بلدان أوروبا الغربية. هذا ما يقوله المؤرخ الاقتصادي لمدينة مرسيليا (بول ماسون): إن شحنات القمح المحصول عليها من الشرق، ومن عكا بنوع خاص، ساعدت على إنقاذ جنوب فرنسا من المجاعة، في مناسبات كثيرة العدد خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. وينقل المؤرخ (ماسون) أقوال الرحالة الفرنسي (فرمانيل) الذي شهد عام (1630) ما مجموعة (32) سفينة، في مرفأ عكا تنتظر كلها في الوقت نفسه تحميل القمح. وحينها كان القمح الفلسطيني على جانب من الأهمية بالنسبة للتجارة والصناعة الإيطالية، وقد حظيت نوعيته الصلبة بكثير من التقدير من جانب صناعة المعكرونة. ويُذكر أن الطلب الإيطالي على القمح الفلسطيني الصلب بقي مرتفعاً خلال القرن التاسع عشر، على الرغم من أن سعر السوق هو الأدنى للقمح الروسي المُصدّر من مرفأ روسيا الجنوبي ( أوديسا) الواقع على البحر الأسود. وجرى ما بين القرنين (السادس عشر- والثامن عشر) تصدير كميات كبيرة من القطن من مختلف موانئ المشرق العربي على يد التجار الأوروبيين المقيمين في المنطقة والمتمتعين بحماية الامتيازات الأجنبية التي منحها السلطان العثماني سليمان القانوني منذُ عام (1553) لرعايا فرنسا ولاحقاً شملت رعايا الدول الأوروبية الأخرى .وقد قام مرفأ عكا بدور بارز في هذه التجارة وظل القطن الفلسطيني ذا أهمية خلال القرن السابع عشر ومعظم القرن الثامن عشر، لكنه اشتد وارتفع كثيراً في العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر، وأصبح في الواقع عاملاً رئيسيا في تطور الثورة الصناعية الأوروبية.

يافا كثيفة العمران

كما ووصف الرحالة الأوكراني فاسيلي بارسكي، عام (1736)، في كتابه (رحلة في الأماكن المقدسة) الحالة العمرانية والاقتصادية والعسكرية لمدينة يافا يقول: (مدينة يافا ليست كبيرة ولكنها كثيفة العمران تنقسم مبانيها إلى صنفين: الصنف الأول رائع الشكل والتركيب وهو من قطعة حجرية مربعة الشكل. أما الصنف الثاني فمن الحجر الخام، أبيض اللون وهو ليس جميلاً مثل الصنف الأول، مع أن عملية بنائه تبدو أبسط وأريح.. والسقوف لا ترفع فوق المباني، كما هو معروف في البلدان الأُخرى لذلك تبدو البيوت وكأنها غير مسقوفة[...]، يبدو السقف جميلاً مستوياً وهو أفضل بكثير من السقوف المماثلة التي نستعملها عند بناء العنابر في بلادنا. وسجل الرحالة بارسكي رأيه في ميناء يافا قائلاً: (اشتهرت المدينة وميناؤها منذ القدم. والآن تزورها السفن من فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول قريبة أخرى، بعض السفن تحمل البضاعة، والأخرى تنقل الحجاج المتوجهين إلى القدس). وفي يافا، مثلما يقول؛ (قلعتان فيهما كثير من المدافع للرد على المعتدين.ولديها كل ما هو ضروري لتصبح أجمل وأطيب مما هي عليه الآن لو بذل البناة المهرة جهداً أكبر من أجل ذلك وإن كانوا قد أنجزوا بعض الشيء ويصف مدينة الرملة- التي مر بها بعد مغادرته يافا- بأنها تقع وسط سهول خصبة، وقلما ترى هناك الرمال، لذا فإن هذه المدينة ملائمة لمن يريد العيش فيها، ويحيط بها كثير من الحدائق والبساتين الخضراء ويقول: أما أشجار الزيتون فتثمر في الصيف والشتاء على حد سواء وتمتد حقول واسعة في الشرق والغرب لمسافة متساوية.

مصر وتجارة فلسطين

وفي مطلع القرن التاسع عشر أورد المؤرخ الصهيوني ماير روفائيل في دراسته «عن تاريخ اليهودية الحديث (1780-1815)» تقييماً للأوضاع الاقتصادية في فلسطين جاء فيه: (لقد كانت التجارة الخارجية متطورة لدرجة أن الفروع الرئيسية للزراعة، القطن والتبغ، وكل فروع الصناعة كانت معتمدة عليها، وكانت التجارة مع الأقطار المجاورة، مثل التجارة في أوروبا، تتم عبر مينائي يافا وعكا، وقد لعبت مصر أهم الأدوار في تجارة فلسطين مع الأقطار المجاورة، فكانت الزيوت والصابون والصودا وبذور التيلة تصدر إلى مصر عبر يافا، بينما يتم استيراد القماش والسكر والقمح من مصر. وكان قمح الجليل تستورده مصر عبر ميناء يافا لسد حاجة الجزء الجنوبي من البلاد. ويُصدر قمح الجليل والسامرة عبر ميناء عكا إلى أماكن بعيدة حتى اسطنبول، كذلك إلى بيروت في لبنان، وكان تجار بيروت يستوردون من عكا كذلك القطن الخام لصناعة النسيج). وذكر الأب روبنسون ليز، سهل يافا الخصيب على النحو التالي؛ (يافا محاطة بأشجار البرتقال التي تصدر منها سنوياً ثروة من الفواكه قيمتها(80000) جنيه). وكتب رحالة آخر، كان في مهمة بريطانية رسمية في فلسطين منتصف القرن التاسع عشر، عن الأوضاع الزراعية والصناعية في مدن فلسطين العامرة؛ (إنها لم تكن أرضاً يباساً ولا قاعاً صفصافاً.). وقال عن كفر كَنّه، وهو في طريقه إلى مدينة الناصرة؛ (حقول القمح، وبساتين الزيتون تحيط بها من كل جانب.).
ولندون هنا فقرة أخرى تصف أحد مظاهر (الفراغ الحضاري)!، نقصد مصنع الزجاج في الخليل؛ (ينفخون القناديل والقوارير وشاهدناهم يصنعون كذلك خواتم من الزجاج الملون، وأطواقاً من نفس الصنف، التي يتم بها تزيين أيادي وأنامل النساء). وفي الثلاثينات من القرن التاسع عشر كان معدل الإنتاج السنوي لا يزال يقدر بـ (2200) طن، يُصدر منها ثلاثة أرباعها. في الواقع لم تكن فلسطين بلاد صادرات فحسب، بل كانت، أيضاً، توفر سوقاً طيعة للسلع الاستهلاكية. ففي فترة تعود إلى عام (1830) كانت البلاد تصدر القطن الخام وتستورد كميات كبيرة من المصنوعات القطنية الرخيصة.

من العبودية إلى الاستبداد

ومن الأهمية أن نشير إلى ما قاله اليهودي آحاد هعام، الذي أقام أول مستوطنة يهودية صغيرة في الأرض المقدسة عام (1891)، وكان في طليعة اليهود الذين وقفوا في وجه التيار الذي تبنى فكرة (فلسطين أرض بدون شعب)، فحذر من أن فلسطين ليست خالية من السكان وليست أرضاً جرداء غير مُستصلحة زراعياً. كما نبّه الصهاينة إلى أن العرب ليسوا متوحشين ولا يعيشون في مستوى الحيوانات كما يتوهمون: وأضاف يقول في دراسته (الحقيقة عن فلسطين): (لقد كانوا «اليهود» عبيداً في بلاد الشتات. وفجأة يجدون اليوم أنفسهم متمتعين بالحرية. وهذا التغيير أيقظ في نفوسهم ميلاً نحو الاستبداد والتحكم. ومن ثم نجدهم يعاملون العرب بعدوان وقسوة ويحرمونهم من حقوقهم ويسيئون إليهم بدون سبب. بل أنهم يفاخرون بما يفعلون دون أن يقوم بيننا من يعارض هذا الاتجاه الخطر الذي يستحق الازدراء).
وقبل ذلك وعلى الضد من تلك الممارسات الأثيمة، وبعد خضوع فلسطين للحكم العثماني في أوائل القرن السادس عشر، بدأ اليهود يهاجرون إليها ويسعون إلى الإقامة فيها. ففي القرن الثامن عشر فر جمع من يهود بولونيا وروسيا وأوكرانيا هرباً من الملاحقة والتنكيل إلى فلسطين، ويومها تمتعوا بالحماية والأمن تحت حكم الوالي
المصلح ظاهر العمر، واستوطن مُعظمهم في مدينتي صفد وطبريا. كما وعاش اليهود في فلسطين إبان الحكم العثماني بقسط كافٍ من الحرية الدينية، ما لم يكن من نصيبهم في أي بلد أوروبي. كذلك تعزز مركز اليهود وباقي الطوائف غير الإسلامية بمنحهم امتيازات كثيرة تتعلق بالمحافظة على حقوقهم الدينية وفقاً لشرائع العقيدة الإسلامية التي طُبقت عليهم منذُ أيام الرسول الكريم كأهل ذمة.
صحيح أن فلسطين الصالحة للزراعة وللسكن، لا تتجاوز (40%) من مساحة فلسطين الانتدابية، ومع ذلك، فإن أكثرية أهالي البلاد (التي تكاد تكون خالية من السكان!) – كما ادعى المُفتري بريستلي في خطابه السالف- تجمعت في ما يزيد على الألف قرية تقريباً من مختلف الأحجام، عدا المدن الفلسطينية المختلفة (22 بلدة حسب مرجع بريطاني آخر). وكانت هذه المدن تنتج أصناف مختلفة من المحاصيل والمنتجات الزراعية، التي ذكرها المبعوثون والرحالة الأوروبيون، في تلك الرقعة الصالحة للزراعة وللسكن، والتي لا تتجاوز نصف مساحة مقاطعة ويلز البريطانية. كما ووصف السير لورانس أوليفانت مرج ابن عامر، في عام (1887) بأنه (بحيرة خضراء ضخمة من القمح المتموج، حيث ترتفع تلالها المتوجه بالقرى كالجزر في وسطها، وهي تقدم إحدى الصور البالغة التأثير عما يمكن تصوره من الخصب الوفير).
وتشير المصادر أنه على امتداد القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين استمر الهدم المطرد للصناعات اليدوية السورية والفلسطينية، وهي صناعات كانت تقوم على تلبية الحاجات المحلية وتوفير مجالات الاستخدام. وفي فترة متأخرة ترجع إلى عام (1906)، أورد القس ويلسون في كتاب له ما يلي: (في قرية أعرفها، حيث كانت تعمل قبل بضع سنوات أربعون نولاً بطاقة كاملة، لا يوجد منها الآن سوى ستة أنوال.).
تلك نماذج متفرقة من شهادات مبعوثين ورحالة وعلماء أوروبيين زاروا فلسطين العربية وكتبوا عن تاريخها وعمران حواضرها وثرواتها الاجتماعية والاقتصادية، نحسبها كافية للرد على افتراءات جوزيف بريستلي وأحفاده الصهاينة والمستعمرين، الذين سعوا عبثاً إلى تشويه تاريخ وجغرافية ومعالم فلسطين الدينية ورمي حضارتها العربية ـ الإسلامية المتعددة الأديان والقوميات والملل بقواذع الذم والافتراء، متناسين أن كتب إسفار فلسطين المقدسة وشعبها الباسل العريق خير ضمانة وسند لفلسطين الماضي والحاضر والمستقبل.

بقلم / ناظم مجيد حمود
باحث وأُستاذ جامعي/ روسيا

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1570

التعليقات


مقالات ذات صلة

حكاية صافيناز : يهودية هاربة من تجارة الجنس في موسكو حققت شهرتها في مصر وشقيقتها الصاروخ القادم

وزارة الأوقاف السعودية تهدد «خطباءها» المتراخين في نقد «الارهابيين»

السيسي لحماس: لا يوجد أمامكم أي حل غير المبادرة المصرية واسرائيل لن ترسل وفدا للتفاوض وستنسق مع القاهرة لمنع تسلح حماس

محمد الضيف قائد القسام الذي يؤرق اسرائيل

دريد لحام: افتخر بدعمي لبشار الاسد

عباس يطلب من فابيوس التدخل لدى قطر وتركيا لإقناع حماس بوقف إطلاق النار

الصين تعتبر جهاز آى فون تهديدا للأمن القومى

إسرائيل بصفتها نظاما عربيا

انتفاضة… حتى تصبح دماؤنا كالدماء؟

صرخة الصرخي في فضاء المسلمين

اليوم العالمي للاجئين: 45 مليون لاجئ ومهجر حول العالم معظمهم عرب ومسلمون

حينما يفتري العلماء اليهود أيضاً! .. دراسة بحثية هامة تفند افتراءات علماء اليهود على فلسطين وتاريخها

مسلمو الدنمارك يؤدون أول صلاة جمعة موحدين تحت قبة مسجد واحد بمئذنة

اليمن / توقعات بإقالة احمد صالح من منصبه سفيرا لدى الإمارات لاتهامه بالخيانة العظمى

السعودية تحذر من حرب أهلية في العراق لا يمكن التكهن بانعكاساتها على المنطقة

عباس يتهم خاطفي الإسرائيليين الثلاثة بالسعي إلى “تدمير” الفلسطينيين

رغد صدام حسين فرحانة بمقاتلي الوالد وبانتصارات «عمي» عزت ابراهيم

عريقات ينفي تسجيلا ينتقد فيه الرئيس عباس بشأن المفاوضات

أمريكا تلوح بتدخّل عسكريّ… والأكراد استولوا على كركوك مع انهيار الجيش

نازحون موصليون: مدينتنا تتعرض لمؤامرة وصمت الحكومة مريب

سهيل كيوان/ مرسي اكتسح المشير

إصابات وحالات من الإختناق في مسيرات الضفة وغزة نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الإحتلال

‘حماية الصحفيين’ تدين منع فهمي هويدي من السفر ختام الحملة الانتخابية: السيسي يلوح بالمعاشات وحمدين يراهن على 'مشاركة كثيفة للشباب'

النائب المتطرف فيلدرز استبدل الشهادتين في العلم السعودي بعبارات مسيئة للاسلام

ليبيا: من وراء حركة حفتر العسكرية؟

“زبيد” اليمنية .. القبلة التاريخية لعلماء المسلمين

بيع الفتيات المخطوفات في نيجيريا



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net