فيتنام بالطعم العراقي:
1954 كسر الفتناميون ظهر الجيش الفرنسي وأعوانه في معركة "ديان بيان فو".. فهرب الفرنسيون بينما تورط الأمريكان في دعم نظام عميل له شكل ديموقراطي وقلب فاشي في فيتنام الجنوبية.. أعلن الفتناميون مطالبهم واضحة.. تحرير الجنوب وإعادة توحيده مع الشمال..
سنة 1968 اتبع التحالف الثوري "الفيت منه" منهجا جديدا في مقاومتهم للأمريكان في بلادهم.. فحددوا 100 هدفا هاجموها يوم عيد التيت (الاحتفال بالعام الجديد).. وكانت حرب العصابات من شارع لشارع ومن بيت لبيت.. والهجوم ثم التخفي .. كانت هذه الهجمات هي مفتاح التحول في حرب التحرير الفتنامية..
في هذه اللحظة كان عدد قوات الأمريكان والاستراليين والقوى الموالية لهم قد بلغت 1,4 مليون جندي (550 الف امريكي-800 الف فتنامي جنوبي-70 الف استيرالي وفلبيني وتايلاندي وكوري جنوبي)..
وكان القصف الأمريكي بلغ مده لدرجة استخدام طائرات بي 52 الثقيلة.. لتدمير الغابات والغطاء النباتي والبيئي للثوار..
رفض الثوار رجاء الرئيس جونسون وقف الحرب وانسحاب قواته مقابل انسحاب قوات الفيت منه من فتنام الجنوبية..
رفض الثوار التنازل عن مبدأ توحيد بلادهم وتحريرها..
بلغ القصف الأمريكي على فيتنام درجة غير مسبوقة في التاريخ عام 1972 ومع ذلك فإن إرادة الثوار لم تنكسر.. على العكس فإن هجوما كاسا للثوار أجبر الأمريكان على التوصل لحل سلمي بانسحاب كامل للقوات الأمريكية سنة 1973.. ثم بدخول قوات الفيت منه إلى سايجون في 30 ابريل 1975 ..
انتصر الفيت منه دون تنازل.. دون تصالح.. دون أن أن تكسرهم قوة الخصم ولا ما يمتلكه من سلاح...
لم يكن الدعم السوفيتي أو الصيني هو ما جعل ثوار الفيت منه ينتصرون على الفرنسيين بمعركة ديان بيان فو سنة 1956 .. ولا هو الذي ساعدهم في هزيمة الأمريكان في "كنغ تري" سنة 1973 ، ولا الانتصار النهائي في سايجون في 1975.. فنحن نعرف بلدانا وجيوشا هائلة تلقت الدعم من ذات المصادر لكنها لم تمنعها هزيمة في ساعات أو في أيام..
الفارق كان هو وضوح الهدف.. عدم التفاوض عليه.. عدم التسامح مع عملاء يقسمون كل صباح أنهم وطنيون.. بينما هم لا يخدمون قضايا وطنهم.. بل يخدمون أعداءه..
اليوم ينتفض العراق وهدفه واضح وهو استقلاله وإنهاء حالة التبعية واستعادة وحدته ، بينما حكومة سايجون .. أقصد بغداد تحاول الاستنجاد بالسيد الأمريكي.. والسيد مشغول بتذكر خيالات الهزيمة في السبعينات خوفا من تكرارها بعد أن فعل المستحيل لنسيانها..
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية