اخر الاخبار

الثلاثاء , 5 أغسطس , 2014


د.محمد محسوب يكتب : رابعة ليست ذكرى

باجتماع مجلس وزراء الانقلاب الأربعاء 31يوليو 2013 تقرر (بالإجماع) تكليف وزارة الداخلية بفض اعتصامي رابعة والنهضة لأنهما يشكلان تهديدا للأمن القومي (المصري) قابلين احتمال سقوط 13ألف مصري قتيلا.. لتكون هي المرة الثانية خلال هذا العصر التي يعلن فيها القاتل عن نفسه قبل ارتكاب جريمته.. بينما العالم يتفرج.

المرة الأولى كانت مذبحة سربرينتشا حيث سقط فيها 8آلاف مسلم بوسني قتيلا بيد القوات الصربية على مرأى من قوات هولندية لحفظ السلام تحت قيادة الامم المتحدة ، والتي اكتشفت محكمة هولاندية منذ عدة أسابيع أنهم شاركوا في قتل 300 بسني.

وقتها ظن القتلة أنهم محميون في مراكز سلطتهم أو خلف دشم قواتهم.. لكنهم الآن إما منتحر أو مسجون أو مطارد.

في مجزرة رابعة والنهضة والمجازر التي سبقتها والتي لحقتها سقط آلاف المصريين.. ووقف قائد الانقلاب يطلب تفويضا بالقتل ككل دكتاتور معتمدا على أن كل أمة بها من تغيب عقولهم فيلعقون أحذية الطغاة.. ثم اجتمع مجلس وزرائه وقرر (بالإجماع) قبول فض الاعتصامين مع احتمال سقوط 13ألف ضحية.. ولم يعترض في حينها من بقي في السلطة أو من استقال منها أو من ألقاه الانقلاب خارجها.. جميعهم شاركوا في المجزرة وشعروا وقتها بالنصر والتيه لأنهم سفكوا دماء مصريين بالآلاف.

اليوم أعرف أن بعضهم يعاني من تأنيب ضميره.. لكن قتل الآلاف من الأبرياء لا يغفره تأنيب ضمير.. وبعضهم يعاني من خوفه إن سقط الانقلاب ووقف دون حماية أمام محاكم الشعب.. وبعضهم يقتله القلق بعد أن تخلى الانقلاب عنه دون حتى أن يشكره عن مشاركته في القتل.

جميعهم قلق لأنهم على يقين أن قدر ما سال من دماء لا يسمح لهم بطلب المغفرة.. ولا يسمح بأن يهدأ الشارع أو أن يرتعب المتظاهرون فيجلسون في بيوتهم رغم استمرار التهديد بالقتل أو الاعتقال والتعذيب أو التنكيل والمطاردة.. فهذه الدماء التي أسالها الانقلابيون بكل بجاحة وباستخفاف هي ما يحاصرهم اليوم.

وأستغرب من هؤلاء الذين يطالبون الناس بالسكون والكف عن التظاهر دون أن يطالب بالمحاسبة والقصاص لآلاف المصريين.. فهؤلاء لم يكونوا أرقاما ولا أعداء ولا خيالات هائمة في ميادين مصر.. كانوا مصريين يطالبون بحقهم في التعبير والاحتجاج والتجمع والاعتصام ورفض تدخل الجيش بالسياسة.

تسقط كل ادعاءات الإعلام الفاسد بأن المعتصمين كانوا مسلحين أو انتهجوا العنف.. تسقط بشهادة الشهود .. ملايين الشهود.. وتسقط بتقارير المنظمات الدولية.. وتسقط بحجم الشهداء الذين سقطوا.. وتسقط باستمرار القتلة في التستر على الجريمة وقتل أو اعتقال من يطالب بالقصاص .

ويسقط شرف كل من شارك.. وكل من لا يزال يشارك بتبرير القتل أو أن يصب لعناته على المتظاهرين ويبلع لسانه أمام تجهم الانقلاب وجرائمه خوفا ورعبا أو مشاركة وتضامنا..
لا يكذبن أحد على نفسه أو على جاره أو على شعبه بأن يمني نفسه أن الناس ستتعب أو أن الحراك الشعبي سيموت أو أن كراسي الانقلاب ستستقر وهم عليها بعد حين.. فقد زرعوا شرا مستطيرا وأسرفوا في القتل حتى لم يتركوا بابا إلا سدّوه فلم يبق سوى حل وحيد (يرونه بعييييييدا بينما هو أقرب مما يتصورون) أن يرحلوا.. وأن تبدأ محاسبة شفافة وأن يُطبق قصاص عادل.

رابعة ليست ذكرى.. إنما هي حاضر مستمر يطلب القصاص..

#مكملين
#احنا_متراقبين
#ارحل_يا_عرص
#مرسى_رئيسى
#كلنا_مسلمين
#شبكة_صوت_الحرية


القراء 1455

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net