اتاتورك والطربوش المصرى الكاتب منصور عبدالحكيم
------------------------------------------------------------
الغى كمال اتاتورك الخلافه العثمانية سنه 1924 والغى ايضا كل مظاهر الاسلام والعادات الشرقية ومنها ارتداء الطربوش غطاء للرأس --وفى حفل استقبال السفير المصرى كاول سفير لمصر فى عهد اتاتورك بعد خروج مصر من التبعية العثمانية كان السفير المصرى يرتدى الطربوش الذى كان رمز للوطنيه والاستقلال فى مصر ..امر اتاتورك السفير بخلع الطربوش وقال له :
قل لملكك أننى انا مصطفى كمال وأننى اصدرت أوامرى بأن تخلع هذا الطربوش من على رأسك الان .. ثم نادى جرسونا وخلع السفير الطربوش وأعطاه للجرسون ونظرات الدهشه فى أعين المدعويين وانسحب السفير من الحفل وغادر فورا ..
وفى اليوم الثانى للحفل أعتذر توفيق رشدى للسفير المصرى بشأن ما حدث .. وعلل وزير الخارجيه الحادث بأخويه فقال : ان ما حدث كان حديثا وديا بين أتاتورك وسفير مصر وان السفير خلع طربوشه بملئ ارادته حتى يتحدث براحه مع أتاتورك )
لكن وزير الخارجية المصرى عبد الفتاح يحيى باشا قال ( ان أتاتورك قال بشكل وقح لسفير مصر بأن يخلع طربوشه ولما لم ينفذ السفير هذا أصدر أتاتورك أمر الى احد الخدم بأن يخلع الطربوش من على رأسه فرأى السفير أن يخلع الطربوش بنفسه--
وفى 31 نوفمبر نشرت الديلى هيوالد الانجليزيه خبرا يقول ( تسبب الطربوش فى قيام مشاداه بين السفير المصرى والرئيس التركى أتاتورك لانه أمر السفير بخلع طربوشه وغادر السفير فورا ..
وبعد ذلك أعتذر رئيس الجمهوريه التركيه رسميا للسفير وقبل السفير أعتذاره لكن الحادث انتشر فى مصر واحدث رد فعل عنيف --
وفى 11 نوفمبر ابرقت رويتر بالخبر الى مصر فعرفته مصر لاول مره ونشرته الاهرام وجاء حزب الوفد (وكان فى المعارضه وقتها )ليستغل الحادث فقال فى جريده البلاغ ( ان هذا الحادث اهانه لمصر وانها لاهانه أن يقوم شخص لا يملك حق توجيه الامر لمصر اصدار الامر الى ممثل مصر وهو موضع الاحترام حسب قواعد القانون الدولى) وقالت أيضا (هل كان من الواجب اعتذار مصطفى كمال أتاتورك للسفير أم لمصر؟ وهل من حق السفير قبول الاعتذار دون الرجوع الى مصر أولا.. ان قبول عبد الملك حمزه بك اعتذار أتاتورك معناه انه جاوز حدود صلاحياته كسفير)
والملك فؤاد أيضا أراد تضخيم المسألة حتى وصلت لمذكره تهديد بسحب البعثة المصرية من انقره .. وقالت اللطائف المصورة( لقد تدخل أتاتورك فيما لا يعنيه , المصريون أحرار يرتدون فوق رؤوسهم ما يريدون)
واستخدمت روز اليوسف الكاريكاتير ضد أتاتورك..
وترددت اسئله فى انقره عقب ذلك لماذا خرج الخبر من لندن ولم يخرج من مصر ..وما هو هدف الصحافه المصرية من اذاعه الخبر و تضخيمه ..وقال عاصم اوص ( ان الملك فؤاد يريد الإضرار بالاقتصاد التركى فى مصر لذلك اختلق هذه الحادثه حتى يفسد علينا نحن الاتراك الدخان التركى والتفاح التركى)
وبعدها نشرت الأهرام أن ليس بين البلدين مشكله وانتهى الامر بتقديم مذكره مخففه من الخارجيه المصريه الى الخارجيه التركيه تقبلها الأتراك بقبول حسن وانتهت المشكله
وفى حفل أقامه الهلال الاحمر التركى بمناسبه رأس السنه التقى مره أخرى أتاتورك والسفير المصرى واستدعى أتاتورك حمزه وكان حاسر الرأس بدون طربوش ودار الحوار بينهما
أتاتورك : لماذا لاتلبس الطربوش
حمزه بك : مندهشا ..
أتاتورك : لماذا كتبت عنى تقريرا الى حكومتك ؟
حمزه بك : …….
أتاتورك : أرتدى الطربوش فأنت مصرى , واذا لم ترتد الطربوش فى حفل 29 أكتوبر القادم فانى أنا الذى سأكتب عنك تقريرا وأرسله الى حكومتك
وعبر أتاتورك فى تلك اللحظه عن حبه لحمزه بك وللملك فؤاد وقال ان المذكره المصريه الثانيه أحدثت ارتياحا وبالتالى فالمشكله انتهت
وصدر بيان الحكومه فى البرلمان المصرى 23 يناير 1923 بأن لم تكن هناك مشكله وأن العلاقات طيبه بين البلدين
وعندما مات الملك فؤاد فى 28 ابريل 1936 أرسل أتاتورك برقيه تعزيه للملك فاروق وقدم سفير تركيا اكليل زهور باسم أتاتورك فاق كل ما قدمه السفراء الاخرون ..
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية