عاشقة الشيطان (ليليث) او البغى المقدسة _الكاتب منصور عبد الحكيم
------------------------------------------------------------
ظهر اسم ليليث كنموذج للمرأة التى رفضت طاعة زوجها وهربت الى الشيطان بوصفه امام المتمردين --
ظهر اسم ليليث في رقم طيني [ قرص ] سومري من مدينة [ أور ] يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد ويحكي عن أن إله السماء أمر بإنبات شجرة الصفصاف على ضفاف نهر دجلة في مدينة أورك وبعد أن كبرت الشجرة اتخذ تنين من جذورها بيتاً له بينما اتخذ طائر مخيف من أغصانها عشاً له لكن في جذع الشجرة نفسها كانت تعيش المرأة الشيطانة ليليث .. وعندما سمع [ جلجامش ] ملك أورك عن تلك الشجرة حمل درعه وسيفه وقتل التنين واقتلع الشجرة من جذورها فهربت ليليث إلى البرية .. ويبدو أن شجرة الصفصاف بالنسبة لـ ليليث كالتابوت لمصاصي الدماء . تنتمي أسطورة [ ليليث ] إلى أصول تاريخية قديمة جداً .. فهي تتصل ببابل القديمة .. حيث كان الساميون القدماء يتبنون مجموعة من المعتقدات الخاصة بأجدادهم السومريين كما ترتبط بأكبر أساطير الخلق .. هناك روابط متينة تلصقها بالثعبان الذي يدعى تيامات Tiamat .. إنها بقايا ذكريات طقس قديم جداً كرّم أكبر إلهة سميت كذلك بـ [ الثعبان الأكبر ] و [ التنين ] أو القوة الكونية للخلود الأنثوي .. والتي عُبدت من خلال هذه الأسماء : عشتروت .. أو عشتار .. ميليتا .. إنيني أو إينانا .. وقد كشفت نقوش في الآثار البابلية عن أصول ليليث .. البغي المقدسة لإنانا .. والآلهة الأم الكبرى .. التي أرسلت من قبل هذه الأخيرة كي تغوي الرجال في الطريق .. وتقودهم إلى معبد الإلهة .. حيث كانت تقام هناك الاحتفالات المقدسة للخصوبة .. كان الاضطراب واقعاً بين [ ليليث ] المسماة [ يد إنانا ] والإلهة التي تمثلها والتي كانت هي نفسها توسم أحياناً بهذا اللقب [ البغي المقدسة--
ليليث هي شخصية معروفة في كتب اليهود [ الزوهر .. بن سيرا ] حيث تقول الاسطورة أنها كانت الزوجة الأولى لأدم عليه السلام قبل حواء وتختلف الروايات بالحديث عن ليليث ولكن أشهر الروايات تقول أن ليليث هى المرأة الاساسية التي خلقها الله مع آدم من الأرض ولكنها لم ترض بسيطرة ادم عليها فهربت منه وأصبحت معشوقة الشيطان وكانت تلد له في اليوم 100 طفل .. فاشتكى آدم لله لما فعلته ليليث فأرسل إليها ثلاث ملائكة لإرجاعها ولكنها رفضت الرجوع فتوعدوها بقتل 100 طفل من أطفالها كل يوم ومنذ ذلك اليوم تعهدت ليليث أن تقتل أبناء البشر . كما تصور ليليث أيضاً على أنها الحية التي أغوت ادم وحواء للأكل من الشجرة المحرمة .. كانت أيضا توصف بأنها جميلة جداً وتمتلك صفات مغرية حيث يقال أنها كانت تتجسد ليلاً أمام الرجال لكي تغريهم ثم تقتلهم وكانت ليليث تلقب بـ [ قاتلة الأطفال ] لها أجنحة ومخالب وتأتي ليلاً لقتلهم . غالباً ما يعاد طباعة كتاب شائع حول تقاليد الكابالا ومنها تعويذات وصيغ سحرية كتعويذة للحماية من ليليث المأخوذة من سفر رازيل --
وصفت ليليث كوحش مخيف حيث كانت الأمهات تضع تمائم لأطفالهن الصغار عليها أسماء الملائكة الثلاث المذكورين في الأسطورة لإعتقادهن أن ليليث تخاف من هذه الأسماء وتهرب منها وهم [ سينوئي ] و [ سنسنوئي ] و [ سامينجيلوف ] فكانت تلك الأسماء جزء من تعويذة أو حجاب لحماية النساء في مرحلة الولادة والأطفال حديثي الولادة من الأرواح الشريرة--
اهتمّ الأدب على وجه الخصوص بليليث المتمردة التي تضيع نفسها في التأكيد على حقّها في الحرية واللذة والمساواة مع الرجل وكذلك كلّ اللواتي يلتقين بها، كما أنها امرأة شهوانية ومدمّرة تطمح إلى التفوّق وإلى القدرة. يتجلى هذا في دراما ألمانية مؤرخة سنة 1565: " جيتا "، التي تأخذ بعين الاعتبار وجود ليليث من خلال سرد حكاية الطفلة الصغيرة ( جيتا ) أو جوان المرأة الوحيدة التي تعرف بأنها سوف تصبح بابوية. - في عام 1667 أشار ( ملتون) في " الفردوس المفقود " إلى ليليث مستخدماً اسم " الحية الساحرة " تلك البطلة اليائسة بالنسبة إلى الرومانسيين، و وُصفت باعتبارها امرأة جميلة وشهوانية، بشعر طويل، تقود الآخرين معها في دوامة من الآلام، ومن النكبات والموت.
مما لاشك فيه بأن أسطورة لبليث على صلة وثيقة في قضية الخلق، فهي أفكار ومعتقدات تنعكس على حياة الشعوب رغم أنها من أشكال الوهم التي تتناقض مع إدراكنا الحسي لها، إنها التعبير الجماعي لتلك الحضارات المتعاقبة سواء كانت دينية أو فلسفية ،فهي دراسة تاريخية وأدبية ووعاء فكري مرتبط بظاهرة لايمكن تجاهلها حيث عبر عنها الفرد والمجتمع بأسلوب اعتمد على محاكاة اللاوعي وتكوين رؤية لكائنات غير موجودة في الواقع المستقل عن حدود ذهنه
وتعد ايضا (ليليث) فى الذاكرة الاسطورية نموذج للتمرد واتباع الشيطان واحدى ظهورات الشيطان نفسه فى شكل انثى اضفى عليها شكلا من القداسة المزيفة --
#منصور_عبدالحكيم
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية