بين الإمام النووى والظاهر بيبرس
-----------------------------------------------------------
"حينما خرج الظاهر إلى قتال التتار بالشام ولم يكن في بيت المال ما يقوم بتجهيز الجيش والانفاق على المقاتلين ، استفتى علماء الشام في جواز فرض ضرائب على الشعب ، لإعانة السلطان والجيش على قتال الأعداء وتغطية النفقات المطلوبة ، فأفتاه العلماء بجواز ذلك للحاجة والمصلحة ، وكتبوا له بذلك ، وكان الإمام النووي غائباً ،
فلما سأل السلطان العلماء : هل بقي من أحد ؟ قالوا : نعم بقي الشيخ محي الدين النووي ، فطلبه فحضر فقال له : اكتب خطك (توقيعك) مع الفقهاء ، فامتنع الشيخ وأبى ، وسأله السلطان : ما سبب امتناعك ؟
قال الشيخ : أنا أعرف أنك كنت في الرق للأمير بندقار وليس لك مال ثم منّ الله عليك وجعلك ملكاً وسمعت أن عندك ألف مملوك لكل مملوك حياصته من الذهب ، وعندك مائتا جارية لكل جارية حُق من الحلي ، فإن أنفقت ذلك كله ، وبقيت مماليكك بالبتون والصوف بدلاً من الحوائص ، وبقيت الجواري بثيابهن دون الحلي ، أفتيك بأخذ المال من الرعية "
فغضب الملك الظاهر من كلامه وقال : اخرج من بلدي يعني دمشق . قال : سمعاً وطاعة . وانتقل منها إلى بلده نوى وهي ضيعة بأرض حوران . فقالت الفقهاء للملك الظاهر بعد ذلك : إن هذا الذي أمرت بخروجه من دمشق الفقيه من كبار العلماء والصلحاء وممن يقتدى به فأعده إلى دمشق فرسم برجوعه إليها فساروا إليه ورغبوه في الرجوع إلى دمشق وقالوا : قد رسم السلطان برجوعك إليها .
فامتنع وقال : لا أدخلنها والملك الظاهر بالحياة أبداً . فلما كان بعد شهر كان الملك الظاهر في نفسه شيء من بعض أمرائه فصنع له شربة مسمومة ودسها بين شربات غير مسمومة فلما قصد أن يسقي الأمير تلك الشربة المسمومة غلط فشرب هو المسمومة فمات
وشرب الأمير غير المسمومة فسلم
. فلما سمع الشيخ محي الدين بموت الملك الظاهر دخل دمشق .
-----------------------------------------------------------
كتاب الإمام لمحمد بن القاسم النويري
#كلنا_حماس #مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية