الثورة فى الاسلام معان ودلالات
=========================
يعترض على البعض على استخدام مصطلح الثورة على اعتبار انها ليست من الاسلام وان الاسلام لايعرف الا الدعوة --
يقول د.محمد عمارة فى كتابة الاسلام والثورة :
العرب و المسلمون الأوائل استخدموا الكلمة بعدة معان منها: الهياج, و الإنقلاب و التغييرو الوثوب و الانتشار و الغضب. ففي لسان العرب لابن منظرو نطالع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “أثيروا القرآن, فإن فيه خبر الأولين و الآخرين” وحديث “من أراد العلم فليثور القرآن” و تثويره قراءته و التدبر في معانيه وتفسيره. و نقرأ في القرآن ” أَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا” (الروم 9) أي قلبوا وجهها… و أيضا بمعنى الانتصار للمظلوم في الآية: “وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ“ (الشورى 39)
وهي أيضا الحركة من بعد السكون…”اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً“ (فاطر 9) أي تهيجه كي ينتشر, و نذكر بقرة بني إسرائيل التي كانت “بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ” (البقرة 71). كما استخدم العرب مصطلح “الملحمة” للدلالة على بعض معاني مصطلح الثورة فدل عندهم على التلاحم في الصراع والقتال حتى جعلوا من أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم “نبي الملحمة” حيث مارس التغيير بالوسيلتين معا: القتال و الإصلاح العميق.
وقد ظل مصطلح النهضة بمعنى الثورة كذلك حتى أننا نطالعه في كتابات الأفغاني--
أن الثورة في تعريفها الأعم و مرادنا هي: “العلم الذي يوضع في الممارسة والتطبيق, من أجل تغيير المجتمع تغييرا جذريا وشاملا, والانتقال به من مرحلة تطورية معينة إلى أخرى أكثر تقدما, الأمر الذي يتيح للقوى الاجتماعية المتقدمة في هذا المجتمع أن تأخذ بيدها مقاليد الأمور, فتصنع الحياة الأكثر ملاءمة و تمكيناً لسعادة الإنسان ورفاهيته, محققة بذلك خطوة على درب التقدم الإنساني نحو مثله العليا التي ستظل دائما وأبدا زاخرة بالجديد الذي يغير التقدم و يستعصي على النفاد و التحقيق”
وجميع التيارات الفكرية الإسلامية التي انحازت للثورة نظريا أو عمليا وقررت مشروعيتها قد استندت إلى أن القرآن قد “أوجب” على الأمة, متضامنة متكافلة, الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. فإذا اقتضى النهوض بهذا التكليف استخدام “الفعل” بعد “القول” و “الاستعانة بالقوة” التي اصطلحوا تسميتها ب “قضية السيف” كان ذلك “مشروعا” لدى البعض و “واجبا” لدى البعض الآخر.
وهم في ذلك يستندون إلى قوله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 104: ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر” وقوله في نفس السورة 110 : “كنتم خير أمة أخرجت للناس, تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر“. وقالوا إذا كان الأمر بالمعروف يقف عند حدود الهدى والبيان, فإن النهي عن المنكر يتجاوز ذلك إلى الفعل. واستندوا في ذلك إلى عديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم و منها: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه. فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم و الترمذي و النسائي وابن حنبل. والفعل هنا يسبق غيره من وسائل التغيير. ومن مثل قوله محذرا الأمة من النكوص عن هذا الطريق الصعب قوله: “لتأمرن بالمعروف, و لتنهون عن المنكر, ولتأخذن على يد الظالم, ولتأطرنه على الحق أطرا (أي تدخلونه في الحق وتجبرونه عليه) , أو ليضربن الله على قلوب بعضكم ببعض, ثم تدعون فلا يستجاب لكم” رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وابن حنبل. . وقوله: ” إذا رأيتم الظالم فلم تأخذوا على يديه يوشك الله أن يعمكم بعذاب من عنده” رواه الترمذي في سننه. ومن مثل الترغيب في هذا الطريق المحفوف بالمكاره و الملئ بالأشواك قوله: “أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر” رواه أبو داوود والترمذي و النسائي و ابن ماجه وابن حنبل. وقولة سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب : “ثم رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله”
والله تعالى اعلم--
#كلنا_حماس #مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية