بقلم الشاعر / نور الدين
مِن فَوقِ دَبَّابَة
******
( الديمقراطيَّة لا تأتي عن طريق البندقية
فما بالك إذا جاءت من فوق دبابة ! )
***
مِن فَوقِ دَبَّابةْ
جاءُوا إليكَ الآنْ
أبشِرْ بِحرِّيَّةْ ..
وكرامَةِ الإنسانْ
لا فَقرَ بعدَ اليَومْ
لا سجْنَ بعدَ اليومْ
هَوَتِ العبوديَّةْ
قد صِرتَ هذا الحُرْ
ونَسيتَ طعمَ المُرْ
متَحَضِّرًا جِدًّا ..
وتُدخِّنُ السِّيجارْ
وتَموتُ في "الكافيارْ"
مُتَزوِّجًا "كارولين"
ونَسيتَ "فَتحِيَّةْ"
أَبشِرْ بحُريَّةْ
***
من فوقِ دبَّابةْ
خِدَعٌ لنا تَنسابْ
فيسيلُ نهرُ لُعابْ
ونهايَةَ الرِّحلةْ
مَنْ يأخُذُ الأتعابْ ..
غيرُ الذي بالبابْ
الساحِرُ الكذَّابْ
ونِهايَةَ السِّردابْ
سَتَعودُ للأبوابْ
ويُقالُ : مَنْ بالبابْ ؟
وتَدورُ في اللاشيءْ
بَحْثًا عنِ الأسبابْ
تَجري وراءَ سَرابْ
سَمَّوْهُ حُرِّيَّةْ
***
مِن فوقِ دبَّابةْ
قد وَزَّعوا الأدوارْ
"شَيخَ الخَفَرْ" قد صِرتْ ،
أو"عُمْدَةَ الدَّوَّارْ" ،
أو صِرتَ شُرطيًّا
لحِمايةِ الأخيارْ ،
أو صرتَ ناطُورًا
كَمُقاوِلِ الأنفارْ
أوَ لسْتَ نِفْطيًّا !!
وتَموتُ في الدُّولارْ ؟
ما عادَ بَعْدُ خِيارْ
بالأمسِ كنتَ حِمارْ
والآنَ مَحْظيَّةْ
فالبَسْ لِباسَ العُهرْ
واسلُكْ طَريقَ الكُفرْ
وانسَ الرُّبوبيَّةْ
***
مِن فوقِ دبَّابةْ
نَسَجوا لَنا الأوهامْ
وَطَنًا لَنا سَيعودْ
إنَّا ..
لهُ الحُكَّامْ
لا خوفَ بعدَ اليَومْ
سَنَغُطُّ في الأحلامْ
والأرضُ تُفرَشُ رَملْ
لِحبيبِنا المُحتلْ
وهناكَ فوقَ التلْ
عَلَمٌ لهُ مَرفوعْ
وسنبحَثُ الموضوعْ
فالقائدُ المصنوعْ ,
كالقائدِ المَخلوعْ ،
وكِلاهما مَمنوعْ ..
مِن أخذِ أيِّ قرارْ
أبشِرْ بِحريَّةْ
***
مِن فوقِ دبَّابةْ
سيعَيَّنوكَ رئيسْ
في الزَّيفِ والتدليسْ
كلُّ الذي تَملِكْ ..
أن تُتقِنَ التَهليسْ
أنتَ الزَّعيمُ الحرْ
"أو قائدُ التَّعريصْ"
أنتَ السِّياسي ..
الحُرْ
ما أروَعَ التَسييسْ
وَضَعوكَ بينَ القصرْ ،
والجُندِ ، والحرَّاسْ
لا تَعرفُ القانونْ
ولِمن تَكونُ رَئيسْ
كُرسيكَ بالمرمرْ
والشعبُ في باريسْ
حتى ترى الموضوعْ ..
من خارِجِ ( الكواليسْ )
شَعبٌ ولستَ تراهْ
أعمى يَقودُ حَبيسْ
هذا اختراعٌ تَمْ
والحُكمُ بالتحسيسْ
في دَولةِ ( المتاعيسْ ) —
#شبكة_صوت_الحرية #انتخبو_العرص