القران الكريم والدعوة الى الاعتدال والوسطية
حيدر الراجح
التعايش السلمي مع الناس الوارد في تعليمات الصلاة فنحن نقرأ في سورة الحمد الواجبة في الصلاة:
( اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فهنا الحديث عن الجماعة (اهدنا) لا (إهدني) مع ان التوجه الى غير الله يؤثر في روح العبادة ولكن الاسلام ومن أجل المصالح الاجتماعية المهمة ولأجل أن تكون روح المسلم روحا أجتماعية مزج هذا الأمر بالعبادة وقدمها الى الناس فيقول يجب عليكم القول ( اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم) فنحن جميعا نعبدك ولا نعبد غيرك ونطلب العون منك فاهدنا طريقك وهنا نلاحظ مقولة التعاون والتكاتف مشهودة بصورة كاملة . واعلى من ذلك مسألة الصلح وطلب السلم المذكورة في نهاية الصلاة ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) وهو اعلان لطلب الصلح ولكن لا لعامة البشر لكي لا يشمل الافراد الذين يجب استئصالهم من المجتمع حتى يعيش المجتمع بسلام بل ينحصر الامر بعباد الله الصالحين يعني الهي انا سلم لكل من هو من عبادك الصالحين هذا هو الاسلام الحقيقي الذي يدعو السلم والاعتدال وحب الخير للغير على عكس المارقة وائمتهم الذين لن تنهاهم صلاتهم عن منكر ولم تبيض قلوبهم ولن تزيل الحقد الدفين على المسلمين عامة فقد ابتعدوا عن روح الاسلام وبالنتيجة خرجوا من غير عودة فاخترقوا جميع قوانين الاسلام والاعراف الاجتماعية والتقاليد القبلية الاصيلة فتجدهم يتقاتلون فيما بينهم من أجل السلطة والمال كما انهم يتفقون مع الغزاة الكفار من اجل الاطاحة بمدن الاسلام وهذا ماورثوه من ائمتهم السابقين عندما كانوا يقاتلون تحت راية الغزاة من المغول فقد ذكر الاستاذ المحقق السيد الصرخي ذلك في محاضرته التاسعة والاربعين من بحث : " وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" والذي هو من ضمن سلسلة بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للأستاذ المحقق في 1 / 11 / 2017 م حيث قال في مقتبس (سنأخذ صورة عن هولاكو والتتار وعن حكّام المسلمين في تلك المدة، حتى تتّضح عندنا الصورة، وتقترب إلينا الحقائق والأمور الواقعيّة التي حصلتْ بنسبة معينة: 1..2.. 12ـ وقال ابن العِبري/ (264): أ..ب..جـ ـ وفيها [أي في سنة] (653هـ) في شهر شعبان، نزل هولاكو بمروج مدينة سمرقند، وأقام بها أربعين يومًا، فوصل إليه الأمير أرغون وأكثر أكابر خراسان، وقوّوا عزمهم، فعبروا ماء جَيْحُون، فأمر الأمراء أنْ يقصدوا في عساكرهم قلاع الملاحدة، وكان مقدَّم الإسماعيليّة يومئذ ركن الدين خوزشاه. [التفتْ: هنا خلفاء وأئمة المسلمين قاتلوا الإسماعيليّة تحت راية المغول الشركيّة وإمامة وخلافة وقيادة المغول الوثنيّة!!! وهنا لم تستجبْ خلافة بغداد لطلب هولاكو (بإرسال العساكر له لمقاتلة الإسماعيليّة، وإلّا فإنّه سينتقم منهم ويزيلهم ويقتلهم بعد القضاء على الإسماعيليّة)، وكما ذكرنا لكم سابقًا هذا المعنى، فهل عدم استجابة الخليفة العباسي لذلك كان بسبب علاقته الحسَنة وتحالفِه القديم مع الإسماعيليّة ضد الخوارزميّة؟!! أو لتوقّعه انكسار عساكر المغول بقيادة هولاكو أمام الإسماعيليّة كما انكسر قادة المغول السابقين وعساكرهم أمام الإسماعيليّة في السنين السابقة؟!! أو أنَّ الخليفة لم يكن سَلَفِيًّا كما يدّعي ويفتري ابن تيمية ورفاقُه، فلم يكن يعتقد بانحرافات منهج تيمية التكفيري الإرهابي بتكفير وقتل كلّ ما يرتبط ولو شكليًا باِسم علي وأهل بيت النبي (عليهم وعلى جدّهم الصلاة والسلام)، ويجيزون التعاون والتحالف مع كلّ قوى الكفر ومع إبليس الشيطان مِن أجل تحقيق غايتهم؟!! ومِن هنا يأتي الشك الراجح في أنّ ابن الجوزي هو الذي وشى بالخليفة ودويدار وشرابي عند هولاكو وأخبره أنّهم رفضوا إرسال العساكر والمشاركة باقتحام قلاع الإسماعيليّة!!! ) هذا هو دين التيمية فاين ترديهم لقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم فكيف يجتمع الهدى مع الضلال والتطرف مع الاعتدال والقتل مع السلام فهما نقيضان لايجتمعان هؤلاء المارقة هم الذين لايستحقون السلام في ختام الصلاة فانهم ليسوا بعبادا صالحين بل انهم سفاحين مارقين لايرعون حرمة الله ولا حرمة عبيده دينهم الذبح والفجور والتهجير هذه مقارنة بسيطة جدا تبين لنا من هو المعتدل ومن هو المتطرف فلابد من الالتفاف حول دعاة السلم والوسطية لانه لانجاة ولاقبول للاعمال ولاخلاص من الشر الا بتقبل الاخرين والتعامل معهم كبشر وكاخوة ونبذ التطرف والارهاب ومحاربته بجميع الاصعدة الفكرية وغيرها لكي نتمكن من اقتلاع جذوره والى الابد