تهذيب الفكر وإعادة قراءة التأريخ نجاة من الفتن
حيدر الراجح
إنَّ مايحصل اليوم من إرهاب وتهجير وتقتيل وطائفية هو نتيجة طبيعية لما هو مخزون من الموروث الروائي المدسوس الذي خُطَّ بأيدي مستأكلة نفعية مأجورة، لم تفكر أن هذه الكلمات في يوم من الأيام ستكون بركان وزلزال يفتك بالأمة الإسلامية، وسيتسبّب في تشتِّتها، فبفضل تلك الموروثات الإسرائيلية، وبفضل جمود الفرد المسلم وعدم تمييزه بين الحق والباطل، وانجراره خلف العاطفة والمسمّيات أدَّت الى استفحال هذا الوباء الفكري التجهيلي، بينما الجميع يعلم إن أخذ الأحكام من مناهلها الخاصة، وعرض الروايات على القرآن الكريم فما وافقه يؤخذ به وإلّا يُضرب به عرض الجدار، هذه هي وصية النبي محمد - صلى الله عليه واله وسلم - لكن للأسف لا أحد يمتثل لهذه الوصية إلا النادر الأندر فكانت النتيجة ولوج الفتنة في عموم مدن وديار المسلمين وأخذت مأخذها وأحرقت الأخضر واليابس.
والى الآن المسلسل الدموي التكفيري مستمر والأعم الأغلب مستمر بتغابيه وغفلته. لذلك أوجّه كلامي لأصحاب العقول، لا بد من صحوة ضمير، صحوة عقل وتمييز كما يذكر أحد العلماء إنه (نحتاج الى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التأريخ بإنصاف وحكمة حتى نتّعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتّحد تحت عنوان جامع يرجع الى ثوابت الإسلام ومبادىء الإنسان والأخلاق) فلا خلاص ولا نجاة من الفتن ومضلاتها إلّا بتحرير العقل من قيود الطائفية والمذهبية وإعطاء كل صاحب حقٍّ حقَّه والتعامل مع الجميع على أساس الإنسانية أولا، ثم نتدرج لنعرف هل نحن لائقون وجديرون بحمل أعظم وأشرف وأقدس رسالة سماوية التي في يوم من الأيام ستكون هي الدستور والقانون الذي يسير عليه العالَم أجمع تحت ظل قيادة الإمام المهدي المنتظر -عجل الله تعالى فرجه- عندها يمكننا أن نقول نحن هم المسلمون المعتدلون.