الإنتروبي يقصم ظهر الإلحاد والملحدين
حيدر الراجح

الإنتروبي ظاهرة شائعة لايمكن التخلي عنها في حياة الإنسان لكن هناك من يحاول تحجيمها بدون جدوى فإن من أهم قوانين الديناميكا الحرارية هو قانون نيوتن الثاني والذي ينطبق على الأنظمة المغلقة فقط، أي الأنظمة التي يحصل فيها تبادل للطاقة، والمعلومات، والمواد. وكما هو معلوم فإن الكون في مجموعهِ كنظام مغلق من هذا النوع، وهذا يسمح لنا بتطبيق القانون على هذا النظام.فالإنتروبيا أو العشوائية (بالإنجليزية: Entropy) أصل الكلمة مأخوذ عن اليونانية ومعناها "تحول" وهو مفهوم هام في التحريك الحراري، وخاصة للقانون الثاني الذي يتعامل مع العمليات الفيزيائية للأنظمة الكبيرة المكونة من جزيئات بالغة الأعداد ويبحث سلوكها كعملية تتم تلقائيا أم لا. حيث ينص القانون الثاني للديناميكا الحرارية على مبدأ أساسي يقول: (أي تغير يحدث تلقائيًا في نظام فيزيائي لا بد وأن يصحبه ازدياد في مقدار "إنتروبي".) والأمثلة على الإنتروبي كثيرة والتطبيقات أكثر فلو سقط قدح الماء على الأرض سنرى إن الزجاج ينكسر والماء بعدما كان يتخذ شكل القدح أصبح منتشرًا على الأرض كما إنه لو وضعنا قطرات حمراء على إناء أو قدح حليب سنرى إن القطرات ستتحرك وتنتشر جزيئاتها بين جزيئات الحليب كما إن قنينة العطر أو قنينة غاز الطعام لو ضغطنا على زر الفتح لرأينا إن الغاز سينتشر في الغرفة بعدما كان محصورًا في وعاء صغير حتى على مستوى سلوك الإنسان فلو دخلت الى صف للتلاميذ وكان عندهم معلم ما ستجدهم مرتبين وكلٌ جالس في محله ما أن يخرج ذلك المعلم تجدهم تحركوا من إماكنهم. كل هذه الأمثلة وغيرها الملايين تدل على وجود الإنتروبي فالماء كان منتظمًا ولكن عندما سقط القدح وانكسر صارت ظاهرة الإنتروبي ولايمكن إرجاع الماء الى قدح آخر أو نفسه إلا ببذل طاقة وكذلك التلاميذ لايمكن ترتيبهم ثانية إلا ببذل طاقة من قبل المعلم وهكذا، فمن الممكن الحديث عن التطور باتجاه زيادة الإنتروبيا عن طريق استخدام واحدة من الجملة التالية: "إذا تُرك نظام معزول ما لوحده فإنه يتجه إلى الوجود في حالة الفوضى القصوى"، والموضوع المهم هنا هو إنكار الملحدين للخالق وهذا القانون قد أثبت وجود الخالق والمتحكم في الكون باعتباره نظام مغلق فسقوط الأمطار إنتروبي فمن يوقف الأمطار؟ العواصف إنتروبي فمن ذا الذي يزيد الإنتروبي ويقلله؟ المجموعة الشمسية وحركة الكوكب مع الشمس وفق نظام مغلق ومستقر ومتزن فلو تأملنا لو أن الشمس انحرفت عن مسارها بضعة مترات واقتربت نحو الأرض ماذا سيحدث؟ إذن من المسيطر على عدم زيادة الإنتروبي في المجموعة الشمية يافطاحلة الملاحدة؟ كما أن الإنتروبي يثبت أن هناك نشأة للكون وهناك نهاية وحسب ما فسره علماء الفيزياء بالموت الحراري للكون فبما أن الإنتروبي بنظام مغلق ومعزول (مثل الكون) تزداد دائماً فهنالك فرضية تقول أنه بعد فترة طويلة من الزمن سوف تتحول جميع الطاقة الموجودة في الكون إلى شكل غير مفيد (إنتروبي عظمى). ويحدث ذلك عندما تنتقل جميع الطاقة المتوفرة (مثل مصدر عالي للحرارة) إلى مكان أقل طاقة (مثل المصرف الحراري) حينها يصل الكون لحالة “توازن” ولا يمكن استخراج أي عمل منه. فمن المتحكم ياترى في كل هذا ؟؟ هذه الأفكار الشاذة للأسف وجدت طريقها ومرتعها لدى بعض الشباب المسلم بالرغم من استنادها على أدلة خرافية. ومن باب الحرص والشعور بالمسؤولية ومن باب واجبه كمشرع ومرشد للأمة أعطى سماحة الأستاذ المحقق السيد الصرخي –دام ظله– أهمية قصوى للوقوف بوجه الهجمات التكفيرية الإلحادية مبينًا مصدرها الرئيسي وهو الماسونية العالمية التي زرعت التفرقة بين المسلمين بصورة جعلت الكل ينفر من الكل من خلال التكفير والتطرف والطائفية وبعد أن فقد الناس الثقة برموزهم المتصدين المنصبين من قبل الماسونية ابتعدوا عن جادة الإسلام فوضعت لهم الماسونية منهج الإلحاد، ولهذا أكَّد سماحة الأستاذ على ضرورة إلقاء محاضرات الإعجاز العلمي وبكثافة لردع خطر الإلحاد والحفاظ على الشباب المسلم ففي محاضرة له ألقاها أمام حشد كبير في كربلاء المقدسة يوم الجمعة المصادف 2\8\2013 حذر من خطر الماسونية والإنخداع بأفكارها وإعلامها، مشيراً إلى إن الماسونية دخلت باسم التشيع واسم التسنن، فقال في مقتبس (... نحن عندما طرحنا قضية الإعجاز العلمي أردنا أن نبين لكم مكانة الإسلام وقدرة الإسلام ومحاكاة الإسلام للعلم وقيادة الإسلام للعلم حتى لا ننخدع بدعاوى الماسونية). ثم قال (...عندما يراد أن يحرف فكر الإنسان أول شي يسلب الإنسان عن تاريخه وعن حضارته وعن أجداده وعن تقاليده وعاداته الصحيحة، بدعاوى الفكر والعلم وهذا الأسلوب قد ثبت فشله في محاربة الإسلام لان الإسلام هو من قاد العلم ودعا إليه، ففشلت الماسونية في محاربة الإسلام من الجانب العلمي فانتقلت من الجانب الفكري إلى الطعن بالجانب السلوكي)) علينا الآن أن ندرك مدى خطورة الهجمة الشرسة على الإسلام ومحاولة هدمه من خلال بث الأفكار المنحرفة، فلابد من توجيه الشباب بنحو صحيح كما هم الآن الشباب المسلم الواعد الذين جمعوا بين العقيدة بالتعلم والإطلاع على أدلة وجود الخالق وكذلك بالعاطفة وترسيخ مباديء الإسلام من خلال إقامة مجالس الشور الهادفة في حب أساس العلم والعلماء في الكون النبي وأهل البيت –عليهم الصلاة السلام– الذين أخذوا العلوم من الخالق -جل وعلا- والذي سخرها لحماية البشرية فقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَ لَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41].

للإطلاع على نشاطات فخر الإسلام والمسلمين الواقفين بوجه الإلحاد والملحدين من خلال الرابط ادناه:
https://www.facebook.com/Promising.Muslim.Youths.Project/

بقلم: