علي في القرآن والسنة
بقلم حيدر الراجح
لعل سائل يسأل لماذا لم يذكر اسم الامام ﻋﻠﻲ عليه السلام ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ وخصوصا في ايات الولاية حيث ان القران ذكر العديد من الاسماء مثل زيد ولقمان وهرون , بلاشك أن هذا الامر يعود لعدة اسباب منها بلاغية حيث أن استعمال الاساليب البلاغية يكون اوقع في النفس واشد تأثيرا مماذكر الاسم فذكر الصيغة التي كان فيها والحال التي كان عليها امير المؤمنين عليه السلام من الصلاة ووضع الركوع والتصدق بالخاتم وهو على ذلك الحال أشد وقعا في النفوس, واكمالا لما ذكر سابقا فان اجماع المفسرين من السنة والشيعة قد ذكروا أن أية الولاية نزلت بحق علي بن ابي طالب عليه السلام , فقد أجمع المفسرون ورواة الحديث على ذلك وذكروا ما اشار به الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم الى احقية علي عليه السلام في مناسبات عدة واهمها في ( غدير خم ) , ورغم كل هذه الادلة والقران انكر الخوارج الولاية وكانت حجتهم ان الرسول يهجر واتهموه صلى الله عليه واله وسلم بانه يخطأ ويسهو وغير معصوم فثبت انهم لم يعبدوا الله طرفة عين بل كانوا يعبدون اهواءهم فبدأت حملات التشهير والتسقيط ووصلت الوقاحة والالحاد بهم أنهم قالوا أن محمدا لايضر ولا ينفع وهذه العصى تضر وتنفع هذا الاتهام الصريح والجريء لشخص الرسول لم يأتي من فراغ بل لانه طبق الارشادات والتعاليم السماوية والتي على رأسها ولاية علي بن ابي طالب ولو ذكر علي في القرآن لكذبوا القران كذلك فكان من ضمن الاسباب المرجحة من عدم ذكر اسم الامام علي في القران هو للحفاظ على القران وعلى عبادة الله الواحد القهار فاكتفى الشارع المقدس بالاشارات الواضحة في القرآن وبتصريحات النبي صلى الله عليه واله وسلم , كما يحتمل ان عدم ذكر اسمه سلام الله عليه لكي يختبر الناس ويمحصوا ويغربلوا ليميز العاقل عن غيره البهيمة الذي ينقاد لشهوته وعاطفته والمؤمن عن المنافق والمخلص عن المشرك الخفي والجلي , ويدل على بعض المعاني المذكورة ماورد عن الامام الباقر عليه السلام : ( امر الله تعالى رسوله صلى الله عليه واله وسلم بولاية علي عليه السلام بقوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) سورة المائدة 55 وفرض الله تعالى ولاية ولي الامر فلم يدروا ماهي فامر الله تعالى رسوله صلى الله عليه واله وسلم ان يفسر لهم اية الولاية ويرشدهم الى الولي المفترض الطاعة كما ارشدهم الى كيفية الصلاة والحج والزكاة والصوم فكلها كانت اوامر غير مفصلة فيها بعض الابهام وتفكيك رموزها يقع على عاتق الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهذه هي الغاية من ارسال الرسل والا لاكتفى الله تعالى بالقران وحده , وبالرغم من خوف الرسول من انشقاق الامة وعدم تصديقهم لاعتبارات شخصية لكنه بلغ الرسالة وكانت أية الولاية اخر الفرائض التي نزلت عليه صلى الله عليه واله وسلم وبعدها انزل الباري جل وعلا قوله الاقدس (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) فلولا جحود الجاحدين والمنافقين لكنا اليوم جميعنا ننهل بدولة العدل الالهي ما ان ابتعد الناس عن اهل الحق فلم يزدهم بعدهم الا شقاءا , فهنيئا لمن امن بالرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم وامن بوصيه الكرار عليه السلام اللهم اجعلنا من الثابتين على ولاية وليد الكعبة علي بن ابي طالب عليه السلام الذي كان منذ ولادة في 13 رجب في بيت الله وحتى استشهاده والى الان مصدر تهديد ورعب وخوف لاعداء الله الخوارج التيمية .