مسيرة الشور الكبرى في مدينة القاسم جسدت ثورة الحسين
بقلم حيدر الراجح
من الواضح عقلًا وأخلاقًا إن المُحب يقدم لمحبوبه الزهور والكلام العذب الذي يُسره ويفرحه، ومن هذا المنطلق عندما حضر موكب عزاء الشور في مدينة القاسم لمرقد الإمام القاسم بن الإمام موسى الكاظم –عليهم السلام- وهو يجوب الشوارع المؤدية الى المرقد الشريف قدَّم بدل الزهور والورود البراءة والنقاء، الأشبال الأعزاء وهم بأبهى وأنقى صورة وقد حملوا شعارات نهضة الإمام الحسين –عليه السلام- وثورته العظيمة داعين الى التمسك بمقومات تلك الثورة الشريفة، فقد امتزجت صورة الأشبال مع ألحان كلمات المواسات والحزن والعزاء بمناسبة حلول شهر المصاب محرم الحرام، فتجسَّدت صورة ملحمية واقعية طالما تجلّت على المدى عَظَمَة الإمام الحسين –عليه السلام- ومشروعه الإصلاحي التربوي ذلك المشروع الذي صار شعارًا لكل الأنصار والأحباب في كل بقاع العالم بل تعدى ذلك وأصبح الدافع المعنوي والروحي لكل مظلوم وثائر. حيث ذكر الأستاذ المحقق في كتابه [الثورة الحسينية والدولة المهدوية] إن تضحية الحسين ملكت القلوب: (أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصُـهرت أمامهـا النفـوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكفّ راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهـداف الإلهيـة الرسالية الخالدة). انتهى كلام الأستاذ. فمن هذا المنطلق سارت مواكب العزاء وخصوصًا مواكب الشور الحسيني لما لها من ارتباط وثيق بالقضية الحسينية لما تحمله من رسالة توعوية أخلاقية تجذب الشباب وتمنعهم من الإنحراف والإنحلال الأخلاقي الذي ابتلي به المجتمع الإسلامي في الوقت الحاضر، فكانت مجالس ومواكب الشور قد جمعت بين العاطفة والرسالة الهادفة لتحصن الفكر وتحمي النفس من الإنجرار خلف الهوى، فصار من الضروري التمسك بإحياء الشعائر الحسينية التي تحمل في طياتها جميع مباديء ثورة الإمام الحسين –عليه السلام- فلا تقتصر على البكاء والحزن فقط لا بد لها أن تكون مجالس رسالية هادفة، فالإمام الحسين –عليه السلام- لم يقتل لكي نبكي بل إنه ضحّى لكي نسير على نهجه ونرفض الظلم ونقيم العدل وندعو الى دين جده النبي الأقدس محمد –صلى الله عليه وآله وسلم– فهنيئًا لمن تشرف بحضور تلك المجالس وأقامها.
أدناه بعض الصورة التي تم التقاطها للموكب.
https://www.facebook.com/1756583614606108/posts/2131375280460271/