اخر الاخبار

الأربعاء , 12 سبتمبر , 2018


كرنفال الشور الحسيني يحل معزيًا بوفاة الإمام الحمزة الغربي
بقلم حيدر الراجح
شهدت مدينة الحمزة الغربي دخول أكبر موكب عزاء لهيئات الشور الحسيني مقلدي سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني بمناسبة وفاة حفيد الإمام العباس بن علي بن أبي طالب -عليه السلام- وحلول شهر محرم الحرام حيث لم يكن موكبًا عاديًا بل كان كرنفالًا حسينيًا متكاملًا متكون من كافة شرائح المجتمع العراقي صغارًا وكبارًا نساءًا ورجالًا الكل عبر عن حزنه وألمه ومواساته لأهل البيت بشعاراته التي يحملها والقصائد التي تم إلقاءها والتي غلب عليها طور الشور والبندرية فنسج المعزين بعزاءهم أروع وأجمل لوحة عقائدية أخلاقية تليق بأهل البيت -عليهم السلام- من حيث التنسيق الإداري والفني تقدم الموكب نعشًا رمزيًا لأبي يعلى الإمام الحمزة الغربي- عليه السلام- ثم جمعًا من أساتذة حوزة وأكاديميين ووجهاء وشيوخ عشائر ثم تلاهم رواديد وذاكري ومعزي الشور الحسيني وقد ازداد بهاءهم بالزي الأحمر الذي يرتدوه ثم تلاهم موكب النساء الزينبيات الطاهرات وقد رفعن شعارات كانت عبارة عن رسائل أخلاقية وعقائدية إلى المجتمع ثم تلا ذلك مجموعة الشباب المسلم الواعد الذي تكون من طلبة أكاديميين ممن تخرجوا من دورة عرافي الحفل وتلاهم الأشبال ممن تخرجوا من دورات في القرآن والإعلام، وسأتطرق إلى بعض من الشعارات التي رفعت في ذلك اليوم لنقف على الرسالة التي يحملها هذا الشعار:
أولا: مدرسة الشور الزينبي: الثورة الحسينية عقيدة ومنهج
إن من ألمع وأهم الشعارات التي رفعت في موكب عزاء هيئات الشور في الحمزة الغربي ذلك الذي تقدم موكب مدرسة الشور الزينبي كان رسالة موجهة إلى الجميع، إن الثورة الحسينية ليست من أجل المصالح الدنيوية ولا من أجل الخلود بل كانت من أجل ترسيخ العقيدة الإسلامية الحقيقية بعدما طمسها الفكر التكفيري آنذاك وحرف المباديء وأن منهج الثورة هو الاعتدال والوسطية وتقبل الرأي والرأي الآخر وعندما قال الإمام الحسين -عليه السلام- (إِنّى لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلا بَطَرًا ، وَلا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا ، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي)، وقتل من أجل هذا المشروع لا لكي نبكي عليه ونلطم ونجزع فحسب بل لابد من السير على نهجه والامتثال لطاعته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترسيخ ذلك من خلال توظيف مجالس العزاء والمواكب لكي تكون هادفة كون أن الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية وكما ذكر الأستاذ المحقق الصرخي في إحدى المناسبات فقال : (لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين -عليه السلام- ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين -عليه وعلى آله الصلاة والسلام- في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار .) انتهى كلام الأستاذ . فكان عزاء الشور مصداقًا للشعائر الحسينية الإلهية الرسالية، وهذه رسالة إلى جميع أصحاب المواكب والعزاءات وجميع النساء أن يقيموا الشعائر بالإسلوب الذي يرتضيه أهل البيت- عليهم السلام – كما فعلن الزينبيات الطاهرات في موكب الشور الحسيني.
ثانيا: بالشور يتحصن الشباب من الضياع
أهم شريحة وأكبر شريحة في المجتمع وأكثر شريحة عرضة لوباء الانحراف والضياع هي شريحة الشباب وخصوصًا الشباب المسلم لما يتميز به من نشوء بيئي إسلامي فقد كان هدفًا للهجمات التكفيرية الطائفية والإلحادية والتطرفية فكان العنوان أعلاه قد رفعه الشباب المسلم الواعد في موكبهم الذي انطلق في الحمزة الغربي فكان رسالة دعوة إلى جميع الشباب المسلم بالإلتحاق بركب الحسين وشعائر الحسين المعتدلة للنجاة من الفتن وبنفس الوقت كان الشعار رسالة تحدٍ لكل قوى التطرف والإلحاد وخصوصًا التيمية الدواعش الذين غرروا بالشباب وخلقوا لهم خرافات وخزعبلات انحرفت عن أصل التوحيد فزرعت الشكوك في قلوب بعض الشباب والتجؤا إلى الإلحاد والتكفير فاقتبس الشباب هذا العنوان استلالًا من فكر أستاذهم الكبير المحقق الصرخي الحسني الذي تطرق لقضية التكفير والإلحاد وعدم التوحيد في محاضرته السابعة من بحث (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم") التي ألقاها في 11 صفر 1438هـ - 12 / 11 / 2016م فبين سماحته أن محمدٌ وآله- صلوات الله وسلامه عليهم - أصلُ التوحيد فذكر في مقتبس : ( ...قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) ... وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) ... وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) ... وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29)) سورة الزخرف.
تفسير القرطبي ... قال ابن العربي: ولم تزل النبوة باقية في ذرية إبراهيم، والتوحيد هم أصله وغيرهم فيه تبع لهم . أقول (الكلام للأستاذ) : إذًا من هم أصل التوحيد؟ هم ذرية إبراهيم، هم آل محمد -صلى الله على محمد وآل محمد-، فلنأخذ التوحيد الإلهي، التوحيد الإبراهيمي من محمد وآل محمد، من أمير المؤمنين سيد الموحدين-سلام الله عليه-، وأنتم أيها التيمية خذوا التوحيد من إلهكم الشاب الأمرد الجعد القطط ، خذوا التوحيد من رفيقه وجليسه ونديمه ابن تيمية الذي يراه في المنام ويقضون الليالي والأيام التي ينام فيها في تلك الحبوس والسجون، مع الله يعيش!! يرى الله في المنام!!) انتهى كلام الأستاذ. هكذا تعلم الشباب المسلم الواعد وهكذا يواجه عواصف التكفير . لايثني عزيمة أحدهم أي شيء لأنهم انتهلوا من عذب علوم أستاذهم الذي لم يجعل بابًا للمارقة إلا وأوصده في وجوههم والحق بهم الهزيمة والعار فمن شاء الإلتحاق بركب الحصانة الفكرية فالأبواب مفتوحة ومن لم يشأ فليعلم أنه في مهب ريح التطرف والتكفير ويكون قاب قوسين أو أدنى من الإلتحاق برب التيمية المارقة والملحدين.
ثالثا: القضية الحسينية حصن لأطفالنا .... أطفالنا أمانة بالشور نؤديها
أعلاه شعارات رفعت في مقدمة كردوس أشبال المرجعية الواعدين ممن تربوا على حب القضية الحسينية والذوبان في إحياء الشعائر الحسينية فكانوا يتسابقون على حضور المجالس ولم تأتِ هذا القضية من فراغ بل بفضل إرشادات ومحاضرات الأستاذ المحقق وأولياء الأمور الآباء والأمهات الذين أرضعوا أطفالهم حب القضية الحسينية فكانت الحصن الحصين لهم .
فالأطفال أمانة فكانت تأديتها بأفضل صورة ألا وهي حضورهم ومشاركتهم مجالس عزاء الشور التي هي الحصن الحصين والمدرسة الأخلاقية العظيمة التي ستصقلهم وتهيئهم لنصرة الحق والإلتحاق بركب الحسين-عليه السلام- والفوز بنور الإهتداء لولاية أهل البيت وكما يذكر الأستاذ المحقق الصرخي ذلك في محاضرته الثامنة من بحث (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم") التي ألقاها في 17 صفر 1438 هـ - 18/ 11/ 2016م حيث قال في مقتبس : (نُورُ الإهتِداء لولايةِ أهلِ البيت ولمهديّ آخرِ الزّمان يمثّلُ النور الذي يتدخّل الله -تعالى -في جعلِهِ وَتَحقيقه والتفضّل به على المؤمنين.) انتهى كلام الأستاذ. ولا يتم هذا النور ولا يستقر إلا بعد زرعه في قلوب الأشبال وبالصورة الصحيحة والذي هو من مسؤولية الآباء وعندها كلما يكبر الشبل كبرت معه الهداية وحب الولاية والتمسك بها هذه هي الأمانة وماأعظمها فأدوا الأمانات أيها الآباء والأمهات بتعليم أبناءكم حب أهل البيت-عليهم السلام- ليكتمل بناءهم وتهيئتهم لنصرة الحق . هذا جزء من رسائل موكب عزاء الشور الحسيني يرجى الإطلاع . دمتم ثابتين على نصرة الحسين وإحياء الشعائر الرسالية الإلهية وأحسن الله لكم العزاء .
الرابط أدناه صور موكب الشور في مدينة الحمزة الغربي للتفضل بالإطلاع:
https://www.facebook.com/MediaHamzah/posts/2575351139145317?__tn__=-R


بقلم:

القراء 634

التعليقات

صالح_الربيعي

وفقكم الله

علي_الاحمد

وفقكم الله لكل خير وصلاح

علي_احمد

رسالة الشور المباركة التي أسس لها المحقق الصرخي بإعتداله ووسطيته لتكون رسالة فكر واعتدال ووسطية وحب ووئام بين الناس لتعكس بمهنية الشعائر الحسينية الحقة التي تمثل شعائر الله تعالى

علي_كامل

طريقة الشور والبندريه في احياء مجالس الذكر تلهب الحماس والانفعال العاطفي الوجداني في التعبير عن ألم المصاب ومواساة اهل البيت عليهم السلام وتكون خير حافز لتجمع الشباب في هذه المجالس المباركة

خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net