*دفع الضرر المحتمل وجلب النفع المحتمل ..
ـ لدفع الضرر والعذاب الأليم توجد تجارة تنجي من عذاب أليم
الدنيا متجر أولياءه ربح بها ناس وخسر فيها ناس آخرون..
فاز الصائمون وربح القائمون لأنهم امتثلوا لله ولرسوله
خسرت صفقة عبد لم يجد في حبك له نصيبا
وبالتقابل الاجرائي ربحت صفقة عبد وجدت في حبك له نصيبا
فالدنيا...مَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللهِ، اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ
فالتجارة مع الله من أروع المعاني وأشرف المباني ماذا وجد من فقدك وماذا فقد من وجدك الإيمان أولاً والذي محطته القلب لاتسعني سماواتي ولاأرضي بل يسعني قلب عبدي المؤمن(حديث قدسي)
والشيء الآخر من التجارة الجهاد بالأموال والأنفس
ومن يبخل نتيجته تكون مؤلمة فقد أفسق في دينه كما عبر ذلك الله تعالى في كتابه العزيز
..َوأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ َاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ..) الْفَاسِقِينَ (24)
ـ الله تعالى قدم الأموال على الأنفس لأنه أحيانا يقطع الإنسان المسافات الطويلة للحج بنفسه وتلك العناءات الشاقة على النفس أو يصوم أشهر وتعب الصوم فكم من صائم ليس من صيامه إلا التعب ومن قيامه إلا النصب لكنه يبخل بماله ليتيم أو محتاج فقير أومسكين ولهذا الإنسان يضحي بتعب جسده ولايضحي بماله
ـ جاء رجل إلى رسول الله وقال له إني أخاف الجهاد قال له الرسول عندك مال قال نعم قال أنفق قسم كبير منه في سبيل الله وتعال إلي فأنفق قسمًا من ماله وتشوقت نفسه للجهاد فجاهد مع رسول الله ..الخبر
ـ أما جلب النفع المحتمل توجد تجارة أخرى وهو قرب قبض الصفقة بالبشارة والنصر والفتح من خلال الأعمال الصالحة تكون صفقته نتيجتها غفران للذنوب أولاً( تخلية )وادخالهم في جنات ثانياً (تحلية ) ومساكن طيبة والفوز العظيم ثالثاً (تجلية) ثم الحب العظيم النصر والفتح القريب آخراً (ترقية) ،
..قال تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح ...)
وكما وصف الإمام علي المتقين.(... فصَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً – تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ – أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا – وأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا...)
الخطوات الأولى على العبد من الإيمان ومتعلقاته والخطوة الأخرى البشارة من الله تعالى من تقرب إلي ذراع تقربت إليه باع
فمن توضأ ولم يصلّ فقد جفاني ومن توضأ وصلى ولم يدعني فقد جفاني ومن توضأ ودعاني ولم استجب له فقد جفيته فأني رب لست بجافي
...فمن طلبني وجدني ...
..والخلاصة دفع الضرر المحتمل بالامتثال للنواهي وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى? (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى? (41) النازعات
وجلب النفع المحتمل بالامتثال للأوامر بالطاعات من عبادات ومعاملات لأنها الفقه الأكبر والرسالة العملية هي تلك رسل السلام بالعمل بالأبدان وتزكية النفس وفلاحها للوصول إلى الهدف المنشود بإقامة العدل الإلهي لتكون سببًا من أسباب الظهور المقدس للمهدي-صلوات الله عليه-
ومن مظاهر الطرح الرسالي للتجارتين تجارة الطاعة للتخلص من العذاب الأليم وتجارة الجهاد وثمرته الفتح والنصر القريب ماطرحه المفكر المعلم المرجع الصرخي تعقيبًا وشرحًا للآيات الكريمة التي تخص الإيمان والنجاة من طرف والنصر والفتح القريب من طرف آخر
خلود في السماء والرفعة إلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
https://4.top4top.net/p_13453yjbr1.png -
النصر والفتح القريب بخروج المهديّ
((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى? وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )) (13) سورة الصفّ.
ما هذه المعاني السامية الراقية الرسالية المتضمنة للوعد وللوعود الإلهية الصادقة!!!،إذًا إتمام النور وإظهار الدين ونصر من الله وفتح قريب، عندي إتمام نور، عندي إظهار دين، عندي تجارة تنجي من عذاب أليم، فيها إيمان بالله وبالرسول وفيها جهاد بالأموال والأنفس، مقابل هذه التجارة، عندي تجارة أخرى: وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين،...إذًا هنا يتحدث عن جهاد آخر، يتحدث عن نصر آخر، يتحدث عن فتح قريب آخر، يتحدث عن بشرى أخرى.
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
17 صفر 1438هـ 18 / 11/ 2016م