عن النبي الأكرم :أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ....
الإمام الرضا في قلب الخلافة الإسلامية
الجزء الثاني
#جلب_النفع_المحتمل #ودفع_الضرر_المحتمل ورد سؤالين في الجزء الأول بخصوص نشر معارف التوحيد والعلوم المخزونة أثناء وبعد قبول الإمام الرضا بولاية العهد
لماذا لم يتوفر ذلك قبل قبوله بولاية العهد ؟
لماذا لم يتوفر ذلك لأبيه الإمام الكاظم-عليهما السلام-؟
للإجابة عن هذه السؤالين:
إذا كان الإمام باقي في المدينة وقلب الخلافة الإسلامية في بغداد فمن يسمعه ثلاثة أو أربعة يحضرون عنده وثانياً متولي المدينة لايسمح له بإلقاء خطبة أو موعظة صغيرة فيوشى به ويدخل السجن وكان الخطباء يعينون من قبل قلب الخلافة الإسلامية
ثانياً الإمام الكاظم-عليه السلام- لم تتح له الفرصة كما أتيحت لابنه الإمام الرضا مثلما الإمام الحسن لم تتح له الفرصة بالثورة مثل أخيه الإمام الحسين-عليهم السلام- وكان الإمام الكاظم مغيباً بالسجون بسبب وشاية الناس والإمام الكاظم-عليه السلام- قام بدوره على أتم وأكمل فعل (تعدد أدوار ووحدة هدف)
وفي قصر المأمون فمن يخطب ومن يخرج لابد أن يلتقي بولي العهد
ويسمع كلام ولي العهد لأنه أصبح عند كبراء القوم ووعاظ السلطان والناس مقدس ملكهم وخليفتهم القادم قد يقول من لاعلم له ولافهم باحتجاجه (..وَلَا تَرْكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ..)الظالم الذي لاخير فيه ولو ذرة هل يعطي ولاية عهد ؟؟ ثانياً سمح لنشر الدين فهذا بعض العدل أم ظلم بالنسبة للإمام وللناس أم فطنة وذكاء وسبيل إلى إقامة الحق قال تعالى( ...إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)هود
لأنه ثقافتنا ثقافة متخلفة بدل أن نفتح المجال للتوسعة ونشر التوحيد بل نجتهد برأينا ونقول يتقوقع في بيته ؟؟؟
ونأتي للدور الذي حصل بعد رحيل النبي للرفيق الأعلى
كان العرب جهتين
1- قريش القديمة وهم الحصة الأكبر ويتزعمهم أبو سفيان
2- قريش الجديدة (المهاجرين والأنصار والأعراب)
وفي ذلك الحين، تعالت أصوات قَبَلِيّة بنَفَسٍ عشائري، تدعو إلى تنصيب خليفة للمسلمين، وفق القانون الجاهلي.. إذ كان أمير المؤمنين وكبار الصحابة منشغلين في تجهيز رسول الله-صلوات الله عليه وآله وصحبه-.
فتناهى إلى أسماعهم ذلك الأمر، وأن هناك انقساماً قد حصل بين المسلمين، في المسجد النبوي.. فخرج الصحابيان (أبو بكر وعمر-رض- مسرعان، لإيقاف تلك المؤامرة الكبرى!. ولدفع الضرر والفساد المتوقَّع من ذلك الحي القديم من قريش، الذي حذّر منه الرسول الأمين-صلى الله عليه وآله وسلم-.
هل تسلم الخلافة إلى أبو سفيان وقد حذر النبي منه والرؤيا والشجرة الملعونة وتكون ملك عضوض ثم جبرية وعبثا؟؟؟
أو يأخذها واحد من المهاجرين أو الأنصار أفضل
وكل ذلك جرى وعلي بن أبي طالب-عليه السلام- خارج المعادلة؟؟؟؟
وكبراء القوم يمثلون العوام من الناس بدليل عندما بايع الكبراء بايع الناس
والصحابة يرون رجال ذلك الحي الأموي يتربصون الوقيعة بين المسلمين؟؟.
فسارت الأمور وبويع أبا بكر –رض-
فالنبي أو الإمام يمثل إمامة النبوة وإمامة الملك ولكن للاضطرار أحكام
فاضطر الإمام علي للقبول بالأمر وبقاءه في إمامة النبوة واضطر الصحابي أبو بكر بتقبل إمامة الملك من حكم وإمارة
وهذا لم يقدح بإمامة النبوة لعلي بل سار على ماسار عليه القرآن في الأمم السابقة فهو ترجمان القرآن
فتفرعت أو انقسمت الإمامة الجعلية إلى إمامة نبوة وإمامة ملك
ولم يتفرق المسلمين بل توحدوا قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا...)
ثم إمضاء الإمام علي وخطبته للناس:
« ... أنا لكم وزيراً، خيرٌ لكم مني أميراً!». (نهج البلاغة)
فلماذا قال مقولته هذه وكان بامكانه السكوت وعدم التصريح بذلك
فهو رضى بهذه المعادلة وأنها تنفع أكثر من غيرها فكان الناصح المفتي
وإلا لو عكستها وقال أنا لكم أمير خير من أكون لكم وزير لبطل قوله الأول وكان خطأ ارتكبه بمقولته وامضاءه وهذا ينافي للعصمة
في كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي رقم الترجمة 125 يقول (...كان علي الرضا من العلم والدين والسؤدد بمكان أصلا ليس قابل للبحث،..)
رحم الله امرأ سمع حكما فوعى*** ودعا إلى رشاد فدنا،
وأخذ بحجزة هاد فنجا
_ولنتابع_ ماقاله الأستاذ بخصوص إمامة النبوة وإمامة الملك
....................................
1ـ [عَلِيٌّ وَعُمَر(عَلَيْهِمَا السَّلَام)..إمَامَةُ نُبُوَّةٍ وَمُلْكٍ(قَضَاءٍ وَحُكْم)..طُولًا (أو عَرْضًا)]
جَاءَ فِي كِتَابِ اللهِ العَزِيز: {أَلَمۡ تَـرَ إِلَى [ٱلۡمَلَإِ] مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ...[مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ]...إِذۡ قَالُواْ لِــ [نَبِيّٖ لَّهُمُ] ٱبۡعَثۡ لَنَا [مَلِكًا]}.....{قَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ [إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكًا]...[إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ]...[وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُ مَن يَشَآءُ]}[البقرة(246ـ 247)]
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ): «أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ مُلْكٌ عَضُوضٌ، ثُمَّ تَصِيرُ جَبْرِيَّةً وَعَبَثًا»[الفِتَن لِنعيم بن حماد]
........................................................
يتبع