بين القنوط والخيبة ورحمة الله في الكتب السماوية (القرآن والتوراة)
#القراّن: - قال تعالى لنبيه ابراهيم-عليه السلام-: قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ [الحجر: 55-56].
#التوراة في سفر الاصحاح: {قَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِصَمُوئِيلَ(النبي): «صَلِّ عَنْ عَبِيدِكَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ حَتَّى لاَ نَمُوتَ، لأَنَّنَا قَدْ أَضَفْنَا إِلَى جَمِيعِ خَطَايَانَا شَرًّا بِطَلَبِنَا لأَنْفُسِنَا مَلِكًا»{
هنا قوم بني إسرائيل تقربوا من اليأس آخر فرصة لهم توجهوا إلى سفير الله نبيهم
- هل ردهم النبي أو آيسهم حاشاه إذن ماذا قال لهم:
فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِلشَّعْبِ: «لاَ تَخَافُوا...وَلكِنْ لاَ تَحِيدُوا عَنِ الرَّبِّ، بَلِ اعْبُدُوا الرَّبَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تَحِيدُوا، لأَنَّ ذلِكَ وَرَاءَ الأَبَاطِيلِ الَّتِي لاَ تُفِيدُ وَلاَ تُنْقِذُ، لأَنَّهَا بَاطِلَةٌ...لاَ يَتْرُكُ الرَّبُّ شَعْبَهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّهُ قَدْ شَاءَ الرَّبُّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ لَهُ شَعْبًا....
- قال تعالى في القرآن: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
هل يتوقع من النبي أن يتركهم وهو تحقق فعل الله برحمته فادخل في قلوبهم الفرح:
....وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ}.
- للنظر ماذا يقول علي بن ابي طالب-عليه السلام- على المشرع أو ناقل التشريع:
(الفقيه حقُّ الفقيه: من لم يُقنِّط النَّاس من رحمة الله، ولم يرخِّص لهم في معاصي الله، ولم يؤمِّنهم من عذاب الله) .
الإمام علي المشهور عند الشيعة أنه مشرع فامضى حكم وإمارة الخلفاء الثلاثة:
قد يسأل سائل مالدليل على أن الأئمة مشرعون:
(...إن الله سبحانه وتعالى "خلق محمّدًا وعليًّا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوّض أمورهم إليها، فهم يحلّون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون" [أصول الكافي: 1/441، بحار الأنوار: 25/340].
فلماذا الاخبارية وفضلتهم الشيرازية ومن سار معهم يقنطون الناس ويصوروا لهم أن بين الإمام علي والخليفة عمرعلاقة تباغض وحرب ميؤوس منها مع العلم أن علي وعمر سيروا دولة الإسلام في إمامة النبوة وإمامة الخلافة على أتم وجه كلاً حسب دوره وانتصر الإسلام في عهدهم وأعزه الله ورحمه.
رحم الله امرء سمع حكماً فوعى*** ودعي إلى حجزة رشاد فدنى