بقلم::احمد حسين الكعبي
..البكاء هو ردة فعل على قضية ما واشرفها ماكانت لله وفي الله وبالله
فالبكاء منها ماهو مشروع كالحزن على اذى وطن او حزن على فراق الاحبة واشرفها واجملها (مثلما قالت زينب الكبرى مارايت الاجميلا)فهي منظومة رسالية لاستذكار حادثة تاريخية مأساوية خالدة تحمل القيم والمثل الاعلى لشحن الهمم للقيام بمنهج اصلاحي تربوي شامل لاقامة العدل
ومنها ملحمة الطف الخالدة بقيادة سيد الشهداء الحسين عليه السلام
فتلك الحادثة عِبرة وعَبرة ومعبر...
ـ عبره: حزن وبكاء
ـ وعبرة :اي للاعتبار(منظومة اصلاحية متكاملة)
ـ ومعبر:لجعلها جسرا" للعبور من النار الى الجنة للركوب بسفينة
النجاة السريعة والواسعة وكما قال الحر بن يزيد الرياحي قبل بدء المعركة... اخيٌر نفسي بين الجنة والنار والله لا اختار الا الجنة فعبر الى معسكر الحسين فكانت النتيجة خالدة حيث وصفه الامام الحسين ع صدقت امك لما سمتك حرا" فأنت حر في الدنيا وسعيد في الاخرة ..الخبر.
ـ فكان الحسين شمس الحقييقة والعباس قمرها فلما كسفت الشمس وخسف القمر فاصبح ليلنا مظلما" فلبسنا السواد وبكينا لله وللممثل لله في الارض وابن بنت نبي الله وابن فتى الله علي عليه السلام فزاد بكاءنا لارجاع النور الى الارض بمصباح الهدى الذي اهداه لنا الحسين عليه السلام الا ان الله رحمنا فتجلى ضياءالشمس ونورالقمر من جديد في اهل البيت الذين تلو الامام الحسين (عليه السلام
مصباح يتلو مصباح فكانوا
مصابيح هدى وسفن نجاة
فيوجد قسمان للحزن حزن دنيوي وحزن اخروي..
اما الحزن الدنيوي مثلا"لفراق عزيزمن الاهل والاقارب وهذا امرمعروف ولم تمنعه الشريعة لكن لايصل الى حد الجزع فهذا ممنوع لان الصبر مطلوب في هذه الحالة من باب اوجب واولى كما قال تعالى :
(..الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ.. ) البقرة.
ان صبرتم اثبتم وان جزعتم اثمتم.
والقسم الثاني الحزن الاخروي
وكما قال نبي الله يعقوب (عليه السلام)
...قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون..
ـ يقول الله تعالى في حديثه القدسي (انا عند القلوب المنكسرة...)
وحديث الرسول الكريم
ـ في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)
والحديث الذي في السبعة الذين يظلهم الله في ظل لا ظل إلا ظله، تظل لعرش يوم لا ظل إلا ظله (ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) كان في خلوته.
وكما وضح المرجع الصرخي عن قضية البكاء ومشروعيتها واثارها قائلا":
ـ إنّ الحزن والبكاء على الميت وعند المصائب سيرة عقلائية ومتشرعية عمل بها الأنبياء والأئمة والصالحون- صلوات الله عليهم أجمعين ولايخفى أن المراد في المقام ليس الجزع على المصائب بل البكاء والحزن لله وفي الله وبالله تعالى.
انتهى مقتبس المرجع الصرخي.
البكاء سيرة الأنبياء والصالحين..
البكاءون في رواية الإمام الصادق (عليه السلام)
رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أَنهُ قَالَ :
" الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ : آدَمُ ، وَ يَعْقُوبُ ، وَ يُوسُفُ ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه و آله ) ، وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) " .
سَبَبُ بُكائهم :
ثم أن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) بَيَّنَ سبب بكائهم و قال :
" فَأَمَّا آدَمُ فَبَكَى عَلَى الْجَنَّةِ حَتَّى صَارَ فِي خَدَّيْهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِيَةِ .
وَ أَمَّا يَعْقُوبُ فَبَكَى عَلَى يُوسُفَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ ، وَ حَتَّى قِيلَ لَهُ : ? قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ? 4 .
وَ أَمَّا يُوسُفُ فَبَكَى عَلَى يَعْقُوبَ حَتَّى تَأَذَّى بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ ، فَقَالُوا إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ اللَّيْلَ وَ تَسْكُتَ بِالنَّهَارِ ، وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ النَّهَارَ وَ تَسْكُتَ بِاللَّيْلِ ، فَصَالَحَهُمْ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا .
وَ أَمَّا فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) فَبَكَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) حَتَّى تَأَذَّى بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، فَقَالُوا لَهَا قَدْ آذَيْتِنَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ ، وَ كَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَقَابِرِ مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِي حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ .
وَ أَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) فَبَكَى عَلَى الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، مَا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَى ، حَتَّى قَالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ !
قَالَ : قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ 5 ، إِنِّي لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِي فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِي لِذَلِكَ عَبْرَةٌ " 6 .
===============
#الوسطيةُ_سلاحُ_الشبابِ_المهدوي البكاء سيرة الأنبياء والصالحين
https://2.top4top.net/p_1358r36i31.jpg