وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آية ٌ *** تَدُلّ على أنّهُ الواحِدُ
كل الرسالات السماوية التي حملها الأنبياء الكثركانت دعوتها إلى توحيد الله وعبادته لقوله تعالى في كتابه المجيد:
و َمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56 )(الذاريات)
ـ فقد بعث الباري- عز وجل- الأنبياء بالتراخي ,والتتابع للدعوة إليه لمعرفته فأول الدين معرفته وللوصول إلى حقيقة الربوبية عن طريق العبودية (العبودية جوهرة كنهها الربوبية )فما فقد من العبودية وجد في الربوبية، وما خفي عن الربوبية أصيب في العبودية .وكل دعوة للمصلحين من أنبياء وأئمة وأولياء تختلف عن الأخرى في الدور لكن تتحد في الهدف فمسيرتها جرت على نحو تصاعديًا للسعي إلى تكامل البشرية ,وسيرها إلى الله وتوحيده،
نأتي إلى الأنبياء- عليهم السلام- فعندما استوعبت الدعوة الموسوية ورسالتها التوراتية مضمونها ووقفت إلى حد ما لأنها لم تستطع أن تكمل مسيرتها الخاتمة لاستقراء الكون كله ,والوصول إلى التوحيد الكامل (ياعلي لايعرف الله إلا أنا وأنت )،وأن الأمة لم تتحمل أكثر من طاقتها وقدرتها الاستيعابية وذلك النبي وصل إلى حده المسموح به فلو لاحظنا النبي موسى- عليه السلام- أصبح في فترة من مسيرته عبدًا لنبي آخر وهو النبي شعيب- عليهم السلام- ثم بدت البشرية مشوارها وارهاصاتها في التكامل للوصول إلى الله وتوحيده استلقفتها شرائع أخرى ونبي آخر وهي الشريعة العيسوية ورسالتها الإنجيلية وهي أيضًا لم تكمل إلى أبعد من المسموح لها والمخطط والمرسوم لها من الله تعالى وعلى لسان نبيها نفسه عيسى- عليه السلام- بقوله
..وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ?
وأوكلت مسيرتها للغاية القصوى وللخاتمة لغيرها من نبي وأمة لأن الأمة المسيحية توقفت لحدها فهي غير قادرة للتحمل والاستيعاب وكذلك قدرة وسعة النبي وهذا مانعلمه عندما سؤل النبي الأكرم أن عيسى مشى على الماء رادًا على السائل ولافخر أنا أفضل من عيسى هو مشى على الماء وأنا مشيت على الهواء
ـ وهذه المراتب والتفضيلات ذكرها القرآن الكريم
تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْضٍ ? مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ? وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ? وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ? البقرة
253
وكل إنسان يتحمل ويصبر حسب إناءه وقدره..
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ?
وقال تعالى
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ?
وكذلك الأئمة- عليهم السلام-:
ـ (الوصي الأول كان أميرًا للمؤمنين ثم من الامارة تحققت الثمرة الفوزبالحسنين (الحسن والحسين)
ـ ثم من الشهادة قطفت ثمارفكانت العبادة لذي الثفنات السجاد زين العابدين ثم من منتهى وأثر السجود تحقق البقر للعلم فنشأ الباقر-عليه السلام- ثم من العلم تحقق الصدق في القول لأن كل الدعوات الأخرى كاذبة ومن الصدق أثمر كظم الغيظ فسمي الكاظم وعند منتهى كظم الغيظ تحقق الرضا بقضاء الله ورضا الناس عنه ثم من الرضا كان الجود على الناس فولد الجواد ومن الجود تحقق الهدى من الهادي ومن الهدى تحقق قوة للعسكر فولد العسكري ومن أول الأولين إلى آخر الآخرين من العسكر وجنوده إلى مهدي الأمم الإمام المهدي الذي سيملؤها قسطًا وعدلا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا وسيكون زمانه وعصره أفضل العصور لأنه صاحب العصر والزمان وهو حلم الأنبياء للباطل جولة وللعدل دولة
ـ وفي عصر الغيبة والغيبة عصر الحيرة إلا من اتبع الدليل وصاحب الدليل فيوجد أولياء لله
ممهدون لدولة المنصور
إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ
وجدير بالذكر أن نوجز ماخطت أيدى أحد محققينا الأستاذ في احدى شذراته في خصوص الطريق إلى الله بقوله:
..الطريق إلى الله واحد
أنبياء كثر،وأئمة كثر ،وأولياء كثر
والطريق واحد ،
سبل كثيرة لكن كل السبل الصحيحة النقية التقية تؤدي إلى الله -سبحانه وتعالى-.
بقلم ::احمد الماهر