البِدعة عرفها بعض العلماء بأنّها طريقةٌ مخترعةٌ في دين الله، تُضاهي أو تُماثل الأحكام الشرعيَّة، وتُضاهي هنا تعني (أنّها تشبه الطريقة الشرعيّة، غير أنّ الحقيقة ليست كذلك بل هي مُضادّة لها ) وتوجد اقسام للبدع منها:
البِدعة الحقيقيّة: هي (ما لم يدلّ عليها دليل شرعيّ لا من كتاب، ولا من سُنّة، ولا من إجماع، ولا استدلال مُعتبَر عند أهل العلم لا في الجملة، ولا في التفصيل)، ومثاله ذلك تحريم ما أحلَّ الله، أو تحليل ما حرَّم الله استناداً إلى شُبهات واهية لا أصل لها، ودون وجود عذر شرعيّ لها، أو مقصد صحيح خلف ذلك التوجيه لها،
وعن الصادق عليه السلام أنّه قال: «من تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه«.
هذه البدعة وهذه بعض حدودها وشواهد كثيرة في القراّن والسنة النبوية ومنها:
وقوله تعالى: (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم)
فالمعنى: لست أخالف الرسل السابقين في صورة أو سيرة وفي قول أو فعل بل أنا بشر مثلهم في من آثار البشرية ما فيهم وسبيلهم في الحياة سبيلي.
وبهذه الجملة يجاب عن مثل ما حكاه الله من قولهم:
(ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنزأو تكون له جنة يأكل منها) الفرقان: 8.)
وكان جواب الله تعالى عليهم :
قوله تعالى: (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون)(الانعام 9)
اي جعلنا الملك بهيئة وجسد الانسان ليشغل حيزا" لأن من الصعب على قدرة الناس ان تستطيع رؤية الملائكة بما هم بشكلهم من العظمة والحجم أكيد ستخاف الناس منهم وتفزع واي مكان في الارض يسعهم وتحكي الروايات في عذاب قوم لوط ان ريشة واحدة من عشر ريش من احد جناحات جبرائيل حملة قوم لوط الى السماء من دون ان يحس بتعب كما قال جبرائيل عليه السلام عندما سأله نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى اله السلام.... ثم رفع جبريل عليه السلام تلك القرى عن الأرض بطرف جناحه، حتى قيل انه ظهر ماء الأرض الأسود، وذُكر أن أهل السماء سمعوا نباح كلابهم وصياح ديوكهم،.....الخبر)
هكذا هم الملائكة لايتحملهم الا نبي او وصي نبي او من شاء الله لذلك
وقصص كثيرة في القران والسنة تتحدث عن الكذابين والمفترين و المتخذين الطريق المظل عضدا ولايريدون الدين القيم المستقيم امدا وعاملين بالبدع والخرافة السربا مستغلين طيبة الناس وسذاجتهم،
من هذا المنطلق نجد ان المحقق الاسلامي المعاصر الصرخي الحسني قد اشار الى بدعة خطيرة تفتك بالمجتمع وهي دعوة ولاية الفقيه مبينا" انها من البدع الباطلة وإنّ رفعَ رايةٍ وإقامةَ حكومةٍ بِاسْمِ الإسلام تتعارض مع سيرةِ المعصومينَ وما جاء عن جَدِّهِم الأمين فاردف قائلا" بعد أن ذكر العنوان:
?ولاية الفقيه ... ولاية الطاغوت?
9ـ الحكومةُ وبَسْطُ اليدِ..بِدعةٌ باطلة
نذكِّرُ ونؤكِّدُ بأنّ مقامَ الكلامِ لا علاقة له باختياراتِ الإنسانِ للأقوالِ والأفعالِ والمواقف التي يتّخذُها لـــ اعتبارات أخلاقيّة أو اجتماعيّة أو وطنيّة أو قوميّة أو قَبَلِيّة أو مِهنيّة أو نحوها، ولا بالتي يتّخذُها امتثالًا للإرشادات والأوامر الشرعيّة في النُّصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنّما كلامُنا عن ولايةِ الفقيهِ وعلاقتِها بِبَسْطِ اليدِ ورفعِ رايةٍ وإقامةِ دولةٍ وحكومةٍ بِاسْمِ الإسلامِ، والادّعاءِ بأنّ هذه الحكومةَ والدولةَ مِن مقَدِّماتِ الظهورِ المقدَّسِ المنتظرِ للمهدي المخلِّصِ(عليه السلام)، ومِن هنا قلنا ونقول، إنّ رفعَ رايةٍ وإقامةَ حكومةٍ بِاسْمِ الإسلام تتعارض مع سيرةِ المعصومينَ وما جاء عن جَدِّهِم الأمين(عليهم الصلاة والتسليم)، كما أنّها تتعارض كلِّيًّا مع المعاني الواضحة المتواترة المستفادة مِن الروايات الواردة عنهم(صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم)، وبعد استثناء النادر الأندر ممَّن بُسِطَت له اليَد، فإنّ بَسْطَ اليَدِ لم يكن متيسِّرًا للأنبياء والأئمة(عليهم السلام)، فهل انتَفَت أو تَنْتَفي الإمامةُ عنهم، وهل تَنْتَفي عنهم الولاية؟! مع العلمِ أنّ ولايةَ الفقيه فرعُ ولايةِ الإمام(عليه السلام)!! وأمّا شُبهةُ بَسْطِ اليَدِ والمكرُ بها فهي بِدعةٌ باطِلةٌ ولَيسَت بجديدة، فقد تمَّ استخدامُها على طولِ التاريخِ الإسلامي، منذ صدرِ الإسلامِ وعصرِ أئمةِ أهلِ البيت(عليهم السلام)، حيثُ كانَ التشكيك منصَبًّا على عنوانِ الإمامة وولاية الأمر، وقد تنبّأ بذلك وشرّعَ لهُ رسولُ الله(عليه وعلى آلِه الصلاة والسلام)، حيث قال: {الحَسَنُ والحُسَينُ إمَامَان إنْ قَامَا أو قَعَدَا}[الإرشاد للمفيد؛ بحار الأنوار44؛ علل الشرائع1للصدوق؛ المناقب للخوارزمي؛ دعائم الإسلام1 للقاضي المغربي؛ كفاية الأثر للخزاز؛ فضائل أمير المؤمنين لابن عقده؛ كشف الغمة2 للإربلي؛ مناقب آل أبي طالب3 لابن شهر آشوب؛ ينابيع النصيحة للأمير الناصر].
..يتبع..
الصرخي الحسني