• عالم متهتك وجاهل متنسك
العالم المتهتك هو الذي تصدر منه المخالفات ـ وان كان يدعي ويظن هو وحاشيته وعاظ السلاطين ان لديه مقدار من العلم يؤهله لرفع راية الولاية وبسط اليد فهي دعوة غير صامدة وتسقط بالدليل المقابل إلاّ انه بالإضافة إلى ذلك فهو لا يمتلك المقدار الكافي من التقوى من خلال سيرته العملية فيكون بذلك فاسقاً, ولما كان العالم هو محط انظار عامة الناس لأنهم يعتبرونه القدوة لهم في تصرفاته وعلاقته مع الله ومع المجتمع فإذا صدرت منه تلك الأعمال وكانت غير مرضية عند الله مما يؤدي إلى أن يكون ذلك العالم ظاهرا"وادعاءً سبباً لإغواء وإغراء الآخرين لعمل القبيح من الأعمال, وكما اكد على ذلك في حديث قاله:
أمير المؤمنين على بن ابي طالب (عليه السلام): قصم ظهري أثنان عالم متهتك، وجاهل متنسك، فالجاهل يغش الناس بتنسكه، والعالم يغرهم بتهتكه.
وكذلك الجاهل المتنسك فانه وان ادعى التدين ظاهرا" والقدسية بطريق اودعوة لسلطة فيكون خاطئاً لعدم إصابته للطريق الصحيح وللامر الخطير لكونه جاهلاً فانه يضل نفسه ويضل غيره بهذا الطريق الخاطئ والإمام علي (عليه السلام )يظهر مدى عنائه من هذين كون ضررهما كبيراً.
وقد ورد هذا الحديث بشكل آخر وهو: (قصم ظهري رجلان عالم متهتك وجاهل متنسك هذا يضلل الناس عن علمه بتهتكه وذاك يدعوهم إلى جهله بتنسكه)، وعلى هذا الحديث يكون المعنى ان هذا المدعي بالعلم لا يأخذون منه لما يرونه من سوء أعماله وقبيح أفعاله فيصد الناس عن العلم الذي يدعيه بعمله المتناقض والآخر يدعوهم للآخذ من جهالاته لما يرون من ظاهر عباداته ومثابرته عليها.
اما الجاهل فعلموه
واما الغافل فنبهوه
وأما الاحمق فاتركوه
• فتركهما الاثنان (المتهتك والمتنسك الغاوي) واجب عقلي وشرعي
واما العاقل الناصح فاتبعوه فهو النجاة والفلاح
وهذا ماأكد عليه من النصح والارشاد المحقق المعاصر الصرخي الحسني في سؤال وجه له عن مسئلة ولاية الفقيه واثارها فقد وضع النقاط على 9الحروف في تغريدة له على تويتر والرابط بالاسفل واصفا" تلك الدعوة تحت عنوان :
#الصرخيُّ_يغرّدُ_لإنقاذِ_العراقِ 《ولاية الفقيه...ولاية الطاغوت》
12ـ قِوامٌ أو فَوْضَى وَتَهْدِيم؟!
لَم يَكُنْ ولَن يَكونَ قِوامُ الدِّينِ بِبَسْطِ يَدِ الفَقيهِ وَحكومتِهِ وَرايتِهِ التي يَرْفَعُها بِاسْمِ الدِّينِ والإسلامِ، لِانْعِدامِ الدّليلِ على ذلكَ بَل لِثبوتِ الدليلِ على الخلافِ، وهذا يشملُ كلَّ الرّاياتِ والحكوماتِ حَتّى لو كانَ ظاهِرُها الصلاحَ، فَكَيْفَ إذَن بالطاغوتيّةِ الفاسِدَةِ المُفْسِدَةِ؟! فالواقعُ المُعاشُ قد أثْبَتَ أنّها صارَت سُبَّةً وشَيْنًا عَلى أهلِ بيتِ النبوّةِ(عليهم وعلى جَدِّهم الصلاةُ والسلام) وعلى الدِّينِ والإسلامِ والمذهبِ الشريفِ!! فالدليلُ والواقعُ قد أثْبَتَ أنَّ قِوامَ الدِّينِ يكونُ بالعِلْمِ والتقوى والأخلاقِ، بالعالِمِ العامِلِ المُسْتَعْمِلِ لِعِلْمِهِ في منعِ الفِتَنِ ودَفْعِها وفي تَفْهِيمِ وتَوْعِيةِ الجاهِلِ والمُتَعَلِّمِ الذي لا يَسُتَنْكِفُ أن يَتعلّمَ، وَقِوامُ الدِّينِ أيضًا بالتعاطفِ والتراحمِ والتعاونِ والتكافلِ الاجتماعي بَيْنَ الناسِ بَيْنَ الأغنياءِ والفقراءِ، وهذا كُلُّه مَعَ الإيمانِ والتَّقوى ومَكارمِ الأخلاقِ، فأينَ كلُّ ذلكَ مِن اللانِظامِ والهمَجيّةِ والإفسادِ والمكائدِ والمؤامراتِ والكراهيّةِ والبَغضاءِ والطّائفيّةِ وسَفْكِ الدّماءِ والتّقاتلِ والعُنفِ والإرهابِ والمُخَدِّراتِ والانحِلالِ وانْحِطاطِ الأخلاقِ، الذي يَحْصَلُ تَحْتَ ادّعاءِ الولايةِ وحكومةِ الإسلامِ؟! وهنا سَيكونُ اَلْوَيْلُ وَ اَلثُّبُورُ، وَسَيَعْرِفُ اَلْعَارِفُونَ بِاللَّهِ وَقَد عَرَفُوا أَنَّ هذِه الولايةَ والحكومةَ طاغوتٌ وضَلالٌ قَد أرْجَعَت الناسَ إلى اَلْكُفْرِ والإلحادِ بَعْدَ اَلْإِيمَانِ!! والتَنَبّؤُ بهذه الفِتْنةِ والواقعِ المأساويِّ والتحذيرِ مِنْهُ قد وَرَدَ في الكثيرِ مِن الرواياتِ، ومِنها ما جاءَ عَن أميرِ المؤمِنين(عليه السلام) في أكثَرِ مِن مقامٍ:
ـ في الإجابةِ عَلى سؤال(دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ، أَنَا إِذَا عَمِلْتُهُ نَجَّانِيَ اَللَّهُ مِنَ اَلنَّارِ)، قَالَ أميرُ المؤمنينَ(عليه السلام): {اِسْمَعْ يَا هَذَا ثُمَّ اِفْهَمْ ثُمَّ اِسْتَيْقِنْ، قَامَتِ اَلدُّنْيَا بِثَلاَثَةٍ، بِعَالِمٍ نَاطِقٍ مُسْتَعْمِلٍ لِعِلْمِهِ، وَ بِغَنِيٍّ لَا يَبْخَلُ بِمَالِهِ عَلَى أَهْلِ دِينِ اَللَّهِ، وَ بِفَقِيرٍ صَابِرٍ، فَإِذَا كَتَمَ اَلْعَالِمُ عِلْمَهُ وَ بَخِلَ اَلْغَنِيُّ وَ لَمْ يَصْبِرِ اَلْفَقِيرُ، فَعِنْدَهَا اَلْوَيْلُ وَ اَلثُّبُورُ، وَعِنْدَهَا يَعْرِفُ اَلْعَارِفُونَ بِاللَّهِ أَنَّ اَلدَّارَ قَدْ رَجَعَتْ إِلَى بَدْئِهَا، أَيِ اَلْكُفْرِ بَعْدَ اَلْإِيمَانِ، أَيُّهَا اَلسَّائِلُ فَلَا تَغْتَرَّنَّ بِكَثْرَةِ اَلْمَسَاجِدِ وَ جَمَاعَةِ أَقْوَامٍ أَجْسَادُهُمْ مُجْتَمِعَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى}[الأمالي للصدوق، التوحيد للصدوق، الاحتجاج1 للطبرسي، نور البراهين2 للجزائري].
ـ قالَ الإمامُ عليٌّ(عليه السلام): {قِوَامُ الدِّينِ وَ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ: عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ، وَجَاهِلٍ لَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَجَوَادٍ لَا يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ، وَفَقِيرٍ لَا يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ؛ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ}[انظر: نهج البلاغة4، مفاتيح الغيب للفخر الرازي، البحار75 للمجلسي، تفسير العسكري].
ـ الإمامُ الصادقُ عَن آبائِه عَن أميرِ المؤمنين(عليهم السلام): {إنَّ العالِمَ الكاتِمَ عِلْمَهُ يُبْعَثُ أنتَنَ أهلِ القِيامَةِ رِيحًا، يَلعَنُهُ كُلُّ دابَّةٍ حَتّى دَوابِّ الأَرضِ الصِّغارِ}[المحاسن1 للبرقي، البحار2 للمجلسي].
..يتبع..
الصرخي الحسني
https://mrkzgulfup.com/uploads/158076216304987.jpg ــــــــ