ـ عَالِمُ نَاطِق..غَنِيٌّ لَا يَبْخَل..فَقِيرٌ صَابِر
قد ورد في علماء السوء تشديدات عظيمة دلت على أنهم أشد الخلق عذاباً يوم القيامة. فمن المهمات العظيمة معرفة العلامات الفارقة بين علماء الدنيا وعلماء الآخرة ونعني بعلماء الدنيا علماء السوء الذين قصدهم من العلم التنعم بالدنيا والتوصل إلى الجاه والمنزلة عند أهلها قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه" وعنه ايضا" لا يكون المرء عالماً حتى يكون بعلمه عاملاً" والعلم علمان: علم على اللسان فذلك حجة الله تعالى على خلقه وعلم في القلب فذلك العلم النافع ويكون في آخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق" ولا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولتماروا به السفهاء ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم فمن فعل ذلك فهو في الناروايضا" "لأنا من غير الدجال أخوف عليكم من الدجال. قيل: وما ذلك? فقال: من الأئمة المضلين فمن ازداد علماً ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعداً" وقال عيسى عليه السلام: إلى متى تصفون الطريق للمدلجين وأنتم مقيمون مع المتحيرين، فهذا وغيره من الأخبار يدل على عظيم خطر العلم فإن العالم إما متعرض لهلاك الأبد أو لسعادة الأبد وإنه بالخوض في العلم قد حرم السلامة وإن لم يدرك السعادة
. ومن كلام للامام علي (عليه السلام) في صفة من يتصدّى للحكم بين الاْمة وليس لذلك بأَهل إِنَّ أَبْغَضَ الخَلائِقِ إِلَى اللهِ تعالى رَجُلانِ:
رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَة، وَدُعَاءِ ضَلاَلَة، فَهُوَ فِتْنَةٌ لَمِنِ افْتَتَنَ بِهِ، ضَالٌّ عَنْ هَدْي مَنْ كَانَ قَبْلَهُ، مُضِلُّ لِمَنِ اقْتَدَى بِهِ في حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ، حَمَّالٌ خَطَايَا غَيْرِهِ، رَهْنٌ بِخَطِيئَتِهِ.
.... إِلَى اللهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَر يَعِيشُونَ جُهَّالاً، وَيَمُوتُونَ ضُلاَّلاً، لَيْسَ فِيهمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَلاَ أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ، وَلاَ عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ المَعْرُوفِ، وَلاَ أَعْرَفُ مِنَ المُنكَرِ!
هذه واحاديث كثيرة تحدثنا وتحذرنا من ائمة الضلالة واصحاب البدع وعلى رأسهم صاحب دعوة منصب ولاية الفقيه واقامة حكومة اسلامية لشخص غير معصوم وحتى من دون دليل ولا اجتهاد المدعي ولاتقوى بسلوك عملي وهذا مااوضحه المرجع المعاصرالصرخي الحسني في تغريدة له على تويتر التي حملت عنوان:
#الصرخي_يغرد_ولايةالفقيه_ولايةالطاغوت [وِلايَةُ الفَقِيهِ...وِلايَةُ الطّاغوت]
قِوامٌ لِلدّين..أو فَوْضَى وَتَهْدِيم؟!
عَالِمُ نَاطِق..غَنِيٌّ لَا يَبْخَل..فَقِيرٌ صَابِر
قال امير المؤمنين (عليه السلام) : {قامت الدنيا بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لايبخل بماله .. وبفقير صابر} والا {فعندها الويل والثبور}،اذن ، لم يكن ولن يكون قوام الدين ببسط يد الفقيه وحكومته ورايته التي يرفعها باسم الدين والاسلام،لانعدام الدليل على ذلك بل لثبوت الدليل على الخلاف ، وهذا يشمل كل الرايات والحكومات حتى لو كان ظاهرها الصلاح ، فكيف اذن بالطاغوتية الفاسدة المفسدة ؟! فالواقع المعاش قد اثبت أنها صارت سبة وشينا" على الدين والاسلام والمذهب وعلى أهل بيت النبوة (عليهم وعلى جدهم الصلاة والتسليم)!!
الدليل والواقع قد اثبت أن قوام الدين يكون بالعلم والتقوى والاخلاق ، يكون بالعالم العامل المستعمل لعلمه في منع الفتن ودفعها وفي تفهيم وتوعية الجاهل والمتعلم الذي لايستنكف أن يتعلم ويكون بالتعاطف والتراحم والتعاون والتكافل الاجتماعي بين الناس ، بين الاغنياء والفقراء وذوي الحاجة ، وهذا كله مع التقوى ومكارم الاخلاق .
فأين كل ذلك من اللانظام والهمجية والافساد والمكائد والمؤامرات ، والطائفية والكراهية والبغضاء،والتقاتل والعنف والارهاب وسفك الدماء ، والمخدرات والانحلال وانحطاط الاخلاق ، الذي يحصل كله تحت ادعاء الولاية وحكومة الاسلام ؟!
وجزاء ذلك يكون الويل والثبور ، وسيعرف العارفون بالله وقد عرفوا أن هذه الولاية والحكومة طاغوت وضلال قد ارجعت الناس الى الكفر والالحاد بعد الايمان !!
والتنبؤ بهذه الفتنة والواقع المأساوي ، والتحذير منه ، قد ورد في الكثير من الروايات ، ومنها ماجاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في اكثر من مقام:
. في الاجابة على سؤال ( دلني على عمل ، انا اذا عملته نجاني الله من النار )، قال امير المؤمنين (عليه السلام)
{اسمع ياهذا ثم افهم ثم استيقن ،قامت الدنيا بثلاثة ، بعالم ناطق مستعمل لعلمه، وبغني لايبخل بماله على اهل دين الله ، وبفقير صابر ، فاذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت الى بدئها ،أي الكفر بعد الايمان ، أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى}[الامالي للصدوق ، التوحيد للصدوق ، الاحتجاج 1 للطبرسي ،نور البراهين 2 للجزائري].
قال الامام علي (عليه السلام) :}قوام الدين والدنيا بأربعة :عالم مستعمل علمه ، وجاهل لايستنكف أن يتعلم ،وجواد لايبخل بمعروفه ، وفقير لايبيع اّخرته بدنياه ، فأذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل ان يتعلم ، وأذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير اخرته بدنياه } [انظر:نهج البلاغة 4،مفاتيح الغيب للفخر الرازي ، البحار75 للمجلسي ، تفسير العسكري[.
قال (عليه السلام) :{ان العالم الكاتم علمه يبعث انتن اهل القيامة ريحا" ، يلعنه كل دابة حتى دواب الأرض الصغار} [المحاسن 1 للبرقي ،البحار 2 للمجلسي ].
الصرخي الحسني
#الصرخي_يغرد_ولايةالفقيه_ولايةالطاغوت