بقلم::احمد الماهر
السجن في عرف الإمام عليه السلام هو ابتلاء ينقضي مثلما ينقضي الرخاء ، لكن هناك يوم طويل أعده الله للمقاصّة من الطغاة الظالمين ، ذلك هو فحوى رسالته التي بعثها الإمام عليه السلام من السجن إلى هارون لما طال سجنه ، ونصّها : « إنه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون »
والسجن عند الإمام الكاظم عليه السلام مدرسة للعبادة والطاعة والصبر يسخرها الإنسان العارف لبلوغ مدارج الكمال ، ويتعلم فيها ويعلّم العزم الثابت والإرادة الصلبة والتصميم الراسخ على تحمّل الأزمات ، فصبر راضياً بما قضاه الله حتّى سمّي الكاظم لما تحمّل من صعاب وما كظم من غيظ عمّا فعله الظالمون به.وماسمي الكاظم الا ان وصل ابوه الا ذروة الصدق وسمي جعفر(الصادق) فتحقق منتهى ذلك الى كظم الغيض فكان نتيجته مولود صفته وكنيته (الكاظم) فبالصدق مع الله بالحلم والحكمة يتحقق كظم الغيض، ومن كظم الغيض يبلغ منتهى الرضا من الله ومن الناس فولد ابنه (الرضا)،
كان عليه السلام في السجن سيّد الصابرين وإمام العابدين الذي يشكر خالقه لأنّه حقّق مراده ففرّغه لعبادته والانقطاع لطاعته بقوله : « اللهم إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم وقد فعلت ، فلك الحمد » .
من هنا كان عليه السلام يحيي الليل كلّه صلاة وقراءة للقرآن ودعاء ، ويصوم النهار في أكثر الأيّام.
لقد واجه الإمام الكاظم عليه السلام السجن بروح ملؤها الصبر والإصرار والتحدّي ، فلم يهن ولم تلن له قناة ، بل بقي في موقع القوة والصلابة والعنفوان والإخلاص لله ولرسوله وللإسلام والأمّة ، كما لم يخطر بباله أن يظهر الإذعان والخضوع إلى السلطان الجائر كي يستدر عطفه وشفقته ، فقد قيل له عليه السلام وهو في الحبس : « لو كتبت إلى فلان يكلّم فيك الرشيد ؟ فقال : حدّثني أبي عن آبائه : أن الله عزّ وجلّ أوحى إلى داود : يا داود ، إنّه ما اعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني ... إلّا وقطعت عنه أسباب السماء ، وأسخت الأرض من تحته ».
وفي يومنا هذا نجد الاستاذ المحقق المعاصرالصرخي الحسني يسير على خطى جده وينتهل من معينه الصافي في الجهاد ومقارعة الطاغوت فقد تصدى لولاية الطاغوت المزعومة في بحوث وتغريدات على تويتر تحت عنوان ولاية الفقيه ولاية الطاغوت
وكذلك انتهج السيرة العملية ضد كل ظالم على ضوء كلام الرسول الكريم (من راى منكم منكرا" فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان)
وهذه هي وحدة الهدف والغاية وتنوع الادوار ووحدة الرفض والجهاد بين كل الانبياء والرسل والائمة الاحرارعليهم افضل الصلاة والسلام
ومايسعنى الاأن نقول في رثاء سيدنا ومولانا الامام موسى الكاظم عليه السلام:
سيّدي كاظم الغيظ، أيّها الإمام الناصح التقيّ العابد الزاهد، أيّها المخلص والعالم والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الذي لا يعرف الذلّة في سجن الأعداء، أيّها الصابر المحتسب لربّه أجر الابتلاء، يا علَم رفرف بالحقّ رغم أنوف الأعداء، أيّها العابد الزاهد بالعِلم سقّاء، يا سميَّ الكليم موسى مَنْ كلّم ربَّ السماء، عشتَ سعيدًا بالوسطية والاعتدال والإيمان، ومتَّ شهيدًا مظلومًا كأجدادك السعداء، فلنعزّي بمصابنا بكَ جدّك المصطفى وآله الأتقياء، لاسيَّما حفيدك القائم بالحقّ والعطاء، والبشرية جمعاء، وأمّة الإسلام وعلماءها الأنقياء، يتقدّمهم السيد الأستاذ الصرخيّ الحسنيّ كاشف زيف ولاية الأشقياء.
لقد لحق الإمام بالرفيق الأعلى وفاضت نفسه الزكية إلى بارئها فاظلمَّت الدنيا لفقده وأشرقت الآخرة بقدومه، وقد خسر الإسلام والمسلمون ألمع شخصية كانت تذبّ عن كيان الإسلام، وتدافع عن كلمة التوحيد وتطالب بحقوق المسلمين وتشجب كل اعتداء غادر عليهم.
فسلام عليك يا بن رسول الله،يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حياً.
وبهذه المناسبة الاليمة أقامت مكاتب المحقق الاستاذ الصرخي مجالس عزاء الشور الحسيني والبندرية والراب المهدوي في مختلف المحافظات العراقية .
[http://www.mediafire.com/convkey/5b43/qvau4u3lus4lmuhzg.jpg](http://www.mediafire.com/.../5b43/qvau4u3lus4lmuhzg.jpg...)