الدين لاضرر ولاضرار (قاعدة فقهية)
* ما هي التهلكة؟
إن وسم أي فعل من أفعال المكلف بالسوء أو التهلكة أو الضرر أو غيرها من الصفات، إنما ينبع من المفسدة الموجودة في ذلك الفعل، فإذا خلا الفعل حسب نظر فاعله عن المفسدة، أو ترتبت عليه مصلحة أكبر وأهم من تلك المفسدة، لا يسمَّى ذلك الفعل سوءً أو هلكة، بل أكثر من ذلك رب فعل نافع لشخص هو ضار لآخر، أو نافع في زمان دون آخر، قال تعالى:﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ (البقرة: 216) وقال سبحانه: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا اً﴾(النساء : 19). فالمقاوم الذي يقتحم الموت في المواقع ويحتضن الرصاص يخلد اسمه في التاريخ والذاكرة ولا يسمى فعله هلاكاً.
عندما امتثل السيد الشهيد الصدر-رض- لأمر رئيس الدولة العراقية ونظام البعث بخصوص منع الزيارة الشعبانية حينها قال للمؤمنين إذا منعت الزيارة فامتنعوا بهدوء كان أمرًا عقلائيا لكي لايرمي الناس وبنفسه إلى التهلكة وهذا الأمر ممدوح وقد سار عليه العقلاء لأن النظام كان قاسيًا شديد البطش وهو معذور أن لايعرض المؤمنين للخطر ووجد المفسدة إذا خالف ذلك الأمر وسعى إلى المطالبة باتخاذ المسائل الدبلوماسية الرجائية من الدولة وأنه أشار بعدم تدخله بالسياسة
لكن عندما نجد اليوم قد انتشر وباء خطير والصحة وأهل الدين يمنعون ويحذرون من تفشي المرض بالتجمعات والمخالطة وأغلقت المساجد والأضرحة تجد مايسمى قادة سياسين ويتسترون بلباس الدين يتدخلون بكل شيء ويضحون بأرواح الناس وعوائلهم يصرون على كسر الحظر والتحريض على الزيارة والمخالطة والغريب في الأمر أنهم بنفسهم لايذهبون فمثلهم نفس مثل بني إسرائيل عندما قالوا لموسى-عليه السلام-
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖفَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24المائدة)
وهم يحجرون على أنفسهم ولايحجرون على الناس يخالفون منهج وأمرأمير الولاية التي يدعونها من وصية له إلى ولده الحسن-عليهما السلام-
[ في محبّة الآخرين والنهي عن الظلم والعجب]
«يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَلَا تَظْلِمْ كَمَا لا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُهُ مِنْ غَيْرِكَ وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ وَلَا تَقُلْ مَا لا تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَلَا تَقُلْ مَا لا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ وَاعْلَمْ أَنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ وَآفَةُ الْأَلْبَابِ فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ وَلَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ وَإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ».
وما نراه اليوم من إيقاع الشباب في شباك المخالفة والمرض مرفوض وليس من الصحيح السير وراء تلك الإيهامات للحقيقة وإهل البيت موجودين متى ما حلت الفرصة السانحه لزيارتهم ولايوجد دين يحتم على الإنسان أن يوقع نفسه في تهلكه كما عبر الله تعالى في كتابه المجيد(..وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
وهذا ما يشير إليه المرجع الفيلسوف في تغريته من على تويتر جاء فيها التي حملت عنوان :
أستَاذُنَا الصّدرُ .. عَالِمٌ نَاصِحٌ .. غَيرُ مَعصُوم
1/ صَدّام يـَمنَعُ الزّيَارَة ... الشّهِيدُ الصّدرُ يـَمتَثِل
لِكُلِّ عَاقِلٍ يَبَرِّرُ لِنَفسِه اتّبَاعَ أستَاذنا الصّدر ( رض ) , وَ بِلِحَاظِ وَبَاء كورونا وَ مَا تَرَتّبَ عَلَى انتِهَاكِ الحَظّرِ لِزِيَارَة مَرقَدِ الإمَام الكَاظم ( عَلَيه السّلَام ) يَوم استِشهَادِه , وَ مَعَ قُرْبِ مَوعِدِ الزّيَارَة الشّعبَانِيّة , أقَدّمُ نَصِيحَة ,
أوَّلًا : طَالِبُوا الّذي يَدفَعُكُم لِلزِيَارَة أن يَكونَ حَاضرًا مَعَكم فـِي مَرَاسِيمِ الزّيَارَةِ كلّها !!
ثّانِيًا : اطّلِعوا وَ تَعَلّمُوا مِن مَوقِفِ و فَتوَى الشَّهيد الصّدر ( رَحـمَه الله ) , بَعدَ عَدَمِ حصولِه عَلى مُوافَقَةِ صَدّام عَلى زِيَارَة الأربَعينِيّة لِكَربَلَاء , وَ اطّلِعوا أيضًا عَلى رأيهِ وَ مَوقِفِهِ مِن العَمَلِ السِّيَاسِي وَ تَسـيِـيـسِ الدّينِ والشّعائِر!!
-فِـي 25 محرم 1419 هـ , الجـُمعَة السّادِسَة , الخـُطبَة الأولـَى , قالَ ( طَابَ ثَرَاه ) : { إنّ حَديثَ الشّارِع الآن فِـي الـمَسِير اِلَى الـحُسَين ( سَلامُ الله عَلَيه ) رَاجِلِينَ .. لَكِن , طَبعًا , يُوجَد هُنَاك مَنْع ... وَ الشّيء الَذي وَدَدتُ أن اُشِيرَ اِلَيهِ , أنّنِـي مِن هُنَا اطلُبُ مِن الـمَسؤولِيـنَ إجازَتَه } ... { وَ اَنَا حَسَب فَهمِي أنّ الـمَطلَبَ مَربُوطٌ بالسّيدِ الرّئيسِ مُباشرَة ( أي : بصدّام حسين ) , فَأنَا أطلُبُ منه إجازَةَ هَذا الـمَوسِم الـمُقَدّس والعَمَل الشّرِيف الدّينِـيّ الّذي لَا سِياسَة فِيه , لَا سِياسَة فِيه } ... { هو يَعلَمُ ( أي : صدّام ) وَ كُلّنا يَعلَم أنَّنَا بَريئون مِن هَذا الـمَعنَـى مِن السّياسَة وكل معنى سِياسِيّ , هذا لا رَبطَ لَه بِنَا لَا نَستَفِيدُ مِنَ السّياسَة وَ لَا تفِيدُنا السِّياسَة } !!
ثُمَ قَال : { الاجتِماعُ في الطّريقِ اِلـى الـحُسين ( عَلَيه السّلام ) كَالاجتِماعِ فِـي زِيارَة الـمَعصومِينَ ( سَلَامُ الله عَليهم ) كَالاجتِماعِ فِـي صَلَوات الـجُمُعَات الّتـي جَرَّبنَاها وَلَـم يَكن فِيها أيُّ مَـحذورٍ وَ أيّةُ سِيَاسَة ... انّـما هو عِبَادَة مُستَحَبّة كَنَوافل الظّهرِ والعَصرِ , يُؤدّونَـها اعتِيَادِي وَ يَرجِعُون الَـى بيوتِـهم ... ونأملُ مِن جَـمِيعِ الـمُتَدَيّنِيـنَ والـمُتَشَرّعِيـنَ .. أن يَكونوا هَادِئيـنَ اذا ذَهَبُوا أن يَكونُوا هادِئينَ كَمَا انتُم الآن هَادِئين }... { فَـمِن هذِه النّاحِيَة الأمَل أن يـُجَاز, الأمَل أن يـُجَاز .. مَع العِلمِ أنّه لَيس فِـيه مُضَاعَفَات وَ لَيسَت فِـيه أيَّة سِيَاسة } ! ... { لكِن مَع ذَلِك أقُولُ انّه إذا حَصَلَ الـمَنعُ امتَنِعُوا , لَا يَفعَل أحَدٌ شَيئًا مِنكُم ايَّ شَيءٍ فِـي هَذا الصَّدَد ... إن ذَهبَتُم فاذهَبُوا بِـهدُوءٍ وَ إن مُنِعتُم فامتَنِعُوا بِـهِدوء } !!
-بَعدَ أسبوع , في 3 صفر 1419 هـ , الـجُمعَة السّابِعَة , الـخطبة الأولى , قال ( رض ) : { تَعَرّضنَا في الـجُمعَة السّابِقَة إلَـى قَضِية السّير رَاجِلِينَ إلَـى كَربَلَاء الـمُقَدّسَة ... وَ أنَا حَسَب عِلمِي وَ فَهمِي أنّ الـمَنعَ حَصَلَ ! ... وَ اَنَا قُلتُ لَكم انّكم اذا مُنِعتُم فامتَنِعوا ... فَحَاوِلوا فِـي هذِه السّنَة وَ فِـي هَذا الـمَوسِم أن لَا نـَجِد واحِدًا فِـي الطّريقِ ,اطلاقا} !!
الصّرخي الـحَسَني
" أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..عَالِمٌ نَاصِحٌ..غَيرُمَعصُوم"
صَدّام يَمنَعُ الزّيَارة...الشّهِيدُ الصّدرُ يَمتَثِل
فيروس كورونَا...الزّيارَة مَمنوعَة
https://twitter.com/Alsrkhy.../status/1247790564067565572... https://t.co/QqzXi6pS