اخر الاخبار

الثلاثاء , 2 ديسمبر , 2014


استكمالا لمسلسل الحبكة الغزاوية
بقلم المهندس/ خالد غريب

كنا قد كتبنا منذ الاعتداءات الاسرائيلية على غزة الاخيرة مسلسل الحبكة الغزاوية ( 1) و ( 2)
و اليوم يبدأ الجزء الثالث
لحل الدولتين
ففي المرحلة الاولى
بعد تقليم اظافر حماس... و تجفيف منابع السلاح... و اغتيال خبراء التصنيع المحلي... و استهلاك المخزون الداخي من السلاح... مع غلق ابواب حزب الله و ايران... و انهاء حقيقي و سيطره على الانفاق
و المرحلة الثانية
دعم محمود عباس و بدء انقلاب فتح على حماس بعد المصالحة الشهيرة و تشكيل حكومة موحدة تحت سلطة عباس
تبدأ المرحلة الثالثة ...
و هي التجهيز لحل الدولتين
فبرغم الزخم و اشتعال الكثير من المناطق في الشرق الاوسط و تسارع الاحداث و الاهتزاز السياسي
الا اننا نسمع عن اخبار يمكن تجميعها و وضعها في اطار سلسلة الحبكة الغزاوية حتى لا نسرح بعيدا و لا تخطفنا الرياح
اعترفت اليوم او صوتت فرنسا عبر برلمانها باغلبية على موافقتها باعلان دولة فلسطينية و من قبلها جاء قرار الامم المتحدة و بعض دول العالم في نفس الاتجاه
بينما يقوم نتنياهو هذه الايام بتغيرات كبيرة في نظامه السياسي و العسكري... على رأسها قانون القومية اليهودية... و تغيرات عسكرية وصلت الى رئاسة الاركان... بينما يشرع في اصدار قرار بحل الكنيست حول نفس الموضوع
تزامنا مع زيارات مكوكية لملك الاردن بين مصر و الولايات المتحددة لوضع التصور النهائي لحل الدولتين و ربط خيوط المعادلات على المستوى الاقليمي و الدولي... و لا سيما بعد احباط اي نوع من المناورات السياسية و التي قد يقوم بها اخوان الاردن و هو ما ادى الى اعتقال قياداتهم في الاردن على نفس الخلفية و بالطبع بعد اقصاء اخوان مصر و اغراقهم في قضايا اخرى بل و التنكيل بهم ...
و الاستفراد بحماس التي ربما تكون العقبة الوحيدة المتبقية الا انه قد تم التعامل معها وفق الجزء 1 و 2 من الحبكة الغزاوية حتى صارت مقلمة الاظافر تصارع فقط من اجل بقاءها... بغض النظر عن بروباجندا الجزيرة... و الكتائب الالكترونية
بينما قد لا ينتبه البعض الى تصريحات السيسي اثناء جولته الاخيرة لفرنسا و ايطالية... و التي ركزت عن اسباب تلك الزيارة و كان على رأسها و بوضوح محاربة الارهاب... و حل الدولتين... بين اسرائيل و فلسطين
و نفس التصريحات في ايطاليا و الفاتيكان... فيعقب ذلك بايام تصويت البرلمان الفرنسي على نفس الموضوع
و هنا و ما اردت تسليط الضوء عليه للمرة الثالثة
هي وثيقة
الجنرال الاسرائيلي غيورا أيلاند،
و هو الذي شغل سابقاً منصب رئيس مجلس الأمن القومي، مشروع الدولة الفلسطينية كما هو مطروح في حل الدولتين من وجهة نظره و هي الوثيقة التي اقنع بها اوباما و تبناها بشكل قوي و وضعها على اولى اولوياته... و اعلن رسميا ادراجها على رأس السياسة الخارجية الامريكية
و باختصار اذكر اسس تلك الوثيقة
فكما جاء في الوثيقة بعد دراسة عدة مقترحات و منها الكونفيدرالية الاردنية الفلسطينية – و الفيدرالية الاردنية الفلسطينية
ارست الوثيقة الحل الانجع و هو حل :
تبادل مناطق
في اطار تحسين اقتراح حل" الدولتين لشعبين"،
اقترحت الادارة الأميركية على الدول العربية اعطاء إسرائيل مقابلاً لإستعدادها التنازل عن أراض مقابل الاتفاق.
ففي نظر هذه الإدارة ليس في مستطاع الفلسطينيين وحدهم دفع الثمن لإسرائيل (و هذا صحيح)
مقابل التنازلات الكبيرة التي ستقدمها في اطار إتفاق السلام.
و الثمن المنتظر تقديمه من الدول العربية هو تحسين علاقاتها مع إسرائيل. و على الرغم من أهمية ذلك، فمن الواضح صعوبة "تعويض" خسارة إسرائيل كل مناطق الضفة مقابل بوادر حسن نية أو أمور أخرى.
كما أنه من الصعب موضوعياً، عدم رؤية شوائب حل الدوليتن. فمن جهة ستضطر إسرائيل و فلسطين للاكتفاء بدولة صغيرة و مكتظة سكانياً، و من جهة اخرى ستكونان محاطتين بدول ذات أراض شاسعة، مع عدد قليل من السكان (الأردن، صحراء سيناء، السعودية). فالأمر الوحيد الذي تملكه الدول العربية بكثرة و تحتاج اليه إسرائيل و فلسطين بصورة حادة هو الأرض. فإذا تنازلت هذه الدول عن جزء قليل من الأرض، يمكن إدخال تحسينات كبيرة على وضع إسرائيل و الدولة الفلسطينية. يتناول هذا الفصل كيفية "تكبير الكعكة" بحيث يخرج الجميع رابحين.
أسس الاقتراح
1- تنقل مصر الى غزة مناطق مساحتها نحو 720 كيلومتراً. و تشمل هذه المنطقة جزءاً من الشريط المبني الممتد على طول 24 كيلومتراً على طول شاطىء البحر المتوسط من رفح غرباً حتى العريش. بالاضافة الى شريط يقع غرب كرم سالم جنوباً و يمتد على طول الحدود بين إسرائيل و مصر. و تؤدي هذه الزيادة، الى مضاعفة حجم قطاع غزة البالغ حالياً 365 كيلومتراً نحو ثلاث مرات.
2- توازي مساحة 720 كيلومتراً حوالى 12 في المئة من أراضي الضفة الغربية. و مقابل هذه الزيادة على أراضي غزة، يتنازل الفلسطينيون عن 12 في المئة من أراضي الضفة التي ستضمها إسرائيل إليها.
3- مقابل الأراضي التي ستعطيها مصر الى فلسطين ستحصل من إسرائيل على منطقة جنوب غرب النقب. و يمكن أن يصل حجم الأراضي التي ستنقلها إسرائيل الى مصر الى 720 كيلومتراً، و يمكن أن تكون أصغر.
و اضافت الوثيقة
ان زيادة مساحة غزة وفقاً للإقتراح أعلاه سيزيد شاطئها بمساحة 24 كيلومتراً، و يشمل ذلك اضافة تسعة اميال من المياه الإقليمية، مع احتمال العثور على الغاز الطبيعي في هذه المنطقة . و ستسمح زيادة 720 كيلومتراً على مساحة غزة بإنشاء مرفأ دولي كبير، و مطار دولي، على بعد 20 الى 25 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل. و الأهم من هذا كله: بناء مدينة جديدة يسكنها مليون شخص، تشكل المستقبل الطبيعي ليس لغزة فقط و إنما يمكنها استيعاب اللاجئين الفلسطينيين من دول أخرى.
و مقابل تحويل غزة مكاناً جذاباً ذا قدرة فعلية على التحول مركزاً للتجارة الدولية في المنطقة، ( على حسب رؤية الوثيقة ( على الفلسطينيين التنازل عن مناطق في الضفة الغربية تتواجد فيها منذ عشرات السنوات مستوطنات اسرائيلية و منشآت عسكرية. و هذا تنازل مؤلم، و لكن لا يمكن مقارنته بالفائدة الكبيرة في غزة. (من وجهة نظر الوثيقة )
على اية حال هذا بعض ما ورد في الوثيقة اضافة الى شرح الفوائد العائدة على الدول المعنية و هي غزة و اسرائيل و مصر و الاردن... من تصورات مغرية ( في نظري غير واقعية و مبنية على اجواء لا يتحكم فيها احد اقرب الى المثالية)
الا انه و بالطبع الاساس العام لامكانية التفيذ هو امرين... انهاء الارهاب في غزة ( حماس ) ثانيا امكانية اقناع الشعوب المجاورة و المعنية بالمقترح
( الحرب على الارهاب)
و من ثم يمكن اختصار المشهد ان هناك مسار خفي يسير بشكل سريع و تظهر معالمة من بعيد مغطى يقنابل دخانية كثيفة من كثافة احداث و تحولات و صراعات في المنطقة
بل ربما في وجهة نظري ان تمرير الوثيقة الان سيغفل حتى بنود الاغراء التي وردت فيها كتعويضات للدول المعنية من باب
(من لم يأتي بالقرآن يأتي بالسلطان )
فالمتوقع الايام لقليلة القادمة على خلفية هذا التحليل و لبدء المرحلة الثالثة في الحبكة الغزاوية ( 3 )
هو
اولا: دعم محمود عباس و سيادته على غزة بشكل او بآخر و احكام قبضته في شكل حكومة قوية و جهاز امني
ثانيا: زيادة مساحات المناطق العازلة في سيناء على الحدود بشكل متسارع و تفريغها من الاهالي مع هدم المنازل
ثالثا: احتواء حماس او القضاء على ما تبقى منها سياسيا بالتنسيق بين عباس في الضفة و اخوان و الاردن و طبعا اخوان مصر ( لا يحتاجون الى اشارة)... فضلا عن احتمالية توريط حماس قانونيا في الاعتداء على دولة مجاورة ( بعد براءة مبارك ) بالتزامن مع محاكمة مرسي و اتهامها رسميا بقتل المتظاهرين و اظهار ادلة جديدة و من ثم اتخاذ ما ينص عليه القانون الدولي في حالة ثبوت اعتداءات من دولة مجاورة ...
رابعا: تغيرات كبيرة في الاوساط الاسرائيلية لتلائم المرحلة القادمة
خامسا: تمهيد اعلامي للبدء في هذه المرحلة وصف و يمكن اعتبار زيارة بعض الاعلاميين الشعبيين امثال عكاشة المعروف عن توجهه المعلن الداعم لاسرائيل و شديد الكراهية لحماس... زيارته للضفة في ضيافة محمود عباس... و ربما ستتكرر بعض الزيارات لبعض الاعلاميين التي تعتبرهم السلطة مؤثرين في الرأي العام و سريعي التأثير
سادسا: وضع جدول زمني لهذه المرحلة ( عامين ) طبعا وصفهم البرلمان الفرنسي سنة للتفاوض و عام اخر لتغيير الآليات تنفيذ حل الدولتين
كما سبق الاشارة الى نفس المضمون من قبل الامم المتحدة و الدول التي اعلنت موافقتها على الدولة الفلسطينية
و هو( سنة للتفاوض و سنة لتغيير ادوات و آليات الحل جزريا )
و ختاما.. .
ربما تكون هذه القراءة غير صحيحة الا انه وجب وضع تصورات و توقعات لتحليل الاخبار و خصوصا ظهور بعضها كأنه شاذ و لا يناسب سخونة الاحداث في اماكن اخرى
و لكنها في رأيي ما هي الا حلقة من حلقات الحبكة الغزاوية ( 3 )
و التي ستأتي الحلقة الرابعة من الحبكة الغزاوية كخطوات تنفيذية... على حسب ما سيتم الوصول اليه خلال العامين القادميين...
اما بالقرآن و اما بالسلطان
على اية حال يمكن استخلاص ملاحظة قد تهم الكثير و هي
حتمية بقاء النظام المصري و الاردني... و قنابل الدخان الكثيفة
لمدة عامين قادمين
هذا ان كتب لمسلسل الحبكة الغزاوية ان يكتمل
و ايضا اذا اغفلنا وحيدنا من المشهد ( رياح و اعاصير الشام و العراق العاتية ) التي لا يعلم احد حتى الان مسارات و اتجاهات تحركها
مهندس/ خالد غريب



القراء 1573

التعليقات


خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net