شعر؛ أبي المظفر الأبيوردي
مزجنا دمانا بالدموع السَّوَاجم :: فلم يبق منا عرضة للمراجم
و شَر سلاح المرء دمع يريقه :: إذا الحرب شَبَّتْ نارُهَا بالصوارم
فإيهاً بني الإسلام إنَّ وَراءكم :: وقائع يلْحِقْنَ الذرَى بالمناسم
أنائمة في ظل أمْنٍ وَ غبطة :: و عيش كنَوَّارِ الخميلة ناعم
و كيف تنام العين ملء جفونها :: على هفوات أَيقَظَتْ كل نائم
وَ إخوانكم بالشام يضحي مَقِيلُهم :: ظهور المَذَاكِي أو بطون القشاعِمِ
تسومُهُم الرومُ الهوان و أنتمُ :: تجرون ذيل الخفض فعِلَ المسالم
و كم من دماء قد أبيحت و من دُمى :: تُواري حياء حُسْهَا بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرَّةُ الضبُّا :: و سُمْر العوالي داميات اللهازم
يكاد لهنَّ المُسْتَجِنُّ بطيبة :: ينادي بأعلى الصوت يا آل هاشم
و بين اختلاس الطعن و الضرب وقفة :: تظل لها الولدان شيب القوادم
و تلك حروب من يغب عن غمارها :: ليسلم يقرع بعدها سن نادم
سللن بأيدي المشركين قواضباً :: ستغمد منهم في الكلى و الجماجم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا :: رماحَهُمُ و الدينُ وَاهِي الدعائم
وَ يجتنبون النار خُوْفاً من الردى :: وَ لا يحسبون العار ضربة لازم
أتَرْضَى صناديد الأعاريب بالأذى :: و تُغْضِي عَلَى ذل كماةُ الأعاجم
فليتهمُ إذ لم يَذُودُوا حمية :: عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
و إن زهدوا في الأجر إذ حمس الوغى :: فهلا أتوه رغبة في المغانم
لئن أذعنت تلك الخياشم للبرى :: فلا عطسوا إلا بأجدع راغمِ
دعوناكم و الحرب ترنو ملحةً :: إلينا بألحاظ النسور القشاعمِ
تراقـب فيـنا غـارة عـربـيةً :: تطيل عليها الـروم عـضَّ الأبـاهمِ
فإن أنتم لم تغضبـوا بعـد هـذه :: رميـنا إلـى أعدائـنا بالجـرائمِ
قصيدة حماسية شعر؛ أبي المظفر الأبيوردي