رسمت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، ما يمكن اعتباره ملامح للعلاقات بين مصر وإسرائيل فى عهد المشير عبدالفتاح السيسى حال فوزه بانتخابات الرئاسة المقبلة.
واعتبرت الصحيفة أن فوز السيسى أمر «مضمون ومؤكد». وقالت إن تصرفاته وقراراته فى إدارة البلاد منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين تتيح رسم ملامح الخريطة الجيوسياسية الجديدة التى سيتوجب على إسرائيل أن تناور فيها.
ووصفت معاريف السيسى بأنه مثل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، «بل أكثر منه فى معاداة إسرائيل». وقالت إنه ليس صديقاً للولايات المتحدة، «ومن الصعب أن يجد له حليفاً طبيعياً خارج القاهرة».
كما وصفته بأنه «شخصية وطنية من ذلك النوع الذى أخرجته مصر فى منتصف القرن العشرين»، فى إشارة إلى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. وذكرت الصحيفة، أمس، أن السيسى سيتعاون مع إسرائيل فيما يخدم مصالح مصر، ولكنه يوجِّه النقد اللاذع لإسرائيل ويهاجمها علناً، ويكشف ما يتم ضبطه من شبكات تجسس إسرائيلية، ليؤكد للشعب المصرى أنه ليس صديقاً لإسرائيل ولا للولايات المتحدة.
وتوقعت أن يقوم السيسى فور فوزه بالانتخابات بإلغاء حكم الإعدام الصادر ضد 529 من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية فى قضية اقتحام وحرق مركز شرطة المنيا وقتل المأمور وسحل الضباط هناك. وأرجعت ذلك إلى عدم رغبته فى أن يظهر بصورة ديكتاتور أسوأ من مبارك، وليست لديه مصلحة فى الدخول فى خصومة مع الغرب بسبب هذه القضية، ويريد خلق إحساس بفتح صفحة جديدة من حكم مصر. وأرجعت الصحيفة الشعبية الجارفة للسيسى فى الشارع المصرى إلى تعب المصريين من الثورة وحالة الفوضى، وانعدام الاستقرار الأمنى والاقتصادى.
وقال المحلل السياسى الإسرائيلى إيلى أفيدار، رئيس منتدى الشرق الأوسط الحكيم، والمستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل أرئيل شارون، والمبعوث الإسرائيلى السابق إلى دولة قطر، إن على إسرائيل أن تتصرف فى مواجهة السيسى من منظور المصالح والاستقرار.
وأكد أن العلاقات بين مصر وإسرائيل فى عهد السيسى ستشهد صعوداً وهبوطاً، وسوف تعانى من أزمات، «ولكن ستكون هناك نجاحات أيضاً». وطالب أفيدار قادة إسرائيل بالحذر عند التعامل مع السيسى فى كل الأحوال، فلا يتم التعامل معه بنشوة أو من خلال الشعور بأن كارثة قد وقعت. وقال: «ليس علينا أن نعانق الرئيس المصرى لأن ذلك سيمثل عبئاً عليه وعلى حكومته فى الشارع، ولكن علينا ألا نسمح بتدهور العلاقات فى أى لحظة من تجميد العلاقات بين مصر وإسرائيل». وطالب يهود الولايات المتحدة ومنظماتهم بعدم معانقة السيسى. وقال: «علينا أن نسأل أنفسنا ما هى مصلحة مصر وكيف يمكن تسويتها مع مصالحنا». وأضاف: «إن عملية حكيمة كهذه تضمن الاستقرار على الجبهة الجنوبية لإسرائيل (الحدود المصرية)».
واختتم مقاله قائلاً: «فى عهد المشير علينا (نحن الإسرائيليين) أن نعود للتحدث بالعربية».