الأعلامية : آيات عرابى
بمناسبة فيلم ( الطاقة المسلوبة ) الذي بثته الجزيرة بالأمس والخيانة العظمى التي اشترك فيها المخلوع ومخابراته واجهزة دولته ومدير مخابراته القزم العرص المختبيء في البلاعة الآن, في سلب غاز مصر وتسليمه إلى اسرائيل وموقف الرئيس مرسي الذي كان رافضاً لأي اتفاق مع اسرائيل كما ذكر الفيلم وكما ذكر ديفيد هيرست في مقاله بالأمس تذكرت هذا الموقف وبحثت عن رسالة السلطان عبد الحميد الثاني خليفة المسلمين حتى يعلم الناس الفرق بين الرجال وبين الأحذية التي قامت بالانقلاب في مصر :
حاول اليهود اقناع الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ولكنه رفض فكان جزاؤه الانقلاب عليه بعد ان زاره تيودور هرتزل بصحبة اليهودي عمانيول قره صو فعملت الدعاية الاوربية في الصحف ضده وبداخل السلطنة العثمانية نفسها واشعلت الرأي العام ضده وقامت جمعية الاتحاد والترقي التركية التي كان معظمها من اليهود الماسونيين بتنفيذ انقلاب ضد الخليفة الذي رفض تسليم فلسطين لليهود وسلمه عمانويل قره صو اليهودي صك التنازل عن الخلافة بنفسه في إشارة إلى أن اليهود هم من دبروا خلعه ...
وبعد خلع السلطان عبد الحميد تم وضعه في منزل عمانويل قره صو اليهودي في مدينة سلانيك اليونانية وتم نزع أثاث المنزل بالكامل زيادة في التضييق على السلطان ولكنهم نسوا ستارة فأنزلها السلطان ونام عليها وهو يحمد الله أنه لم يكن خائناً للمسلمين ...
ونشرت مجلة العربي الكويتية في السبعينات نص رسالة الخليفة عبد الحميد الثاني إلى أستاذه في دمشق شيخ الطريقة الشاذلية بعد خلعه يوضح فيها لماذا تم خلعه :
بعد هذه المقدمة اعرض لرشادتكم وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ :
إنني لم أتخل عن الخلافة الاسلامية لسبب ما سوى أنني – بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم ( جون تورك ) وتهديدهم – اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة.
إن هؤلاء الإتحاديين قد اصروا عليّ بأن اصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة ( فلسطين ) ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف وأخيراً وعدوا بتقديم ( 150 ) مليون ليرة انجليزية ذهباً, فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضاً واجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي :
إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً – فضلاً عن 150 مليون ليرة انجليزية ذهباً فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي. لقد خدمت المملكة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين ولهذا فلن أقبل بتكليفكم بوجه قطعي أيضاً. وبعد الجواب القطعي اتفقوا على خلعي وأبلغوني أنهم سيعيدوني إلى سلانيك فقبلت بهذا التكليف الأخير هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن الطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناتج عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأرض المقدسة ولقد كان بعد ذلك ما كان. ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال. وأعتقد أن ما عرضته كان في هذا الموضوع الهام وبه أختم رسالتي هذه.
ألثم يديكم الكريمتين وأرجو وأسترحم ان تتفضلوا بقبول احترامي وسلامي إلى جميع الإخوان والأصدقاء.
يا أستاذي العظيم لقد أطلت عليكم التحية, ولكن دفعني لهذه الإطالة أن تحيط ساحتكم علماً, وتحيط جماعتكم بذلك علماً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في 22 أيلول 1329 هجرية
خادم المسلمين
عبد الحميد بن عبد الحميد