شنت الطائرات الحربية اليمنية أمس الأربعاء عدة غارات جوية على عدة مواقع عسكرية سيطر عليها الحوثيون أمس الأول الثلاثاء بعمران شمال العاصمة صنعاء.
وقال مصدر محلي بعمران إن الطائرات الحربية تشن غارات بشكل عشوائي على عدة مواقع، واستغرب من ذلك وقال «أين كانت قوات الجيش وغارات الطائرات المكثفة خلال دخول الحوثي وسيطرته على مواقع مهمة في عمران».
وأشار المصدر إلى أن تلك الغارات هي الأعنف منذ بداية الحرب في عمران. وقال مصدر أمني من اللواء 310 :» كانت هناك توجيهات لدخول الحوثي لموقع اللواء بعمران من قبل قيادات عليا بوزارة الدفاع»، مؤكداً وجود أطراف ساعدت الحوثي في السيطرة على اللواء وقتل قائده العميد محمد القشيبي.
واستغرب عامر المراني عضو اللجنة الرئاسية لوقف اطلاق الرصاص في عمران لطرف الحوثي، قيام الطيران الحربي بغارات وصفها بالأعنف على مواقع عسكرية.
وقال:«نحن متفقون على تسليم جميع المنشآت العسكرية اليوم (امس) للشرطة العسكرية ولا نعلم سبب الهجوم المفاجىء بالطيران الحربي على عمران «.
وأكدت مصادر عدة صباح أمس الأربعاء مقتل العميد حميد القشيبي بالقرب من مقر اللواء 310 في المحافظة.
وقال عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية محمد البخيتي إنه تم العثور على جثة القشيبي مع جنود آخرين بالقرب من مقر اللواء، نافياً ما تناولته بعض وسائل الإعلام من أنباء عن اختطاف القشيبي من قبل جماعة أنصار الله الحوثية.
وأكدت مصادر مقربة من حزب الإصلاح إن القشيبي قتل برصاص جماعة الحوثيين أثناء محاولته صد الهجوم الذي شنه الحوثيون على مقر اللواء 310 مساء أمس الأول الثلاثاء، مشيرةً إلى أن القشيبي قتل بالقرب من مقر اللواء وليس بعيداً عنه.
ولم تصدر السلطات أي تعليق على الحادث حتى اللحظة.
من جهة أخرى قام الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس الأول الثلاثاء بزيارة قصيرة الى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وقال في تصريح نقلته وكالة «سبأ» أن الملك عبدالله وجه بمساعدة اليمن على مختلف المستويات وبصورة عاجلة من أجل تجاوز الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها وخصوصاً في هذا الظرف الراهن الدقيق».
وقالت وكالة «سبأ» الرسمية إن هادي ناقش خلال اللقاء مستجدات الأوضاع في اليمن في ضوء التطورات الخاصة بالمواجهات المسلحة في عمران وعدم الالتزام بالتهدئة ووقف اطلاق النار واستمرار جماعة الحوثي بالقتال المسلح والميل الى استمرار الحرب ونقض الاتفاقات. وبين المحلل السياسي عدنان الصنوي أن الغارات التي شنتها الطائرات في عمران كانت نتيجة تلك الزيارة.
وقال: «من الواضح ان الحوثيين كانوا في صدارة المحادثات بين الرئيس هادي والعاهل السعودي وعلاقتها بالصراع العراقي الايراني».
واشار الصنوي إلى أن «الايرانيين يريدون الرد لما يجري بالعراق، وذلك من خلال مضاعفة دعمهم للحوثيين في اليمن، وكل ذلك سيؤثر على السعودية جارة اليمن والتي تُعتبر طرفا داعما للإسلاميين في العراق»، مشيراً أنه من الطبيعي تكثيف التعاون بين اليمن والسعودية لمواجهة جميع ما يهدد مصالحهما.
إلى ذلك، فجر مسلحون حوثيون، أمس الأربعاء، داراً لتحفيظ القرآن الكريم ومدارس أهلية في محافظة عمران، شمالي اليمن، والتي سقطت كلياً في أيدي جماعة الحوثي بالكامل يوم أمس، بحسب مسؤل محلي.
وقال المسؤول مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن «مسلحين حوثيين فجروا أمس دار (النور) لتحفيظ القرآن في منطقة قصر الجنات، شمالي المدينة التي تحمل اسم المحافظة، وتفجير مدارس (إقرأ) الأهلية الواقعة شرق مقر اللواء 310 التابع للجيش».
وذكر المسؤول نفسه أن الحوثيين قاموا بعزل عبد الغني فارس، مدير مستشفى عمران العام (حكومي) واستبداله بأحد أنصارهم.
وفيما يتعلق بضحايا الجيش اليمني بعد المعارك التي شهدتها عمران يوم أمس الأول وانتهت بالسيطرة على المواقع العسكرية، قال المسؤول إن «الدولة انهارت، ولا يستطيع أحد أن يحصل على معلومات دقيقة حول عدد الضحايا»، غير أنه أشار إلى أن أعداداً كبيرة من جنود وضباط الجيش قتلوا يوم أمس.
وفي وقت متأخر من امس الأول الثلاثاء، سقطت محافظة عمران بالكامل في أيدي جماعة الحوثي، بعد سقوط اللواء 310، ومقتل قائد اللواء، بحسب مسؤولين وسكان محليين.
وشن الطيران اليمني في وقت سابق من أمس الأربعاء غارات مكثفة على مواقع في مقر اللواء 310، ومقر قوات الأمن الخاصة، ومواقع أخرى بالقرب من جبل ضين المطل على مدينة عمران، دون أن يعرف على الفور حصيلة ضحايا القصف، بحسب المسؤول نفسه.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات اليمنية حول ما ذكره المسؤول.
ومنذ أسابيع، تدور مواجهات، بين مسلحي الحوثيين وقوات اللواء 310 في محافظة عمران، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين على خلفية اتهام الجيش للحوثيين بمحاولة التوسع والسيطرة على مناطق في المحافظة بقوة السلاح، فيما يقول الحوثيون إنهم في ثورة شعبية في المحافظة من أجل إزاحة اللواء الذي أصبح يشكل توتراً فيها أكثر من الاستقرار، بحسب قيادي حوثي.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين.
#مكملين #احنا_متراقبين #ارحل_يا_عرص #مرسى_رئيسى #كلنا_مسلمين #شبكة_صوت_الحرية