المُستضْعَفون وقائدهم المهديّ هم قادةُ الأرضِ في آخر الزمان، في فكر الأستاذ المحقّق!!!
بقلم: أبو أحمد الخاقاني
قال عز مَن قائل في محكم كتابه الكريم:{{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ}}الأعراف(137).
العالَم بأجمعه يؤمن بأنّ هنالك مخلِّص، هنالك منقذ، هنالك بصيص أمل يخرج في آخر الزمان وعلى يديه يسود العدل والأمان وتتحقق الحريات للمجتمعات والرفاهية ويكون حكمه عادل منصف لا يغبن فيه أي شخص وكلاً حسب إعتقاده، وكلاً حسب ديانته، وهذا الإعتقاد بعضه فطري وبعضه تسالم عليه مِن جيلٍ إلى آخر، وخاصة أهل الديانات بشتى تسميتها وأنواعها..
والحقيقة هي: إنّ هذا المخلّص وهذا الشخص، ليس بشخصٍ عادي بل شخص متكامل من جميع الجوانب العلمية والنفسية والروحيّة ويمتلك كل مؤهّلات قيادة العالم، شخص تمّ إذخارَهُ إلى هذه المهمة، وقد بشر به الأنبياء والأوصياء والصالحين، وأنّ هذا الشخص هو من ذرية نبي آخر الزمان، نبي الإسلام محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا وعد إلهي لا شك فيه وأن هذا الشخص العظيم ينصره الله في أضعف خلقه!! مَن يسمونهم غرباء، أو مستضعفين، مَن جارت عليهم الدنيا وأهل الدنيا بجورها وظلمها، وقد عاشوا المحن وتغربلوا وتمحصوا حتى وصلوا إلى درجة التكامل المطلق، فأصبحوا مستعدين لقيادة هذا القائد وإلى نهضته الموعودة بتخليص البشرية من براثن الفسوق والعصيان والظلم حتى يمكِّن لهم الله الحكم في الأرض ويكونوا هم قادة الأرض وأمرائها تحت لواء قائدهم مهدي الأمم سلام الله عليه المنتظر الموعود بالنصر الذي على يده يعم المعمورة الخير والبركة والأمن والأمان ويصبح الحكم حكم الله وعلى نهج النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم(.
وهنا إشارة من كلام المرجع المحقّق الصرخي لهذا الأمر خلال المحاضرة (الثامنة) من بحثه الموسوم: (الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم") بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي.
بقوله: التمكين للمستضعفين وإمامهم
قال الله تعالى {{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ طسم ﴿1﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿2﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿3﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿5﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾}} سورة القصص.
أقول : المعنى واضح في التمكين للمستضعفين وإمام المستضعفين (عليه الصلاة والتسليم)، فمتى يحصل هذا التمكين وعلى يد مَن؟! ولا يخفى عليكم أنّ فرعون وهامان وجنودهما قد ماتوا قبل التمكين المحدود الذي حصل لاحقًا وحَكَمَ فيه أنبياء وملوك بني إسرائيل، فمتى سيشهد ويرى فرعون وهامان وجنودُهما ما كانوا يحذرون منه مِن نصر الله المُستَضعَفين وتمكينهم في الأرض؟! ).
فهذه النعمة وهذا الخير وهذه البركة الموعودة بها البشرية لا تستحق أن يستعد لها الإنسان وأن يؤثر على نفسه وأن يضحي بالغالي والنفيس حتى يحضى بهذه الطلعة البهية وهذه الصحبة المباركة ويعيش تلك اللحظات المباركة التي يسود فيها الخير والصلاح والإصلاح ولا وجود للنفاق والشرك والظلم تحت راية المهدي المنتظر -عجل الله فرجه- وجعلنا من جنده.
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث ( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول "صلى الله عليه وآله وسلّم") بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المعلم
17 صفر 1438 هـ - 2016/11/18م
..................................................
http://www9.0zz0.com/2018/05/12/21/677095010.jpg +++++++++++++++++++++++