اخر الاخبار

السبت , 6 ديسمبر , 2014


السلفية المعاصرة: التنكر للعقلانية والتلبس بجرح الهويّة
حسن أبو هنيّة

لا أحد يجادل اليوم بأن التيار السلفي هو أحد أهم مكونات الظاهرة الإسلامية المعاصرة، كما أن الحركات والجماعات السلفية تتمتع بحضور كثيف وانتشار واسع وتأثير كبير داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وتتسم الممارسة السلفية في دعوتها إلى العودة إلى النصوص الشرعية بكونها حركة إصلاحية تدعو إلى إحياء التراث دينًا وثقافةً ووجدانًا، عن طريق العمل على استعادة الصورة الناصعة للدين وتطهيره من الممارسات التي عملت تاريخيًا على تحريفه وتلوينه وتكييفه. وقد اتخذت الحركة السلفية أشكالًا مختلفة ومتعددة تاريخيًا، حيث ظهرت الحركة السلفية الوهابية في القرن الثامن عشر في الجزيرة العربية وتأسست على يد محمد بن عبد الوهاب، وفي نهاية القرن التاسع عشر ظهرت الحركة السلفية الإصلاحية في مصر على يد نخبة من رجال الفكر الإصلاحي كمحمد عبده ورشيد رضا، وفي مطلع القرن العشرين ظهرت الحركة السلفية الوطنية في المغرب العربي على يد مجموعة من الوطنيين كعبد الحميد بن باديس وعلال الفاسي.
شهدت العقود الثلاثة الأخيرة انحسارًا واضحًا لأتباع السلفية الإصلاحية والوطنية لمصلحة السلفية الوهابية التي اتخذت أشكالًا متنوعة من السلفيات كالسلفية الجهادية والسياسية والتقليدية، ولا خلاف بين أتباع السلفيات المعاصرة على كون ابن تيمية يمثل ذروة السلفيات التاريخية وأحد أهم المرجعيات المعاصرة للفكر السلفي، ومع ذلك فقد خضع ابن تيمية لقراءة انتقائية تجزيئية أولت الجانب العملي الفقهي اهتمامًا بالغًا على حساب الجانب المعرفي الفلسفي، بحيث أصبح الحديث عن العقل والعقلانية لدى أنصار السلفية المعاصرة موجبًا للتبديع والتفسيق والتشنيع والتكفير.
لقد ساهم ابن تيمية في التباس هذه القراءة من خلال استعمال لغة ازدواجية قوامها التهجم على الفلاسفة والمتكلمين من جهة، والأخذ بأشد الآراء الفلسفية والكلامية جرأة من جهة أخرى، وتعتبر القراءة “الذريّة” لخطاب ابن تيمية أحد أهم مكونات الخطاب السلفي المعاصر، والتي ترى فيه ناقضًا ومعاديًا للتفكير العقلاني في الإسلام، وتجتهد القراءة السلفية المعاصرة في تتبع النصوص التيمية الرافضة للكلام والفلسفة؛ إلّا أن القراءة النقدية العميقة تكشف عن فيلسوف ومتكلم أصيل، أهمله معظم أتباع ابن تيمية، وأنكروا وجوده تارة وعدوها من أخطائه التي يجب رفضها وإنكارها، وثمة فئة سلفية مهمشة تنبهت إلى أصالة الطرح الفلسفي الكلامي في تراث ابن تيمية، لكنها لم تتجرأ على استئناف النظر الفلسفي التيمي؛ إذ لا نظفر بمحاولة سلفية معاصرة جادة لإحياء وتفعيل الفكر العقلاني في الإسلام وسلوك طريق المحاججة العقلانية والنقد العقلاني كما فعل ابن تيمية في مشروعه الأساسي الذي يقوم على ” درء تعارض العقل و النقل” أو “موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول” الذي تطرق فيه إلى معظم المسائل التي شغلت الفكر الإسلامي تاريخيًا؛ كمسألة خلق القرآن وصفات لله والخلق والسببية وقدم العالم، حيث مثّل ابن تيمية تيارًا منفردًا في استئناف القول الفلسفي بعد ابن رشد، وكرس حياته لتأصيل مذهب أهل السنة على أسس وقواعد فلسفية راسخة في مجمل المسائل الفلسفية الكلامية الشائكة، وترك خلفه تراثًا ثريًا وموقفًا متكاملًا من مسائل الألوهية والعالم ولخلق وحرية الإرادة وكلام الله.
لا يزال أنصار السلفية المعاصرة يعملون على ترسيخ التنكر لتراث معلمهم العقلاني ومشروعه الضخم في التوفيق بين العقل والنقل، كما مارس هذا التنكر طائفة كبيرة من الباحثين والمستشرقين الذين عملوا على ترسيخ القول الشائع أن ابن تيمية معادٍ للعقلانية والكلام والفلسفة، ولعل صعوبة الخطاب التيمي باعتباره خطابًا حجاجيًا نقديًا قلما يلجأ إلى الإنشاء عمل على حجب إمكانيات الكشف عن مضمونه الفلسفي الخصب والثري، فضلًا عن سكوت ابن تيمية وتجاهله لكثير من المسائل وعدم التصريح بها تجنبًا للاصطدام مع المواقف التقليدية الرافضة التي تراكمت تاريخيًا كنظرية الأحوال وغيرها. كما إن الصعوبة جاءت بسبب تعرضه لقضايا فلسفية شائكة عكست معرفة واسعة بالتراث الفلسفي السابق عليه؛ إذ لم يقتصر الطرح التيمي على مجرد العرض والمناقشة؛ بل على التأسيس والبناء لجملة من القضايا الفلسفية المعقدة وتقديمها بديلًا عن الخطابات العقلانية السابقة عليه، فكسر الجمود الذي لازم مسلمات الفكر السابق جعلت خطابه شائكًا، لأنه احتاج أن يبرهن على قضايا اعتاد الفكر الكلامي أن يبرهن على نقيضها وعكسها.
إن أتباع السلفية المعاصرة بمختلف توجهاتها وتياراتها لم تولِ الجانب الفلسفي الكلامي العقلاني لابن تيمية أهمية تذكر، بل عملت جاهدة على التنكر له باعتباره زلة يجب محوها والتنكر لها، وتحولت طائفة كبيرة من أنصار السلفية إلى جماعات نصوصية تراثية ظاهرية جامدة، عطلت استئناف القول الفلسفي في الإسلام وحرمت نفسها والعالم الإسلامي من فرصة كبيرة تمكنها من الدخول في أفق العقلانية المسددة، وروح الحداثة المؤيدة، وأنتجت جملة من الأفكار المتطرفة والممارسات العنيفة عملت ولا تزال على تشويه الإسلام وتاريخه العظيم، بحيث باتت السلفية المعاصرة أحد التيارات الكبرى في العالمين العربي والإسلامي التي تشكل عائقًا يحول دون الولوج إلى عوالم روح الحداثة المؤسسة على العقلانية والحرية.
وعلى الرغم من مساهمة ابن تيمية في تجديد النظر في المسائل المتعلقة بالإلهيات النظرية والمسائل التاريخية العملية المتعلقة بالدولة والمجتمع، إلا أن السلفية المعاصرة بصيغتها الإحيائية تصر على تعريف نفسها هوياتيًا كحركة معادية بطبيعتها للسياسة، كما هو شأن الحركات والجماعات الإحيائية عمومًا، حيث عمل الشيخ ناصر الدين الألباني كأحد أبرز ممثلي السلفية المعاصرة على ترسيخ مبدأ “من السياسة ترك السياسة”، وكما يؤكد الشيخ محمد إبراهيم شقرة هذا المعنى عن السلفية بقوله: “السلفية كلمة تنفي بمعناها المتبادر منها أي معنى يدل على حركة سياسية”. فالألباني مهموم بالهوية وطهارتها المفترضة ونقائها المتخيّل، فوهم العودة إلى الجذور يتطلب دومًا الانشغال بموضوعة “التصفية والتربية” كأساس للنهضة واستعادة الإسلام، فهذه العملية بحسب الألباني: “مفتاح عودة مجد الإسلام: تطبيق العلم النافع، والقيام بالعمل الصالح، وهو أمر جليل، لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية، وأردت بالأول منهما أمورًا: الأول: تصفية العقيدة الإسلامية، مما هو غريب عنها، كالشرك، وجحد الصفات الإلهية، وتأويلها، ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها؛ والثاني: تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة، وتحرير العقول من آثار التقليد، وظلمات التعصب؛ والثالث: تصفية كتب التفسير، والفقه، والرقائق، وغيرها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، أو الإسرائيليات والمنكرات. وأما الواجب الآخر: فأريد به تربية الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا، تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره، دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة”.
منهج الألباني المتنكر للسلفية التاريخية العقلانية التيميّة في التصفية والتربية، يتمتع بيقين واطمئنان حاسم لا مدخل للتشكيك فيه، ولا يبدو مأزومًا كما يذهب إلى ذلك الدكتور حيدر إبراهيم، وإنما مكمن إشكاليته أنه يتوافر على قراءة أحادية انتقائية في التعامل مع النص (كتابًا وسنّة)، معتقدًا أن العقل المجرد قادر على استخراج مضامين النصوص الأصلية، وإدراك المقاصد الحقيقية للنصوص متى التزم بالقواعد اللغوية وأعراف العرب في التخاطب، واستعان بأقوال وأخبار السلف، وهو منهج مغاير لأطروحة ابن تيمية.
لقد تنبه إلى طبيعة العقل المركبة باعتباره فعلًا وصفة يتوافر على مراتب عديدة الدكتور طه عبد الرحمن الذي وجه انتقادًا جوهريًا لهذا التصور والافتراض المغلوط للعقل، بقوله: “السلفي الداعي إلى الرجوع للنصوص الأصلية، يرى أنه بالإمكان أن تتم قراءة النص بدون تأويل، ولا أدنى تصرف من لدن القارئ، في حين أن هذه الدعوى تخالف طبيعة الخطاب اللغوي، لأن من ينظر في النص اللغوي إنما ينظر وهو حامل دائمًا لمقومات ذاتية ومقامية، ولمكاسب تجريبية ومعرفية متراكمة، عبر الأجيال تسبق هذا القارئ إلى النص، وتتدخل في قراءته، فينبغي أن نسلم أن لا وصول إلى النصوص الأصلية على الوجه الذي أنشأها به أصحابها، ولا على الوجه الذي أدركها به المعاصرون لهم، أي السلف الصالح، إلا عبر طبقات من التجربة وشبكات من المعرفة متأخرة عن عصر هذه النصوص”. ويؤكد طه عبد الرحمن على فساد منهج التصفية السلفي بقوله: “تطلعت السلفية إلى تنقية الممارسة الدينية باعتبار أن هذه التنقية هي السبيل الأمثل إلى إخراج المجتمع الإسلامي من حالة التبدع والتخلف والاستعمار، وخاضت لأجل ذلك ألوانًا من النضال، واستخدمت شتى الوسائل لبلوغ غايتها في هذه “التنقية” ولكن ” التنقية” ما كادت تؤتي ثمارها الأولى، حتى خرجت بالممارسة الدينية إلى تبدع آخر غير التبدع الذي تولت تغييره في الطرق الصوفية، وإنما تبدع قد يكون أسوأ أثرًا وأحوج إلى التغيير”.
خصص الألباني عددًا من الكتب والرسائل التي تقع في ترسيخ سياسات الهوية كما يفعل في تبديع وتكفير الفرق والمذاهب المختلفة، وخصوصًا الممارسة الصوفية؛ إذ ألّف عددًا من الرسائل في مسائل التوسل والاستغاثة، وزيارة القبور وبدع الصلاة والجنائز والأفراح، وغيرها من المسائل، باعتبارها من البدع المنكرة دون الإشارة إلى الاعتراف بفضيلة واحدة لأي من الفرق والمذاهب الإسلامية، فجميعها لديه من الفرق الضالة، التي تنكبت طريق الكتاب والسنة. وهذه القراءة الأحادية للتراث الإسلامي التي تنفي التعددية والاختلاف كمنهج قرآني أصيل ينبني على اختلاف الآيات الكونية، واختلاف الأمم، لا مجال لها بحسب مقولة “التصفية والتربية” بسبب قيامها على ثنائيات لا تحتمل المفاضلة مثل: السنة/ البدعة، والاجتهاد/ التقليد، والسلف/ الخلف، واستنادها إلى مبدأ الثالث المرفوع الأرسطي، ومنطقه ثنائي القيمة.
تدعو السلفية الإحيائية الألبانية للرجوع إلى الإسلام كما بدأ نقيًا قبل أن تلوثه الأهواء والبدع القديمة والمعاصرة، وتدعو إلى بناء قاعدة صلبة تستند إلى الفردية وليس الجماعية؛ إذ يسيطر عليها هاجس الخلاص الفردي، فهي تحرم العمل الجماعي، وأي صورة من صور التنظيم والحركة؛ فالرؤية الألبانية تنحصر في دعوة الناس جميعًا إلى الخلاص فرديًا، ويعتقد أن هذه الاستراتيجية التي تقوم على أساس تصفية المجتمع وتربيته سوف تؤدي في النهاية إلى قيام دولة الإسلام، دون أن تلجأ إلى الدخول في مواجهة مع الدولة القائمة، والتشكيك في شرعيتها، وهو ما يفسر أهداف الدعوة الخاصة بأتباع التيار السلفي الإحيائي الألباني في مادته التي تنص على: “تقديم حلول إسلامية واقعية للمشكلات العصرية الراهنة، والسعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، وإنشاء مجتمع رباني، وتطبيق حكم الله في الأرض، انطلاقًا من منهج التصفية والتربية”. وتتميز هذه الرؤية بالابتعاد عن القيم الغربية الحداثية، باعتبارها شرًّا مطلقًا، لكنها تقع في التشوش وعدم والوضوح، بسبب الفتاوى المتضاربة، التي تكشف عن استراتيجية إحيائية تكتمل بصورتها المعادية للسياسة كعلم للسلطة، الأمر الذي جعلها تقع تحت ضغط كبير من قبيل السلفيات السياسية الإصلاحية والجهادية، وتفقد فعاليتها الخطابية بترسيخ أخلاق الطاعة.
تحاول السلفية الألبانية وفق منظور التصفية والتربية أسلمة المجتمع من جديد عبر قرض القواعد الاجتماعية، وليس ممانعة الدولة برامجيًا، فالانشغال في تربية وتنقية أفراد المجتمع سوف يفضي في نهاية المطاف إلى مجتمع إسلامي بالضرورة، حسب هذا التصور الآلي، فالدعوة تتلبس بسياسات الهوية التي تهدف إلى الرجوع بالأفراد إلى الالتزام بممارسة العبادات الدينية، كالصلاة والصيام والحرص على المأكل والملبس الحلال. فالسلفي الإحيائي يمتاز بارتداء الجلباب والعمة، ويحرص على إطلاق لحيته، وعدم الأخذ منها، امتثالًا واقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، بحسب الرؤية الإحيائية؛ أما النساء فلا بد أن يرتدين الجلباب الشرعي، الذي أولاه الألباني عناية خاصة، وأفرد له كتابين. إلا أن النساء من هذا المنظور ينبغي لهن أن يقمن بوظيفة التربية، والقرار في البيوت، ولا يسمح لهن بالتعليم الرسمي لوجود الاختلاط، كما أفتى بذلك الألباني، وبحسب أوليفيه روا: “يتمحور صلاح العادات حول العودة إلى الممارسة الفردية، وهنا تلتقي السلفية الجديدة بالحركات القائمة منذ زمن بعيد مثل جماعة التبليغ، فالدعاة يبلغون دعوتهم من بيت إلى بيت، ويعظون -وأحيانًا يوبخون- المسلمين الذين يتناسون عباداتهم، ويستغلون مركب الإحساس بالذنب والاحترام الممزوج بالحنين الذي يكنه المسلم، بالمعنى “السوسيولوجي”؛ أي ذاك الذي لا يتقيد بالفرائض، ولا يؤدي العبادات ويحرص أن يقول إنه مسلم لأحكام القرآن والشريعة”.
تستثمر السلفية الإحيائية بؤس حياة من يرى تفكك قيمه وأسرته بحسب روا، ويزنون المعادلة بين تردي وضعه، وبين إغراءات المجتمع المتغرب الخداعة، كما أن من مميزات هذه السلفية الإحيائية أنها حركة “طهرانية”، تتسم برفض وتحريم ومعاداة وسائل الترفيه والتسلية، كالموسيقى والتمثيل والفنون، والتصميم على إزالة أماكنها والابتعاد عن مواطنها، كالمقاهي، ودور السينما وبعض الأندية الرياضية، على خلاف السلفيات الإصلاحية التي لا ترى في ذلك بأسًا إذا لم تتعارض مع النصوص الشرعية والمقاصد الإسلامية. ويمكن القول إن معظم أتباع السلفية الإحيائية من الطبقة الفقيرة المهمشة، التي تنتشر في الأحياء الشعبية في المدن الكبرى، كما هو الحال في أحياء دمشق قديمًا، في سوريا، ثم في أحياء مدينة الزرقاء في الأردن بشكل لافت للنظر، وبعض أحياء عمان الشرقية الفقيرة، وكذلك الحال في أحياء القاهرة، والإسكندرية في مصر، والجزائر والمغرب وغيرها من البلدان الإسلامية، حيث تظهر في هذه البيئات مظاهر القطيعة مع الحداثة الغربية، والانفصال عن المجتمعات العربية والإسلامية التي تلحق جاهدة في ركب التحديث، وتتجسد هذه القطيعة من خلال التحكم بالجسد واللباس، وأنماط الحياة، وتتخذ شكلًا ثقافيًا ضمن استراتيجيات المحافظة على طوبى الهوية، وجرحها النرجسي النازف.
إن السلفية الألبانية الإحيائية وفق منظورها لمفهوم “التصفية والتربية”، تعمل على تضييق وجودها في الحيز العمومي للحياة، وتنحصر في إطار ونطاق الأسرة والمسجد بالدرجة الأولى.
تتلخص الفلسفة الهوياتية المغلقة للسلفية الإحيائية بمبدأ “التصفية والتربية”؛ فهي تقوم على فكرة إحيائية طهورية، فالإسلام دين متكامل، يحتوي على كل الإجابات المتعلقة بالأسئلة النهائية للوجود والإنسان، وسبب التخلف والفساد الذي يعاني منه المجتمع هو ضعف الإيمان، إضافة إلى المؤامرات الخارجية المسيحية واليهودية والإلحادية، لكن العدو الأكبر يتمركز في الداخل، وهو الذي يهدد وجود الجماعة المسلمة وتجانسها وهويتها، ولا سبيل إلى تحقيق النهضة إلا بما كان عليه سلف الأمة، فلا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما يصلح به أولها، وذلك بالاتباع وترك الابتداع، ويتمثل الألباني في معظم فتاواه، وكتبه، ورسائله، بيت من الشعر يمثل جوهر دعوته يقول: وكل خير في اتباع من سلف/ وكل شر في ابتداع من خلف.

بقلم: #Magdy__Alfakhrany

القراء 1605

التعليقات


مقالات ذات صلة

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( IQ ))

حروف ممنوعة _ هشام حسن (( إعلان حرب ))

دفاعًا عن اللغة العربية

العربية و تقنيات العصر - أ. د. جابر قميحة

تحذير واضح المعني و شديد اللهجة

الرمل المصرى (38) قبل الغروب عوامل السقوط - بقلم أ.د/ محمد أبو زيد الفقى:

الانقلاب المجرم أسبابه و دوافعه و مآله- بقلم/ أبو رقية أحمد سليمان الدبشة

حتى لا تخدعنا مظاهر القوة بقلم أ. / محمد يوسف عدس

الإنقلاب يترنح بين الخداع والتخدير والجهل بالواقع بقلم/ طلعت عبد السلام الخطابى

حلّوها يرحمكم الله - بقلم/ حذيفة زوبع

الحضارة الإسلامية تعمير وتنوير (2) من (4)

قصيدة عندما يعزف الرصاص - عبدالرحمن العشماوي

السلفية المعاصرة: التنكر للعقلانية والتلبس بجرح الهويّة - بقلم/ حسن أبو هنيّة

العقل المستقيل في تونس و ما حولها بقلم دكتور/ عبد الوهاب الأفندى

قراءة في كتاب بؤس الدهرانية / إخليهن ولد محمد الأمين

الحضارة الإسلامية تعمير و تنوير (1) من (4) بقلم الأستاذ الدكتور/ جابر قميحة

الديب لفرانس برس: تعديل قانوني يطلق سراح مبارك



خريطة الموقع


2024 - شبكة صوت الحرية Email Web Master: admin@egyvoice.net