الرمل المصرى (38)
قبل الغروب
عوامل السقوط
كتب أ.د/ محمد أبو زيد الفقى:
نقصد بعوامل السقوط . الأسباب التى أدت إلى سقوط العالم العربى فى الوقت الحالى، وفنائه بعد ذلك ، ونحاول من خلال تسليط الضوء على هذه العوامل ، إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، أو تأخير وقوع الفناء العربى .أو عودة العالم العربى إلى الحياة ،والتأثير فيها من جديد .
فى سيناء توجد رمال تستخلص منها مادة السليكون ، منذ قامت ثورة يوليو 1952م وأصحاب الفخامة والسعادة علماء مصر الأجلاء وحكامها العظماء يتحدثون عن تنمية سيناء ليل نهار ، ولا يعرفون عن هذه الرمال إلا أنها مصدر جيد لصناعة الزجاج ، هذا ما انتهى إليه العلم المصرى العربى ، ومع هذا لم يتم إقامة أى مصنع للزجاج فى سيناء حتى الآن ، المهم أن التقدم العلمى فى العقود الستة الماضية وصل فى استغلاله لمادة السليكون إلى أن جعلها أكثر ثمنا وقيمة من الذهب الخالص ، وما زلنا نبيع الرمل للوسطاء الذين ينقلونه إلى جهات كثيرة لا نعلم عنها شيئا ، وتقدمت دول مثل اليابان ودول أوروبا وأمريكا ، وكوريا ، وجزء من تقدمها يقوم على صناعة الرمل المصرى وتحويله إلى سليكون ، وسيناء ما زالت فقيرة يعيش أهلها على ما تنبته الأرض ، إذا نزل عليها المطر يأكلون ويرعون أنعامهم ، وكأننا فى عصر ما قبل التاريخ ، وهناك ثروات فى سيناء سوف أتحدث عنها ، فى عمل آخر ، لكن ما يحزننى أنه لا تخلوا إذاعة مصرية ، أو قناة تلفزيونية ، من كلام عن تعمير سيناء ، وتطوير سيناء ، وهذا الكلام من مسئولين سياسيين ، ومن خبراء الغبرة الاستراتجيين ، ومن العلماء الذين حصلوا على الدكتوراه من جهات مشبوهة بالخارج وعادوا بعلم لا يساوى ثمن التذكرة التي ذهبوا وعادوا بها ، لكن بعضهم للحق تعلم الرقص وشرب الخمر ، والنظر للدين بسلبية مطلقة ، وعادوا بتفاهتهم كما ذهبوا ، ليتهم تعلموا من أوروبا العمل الدائب الدائم ، والتخطيط لكل شيء ، يكثر الحديث عن تعمير سيناء ، ولا شيء يحدث فيها، إن أكبر منتج عربي مصري يعتبر هو النفاق ، وعدم لمس الحقيقة ولو بطريق المصادفة ، حتى أصبح الشيطان يسخر منا ويقول هؤلاء الناس لم أر مثلهم منذ بداية العالم و حتى الآن ، لديهم دين أضاء العالم ، يحرم ويجرم الكذب ، وهؤلاء حرموا على أنفسهم قول الحق النافع الدافع الرافع ، ما هؤلاء الناس ؟
في الساحل الشمالي لمحافظة كفر الشيخ
نوع من الرمال يسمى الرمل الأسود ، يتم تصديره عن طريق السماسرة ، إلى الخارج ، تأخذ الأجهزة الحكومية ضريبة عن الطن (جنيه واحد) ، هذا على ربع الكمية والباقي بالتفاهم ،
أما المصدِّر[ السماسرة ] فيبيعون للأجانب الطن بــ خمسة جنيهات مصرية لا غير ، اكتشف الأجانب الذين يعملون ولا يكذبون ، أن كل مائة طن من رمال محافظة كفر الشيخ السوداء ، يستخلص منها عدد ( 1 كيلو جرام ) تصنع منه شرائح البرمجيات للطائرات والصواريخ التى يُضرب بها العالم العربى فى كل مكان ، بالإضافة إلى شرائح الكمبيوتر والمحمول ، الذى يستعمله العرب رجالا ونساء بطريقة جنونية ، ويتحدثون ولا ينتجون ، المهم أن هذا الكيلو من الشرائح الذى خرج من شمال مصر بـــ : 500 جنيه 5 ، * 100 = 500 يباع بسعر 000000,500 خمسمائة مليون دولار قبل تخزين المعلومات ، ويصل إلى مليار دولار فى حال إذا وضعت عليه البرامج ، كل هذا المال يضيع منا ، وبعض علمائنا ورجال أعمالنا عاجزين عن عمل أى شىء إلا الكلام ، وسكان شمال مصر
- الساحل – منطقة الرمال السوداء ، يعانون من الفقر والجهل والمرض ويعيشون حياة بدائية للغاية ، وعندما كنت أقوم ببناء بعض المعاهد الأزهرية هناك ، كنت أشعر أن التاريخ الإنساني قد توقف تماما عند هؤلاء الناس ، ومازالوا يعيشون على الكفاف ، سيقول السفهاء : إن الطريق الدولي يمر من أمامهم ،
و أجيب أن هذا الطريق الدولي ، أنشئ لعدة دول وليس لمصر ، وربما نكتشف سر إنشائه ، بعد أن تتم تجزئة العالم العربى إلى دويلات صغيرة ،
أنا لا أمل عندى فى تحرك مسئول مشلول العقل ، مكفوف البصر ، ولا فى عالم ذهب للخارج وعاد ومعه دكتوراه فى نقائص أوروبا ، ولا يعرف عن العلم شيئا ، هؤلاء عجزة .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ ... أتق الله ولا تعجز ... ]
إنا لله وإنا إليه راجعون
يقول أبوسنة :
جازف
ولا تأمن لهذا الليل أن يمضى
ولا أن يصلح الأشياء تالف
بذنوبنا أعطانا الله جهلا يغنينا عن كل علم
ا.د محمد أبوزيد الفقى
15صفر 1436هـ ،7 ديسمبر 2014م