عقلانية المحقق الصرخي الرسالية ؛تحضّ على الزهد ، والإعراض عن الدنيا
احمد ياسين الهلالي
كثيرة هي السبل والوسائل والطرق التي يستطيع من خلالها الانسان الوصول الى مايصبوا اليه من اموال وواجهة ومنصب وغيرها من زغرفة هذه الدنيا وزينتها , ولكن تأتي هذه الرغبات وتتحقق هذه الاماني على حساب ثمنن عظيم وخسارة كبرى لايشعر بها ولا يقدرها ألا صاحب الاخلاص والايمان الحقيقي وهي لابد من التخلي عن العقيدة والمبادى والامانة والانسانية التي عاش وتربى عليها الانسان , لذلك تجد بمغريات المال والواجهة والوعود بالمناصب وتسلم زمام الامور في الدولة القادمة أو في المكان الفلاني أو في غيرها من الاماكن هو السلاح الاول والامضى الذي تستخدمة قوه الكفر والالحاد العالمي اعداء الاسلام في اغراء ضعاف النفوس وعبدة الدينار والدرهم مقابل خيانة انفسهم وشعوبهم والمتاجرة بدماء واعراض ابنائها وتمرير المخططات الشيطانية والبغيضة التي يرسم اليها الاعداء في كل زمان , فكلما كان صاحب المنصب والوجهة اكثر قوة وتأثيرا في المجتمع كلما كان العرض والمساومة اكبر واعظم ,لكن هذه المساومات والمغريات امام اصحاب الايمان الصلب والعقيدة الحقة هي من اسخف الامور واحقرها , فهناك من البشر لو ملكته الدنيا باجمعها مقابل التخلي عن صفة واحدة من صفاته او خلق واحد من اخلاقه لم يفعل ولو كلفه ذلك حياته , ومن اؤلئك الرجال الابطال والعلماء المخلصين الربانيين في زماننا هذا والذي اعجز اعداء الاسلام ومنافقيهم ويهود الامة الذين استخدموا مختلف الطرق والوسائل الترغيبية والعدوانية من اجل اخضاع هذا الرجل او التقليل من عزيمته وهمته في نصرة الاسلام والمسلمين ونشر العدل والدعوة الى الاصلاح وبيان الفسقة وكشف المجرمين لكنهم لم يفلحوا في ذلك , فقد كان المحقق السيد الصرخي الحسني معرض عن الدنيا لم يحرص على جمع المال و نيل هبات وعطايا الحكام الجائرين الذين عاصروه ، حين عرضوا عليه الدنيا ، وخيروه بين أن يمتلك زمام أمور العتبات المقدسة ، بمدارسها وحوزاتها ومنتدياتها ، وأذونات تأشيرات طلبتها العرب والأجانب ، وموافقات تولية الأوقاف الدينية ، من جوامع وحسينيات ومساجد ، وبين الاعتقال والسجن والتشريد والتطريد والويل والثبور ، وتقييد مقلديه وأسر أنصار مرجعيته الألمعية ، ليفضّل ثواب الآخرة الباقية ، على منافع الدنيا الزائلة ، متأسيًا بجده المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومقتديًا ، حين رمى مغريات أئمة الكفر الجاهلي وراء ظهره ، وكره أن تكون الشمس في يمينه والقمر في يساره ، على أن تمرر مشاريع الشيطان لتدمر البلاد والعباد ، لينفرد الحفيد الوفي لنهج جده النقي ، بصدارة منازلة جنود إبليس أئمة التيمية الخوارج ، بعبقرية نتاجه العقائدي والتأريخي الموسوم ( الدولة .. المارقة ...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم" ) و( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ).