المحقق الأستاذ: إمامة الملك ثابتة وإن تخلف الناس ، وكذا إمامة النبوة
احمد ياسين الهلالي
عندما تشير الشواهد والأدلة على خلاف مانعتقد به ونسير عليه من عقائد وأعراف وصلت إليناعن طريق المواريث التاريخية المختلفة ، فلابد للعاقل من وقفة بل وقفات للتأمل وللوقوف على أدق تلك التفاصيل التي تمثل مسيرة حياة الإنسان وكيانه ووجودة في هذا العالم ، فمثلاً في الموروث الشيعي تعتبر الخلافة حق من حقوق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب-عليه السلام- وأن الخلفاء (أبا بكر وعمر وعثمان )- رضي الله عنهم - قد اغتصبوا تلك الخلافة وهم وبهذا الفعل قد خالفوا وصية رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- وهم بهذا الفعل قد ارتدوا بعد إيمانهم ،لكننا عندما نقرأ التاريخ نجد بأن الإمامة بعد نبي الله موسى-عليه السلام- قد إنقسمت إلى قسمين وهي (إمامة نبوة) و(إمامة ملك ) وهذا الأمر لايقدح بشخص النبي ولابعدم قدرته في القيادة بل إن حكمة الله تقتضي ذلك ، وقصة نبي الله من بني اسرائيل (صموئيل مع طالوت ) التي ذكرها القرآن الكريم شاهد على هذا الأمر ، وعندما تأتي السنة النبوية وتوضح لنا أننا سائرون على خطا تلك الأمم السالفة ممن قبلنا وكما جاء عن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- وهو يبين ذلك التتابع بقوله :
. {لَـتَتَّـبِعُـنَّ سَـنَنَ(سُـنَنَ) مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَـذْوَ الْقُـذَّةِ بِـالْقُـذَّةِ}
. {لَـتَسْـلُكُنَّ سَـنَنَ مَـنْ كَـانَ قَبْلَـكُمْ حَـذْوَ الْقُـذَّةِ بِـالْقُـذَّةِ}
. {تَـحْـذُو أُمَّتِي حَـذْوَ الْأُمَـمِ السَّـالِفَـةِ حَـذْوَ النَّعْـلِ بِالنَّعْـلِ وَالْقُـذَّةِ بِـالْقُـذَّةِ}
. {لَـتَرْكَبُنَّ سُــنَّـةَ مَنْ كَـانَ قَبْلَـكُمْ}
. {لَـتَأْخُذَنَّ أُمَّـتِـي مَـأْخَـذَ الْأُمَـمِ قَبْلَهَـا، شِـبْرًا بِشِـبْر وَذِرَاعًا بِـذِرَاع}
ومن هنا يتضح لنا أن إنقسام الإمامة بعد رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- إلى إمامة نبوة وهي إمامة التشريع وهي (الأصل والتشريع والأساس ) والمتمثلة بأمير المؤمنين علي -عليه السلام- وإمامة الملك والحكم المتمثلة بالخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان-رضي الله عنهم- وبعدها ملك غضوض كما أشار رسول الله لذلك بقوله: «أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ مُلْكٌ عَضُوضٌ، ثُمَّ تَصِيرُ جَبْرِيَّةً وَعَبَثًا»[الفِتَن لِنعيم بن حماد]
ومن خلال هذه المقدمة البسيطة يوضح لنا سماحة الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني في تغريداته حول تلك الإمامة ونشير إلى مقتبس منها ، من يريد التفاصيل أكثر فهي موجودة في الروابط الموجودة أسفل المقال ومنها ماجاء في (3و4) بقوله :
"] ـ ["إمَامَةُ المُلْـكِ" ثَابِتَةٌ وَإِنْ تَخَلَّفَ النَّاسُ..وَكَـذَا "إِمَامَةُ النُّبُوَّة-3
بِالرَّغْمِ مِن أَنَّ جَعْـلَ وَإِبْـرَازَ وَتَشْخِيصَ "إِمَامَة المُلْك" جَـاءَ اسْتِجَـابَةً لِـرَغْبَةِ وَطَلَبِ النَّاس، لَكِنَّهُم لَـمْ يَلْتَزِمُـوا بِعُهُـودِهِم فِي نُصْرَةِ المَلِـكِ وَالقِـتَالِ مَعَهُ،وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ "إمَامَة المُلْـك" ثَابِتَـةٌ وَإِن تَخَـلَّـفَ النَّاسُ، وَكَـذَا إِمَامَة النُّبُوَّة ثَابِتَةٌ وَإِنْ تَخَـلَّـفَ النَّاسُ.
. قَـالَ فِي القُرْآنِ المَجِيد:{[أَلَـمْ تَــرَ إِلَى الْمَـلَإِ]....[إِذْ قَـالُوا لِـنَبِـيٍّ لَهُمُ: ابْـعَـثْ لَنَـا مَلِـكًـا نُـقَـاتِـلْ فِـي سَـبِيلِ اللَّهِ]...[قَـالَ: هَـلْ عَـسَـيْتُمْ إِنْ كُـتِـبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَـالُ أَلَّا تُقَـاتِـلُوا]...[قَالُوا: وَمَـا لَنَـا أَلَّا نُقَـاتِـلَ فِي سَـبِيلِ اللَّهِ وَقَـدْ أُخْـرِجْـنَـا مِنْ دِيَـارِنَـا وَأَبْنَـائِنَـا]...[فَلَمَّـا كُـتِـبَ عَلَيْـهِمُ الْقِتَـالُ تَـوَلَّـوْا إِلَّا قَـلِـيــلًا مِنْـهُمْ]...[وَاللَّهُ عَـلِـيمٌ بِـالظَّـالِمِـيـنَ]}[البقرة246
]ـ ["إِمَامَة القَضَاء" فِي ظِـلِّ "إِمَامَة النِّظَام"...نَـبِـيٌّ وَنَـبِـيٌّ وَمَلِكٌ إِمَام4
أ ـ بِـحِكْمَةِ اللهِ وَتَدْبِيرِهِ وَأَمْرِهِ، يَـتَنَازلُ صَمُوئِيلُ النَّبِيُّ(عَلَيْهِ السَّلَام) عَـن إِمَامَةِ المُلْكِ وَالنِّظَامِ، لِصَالِحِ طَالُوت، وَصَارَ النَّبِيُّ تَحْتَ رَايَةِ المَلِكِ وَسُلْطَتِهِ وَإِمَامَتِهِ.
بـ ـ إِضَافَةً لِـصَمُوئِيل، فَإِنَّ دَاوُودَ النَّبِيَّ(عَلَيْهِ السَّلَام) كَانَ يَعْـمَلُ فِي ظِـلِّ إِمَامَـةِ طَالُوت وَنِظَـامِهِ، وَقَـد قَـاتَـلَ مَعَهُ تَحْتَ سُلْطَتِهِ وَرَايَتِهِ.
جـ ـ ابْتِلَاءٌ وَاخْتِبَارٌ إِلَهِيٌّ قَـامَ بِهِ النِّظَامُ المَلِكُ لِـتَمْيِيـزِ المُؤْمِنِينَ المُتَّقِينَ المُخْلِصِينَ الصَّابِرِينَ، وَهُـم قَـلِـيـل.
دـ جَاءَ فِي كِتَابِ اللهِ العَظِيمِ:{ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ: [إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرٖ، فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي، وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُ مِنِّيٓ، إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةً بِيَدِهِ]، فَـشَـرِبُـواْ مِنۡهُ إِلَّا قَـلِـيـلًا مِّنۡهُمۡ، فَلَمَّـا جَـاوَزَهُ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ: [لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ]، قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ: [كَـم مِّن فِئَةٍ قَـلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذۡنِ ٱللَّهِ، وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ]* وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ: [رَبَّنَآ أَفۡرِغْ عَلَيۡنَا صَبۡرًا، وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا، وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ]* فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ...تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّ}[البقرة(249ـ 252)]
هـ ـ لَا شَكَّ فِي أَنَّ صَمُوئِيلَ وَدَاوُودَ(عَلَيْهمَا السَّلام) قَـد أطَاعَا وَانْقَادَا لِلابْتِلَاءِ وَالاخْتِبَارِ بِتَقْوًى وَصَبْرٍ وَإخْلَاصٍ، وَكَانَا قدْوَةً وَمَثَلًا أَعْلَى فِي الطَّاعَةِ وَالانْقِيَادِ لِإمَامَة المُلْكِ وَالنِّظَـام.
وـ لَــقَــد اجْـتَـمَـعَ نَــبِــيٌّ وَنَـبـِـيٌّ تَــحْـــتَ إِمَـامَـةِ المُـلْـكِ وَالسّـلْـطَـانِ وَالـخِــلَافَــةِ وَالـنّـظَــام.
زـ ذَلِـكَ، لَـم يَـقْـدَحْ بِـنُـبُـوَّتِـهِـمَـا وَإمَـامَـتـِهِـمَـا، سَـوَاءٌ السَّـابِـقَـةُ أو المُقَـارِنَـةُ أو الـلَّاحِـقَـةُ.
المهندس: الصرخي الحسني
facebook.com/Alsarkhyalhasny
twitter.com/AlsrkhyAlhasny
youtube.com/c/alsarkhyalhasny
twitter.com/ALsrkhyALhasny1
instagram.com/alsarkhyalhasany