الشهيد الصدر الثاني ..بين سياحة وسفر وغض الطرف عما سفك من دماء البشر
احمد ياسين الهلالي
قصف ملجأ العامرية في بغداد ، تلك الليلة المؤلمة التي عاشها الشعب العراقي وجميع من يحمل ادنى مشاعر الرحمة والانسانية في مختلف انحاء العالم ، وهو يسمع ويرى أجساد العوائل من الاطفال والنساء وكبار السن ، وقد انصهرت أجسادهم وذابت لحومهم وتقطعت اشلائهم بقصف عدواني بربري أمريكي ، لكن الغريب في ذلك الامر والعجيب الذي وصلنا الان وتفاجئنا به اشد المفاجئة ، وهو ان اكبر رجال الدين من السنة والشيعة والذي كان المعول عليهم في ذلك الوقت ،ومن بينهم السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره ) في وقتها كانوا في بعثة من قبل النظام العراقي الى ايران ، وكان عددهم ثلاثة من علماء الشيعة واثنان من علماء السنة ، ، وعند سماعهم قصف ملجأ العامرية ، كانوا يريدون التوجه الى مدينة (اصبهان ) للاطلاع على الاماكن الاثرية ، لكن عند سماعهم ماجرى ،حاول الوفد الرجوع الى بغداد تضامننا مع ابناء الشعب العراقي ، لكن الغريب والعجيب في ذلك ، هو تمسك واصرار سماحة السيد الشهيد الصدر في الذهاب لمشاهدة تلك الاثار وان لم يذهبوا سوف تصبح غصة وحسرة وندم متناسياً ما يجري في العراق ، ألا ان اصرار الشيخ الكبيسي حال دون ذلك وارجعهم الى العراق ، وهذا ما ذكره الشهيد الصدر في ارجوزته الايرانية حيث ذكر تفاصيل تلك الرحلة ، وقد اشار سماحة المحقق السيد الصرخي الحسني الى ذلك الامر في تغريدة له على تويتر مستغرباً ذلك التصرف حيث قال :
أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..عَالِمٌ نَاصِحٌ..غَيرُ مَعصُوم 19-
الفِكرَة الأهوَن وَالرّزِية.....اِضطِرَاب وَأزمَة نَفسِيّة
مَازَالَ الكَلَام عَن رَفضِ الأستَاذ الرّجوع لِلعِراق وَإصرَارِه عَلَى البَقَاء فِي إيرَان مِن أجلِ مُشَاهَدَة الأمَاكِن الأثَرِيّة فِي أصبَهَان، بِالرّغمِ مِن الدّمَار وَالقَتلِ الّذِي يُصِيب العِرَاق وَالعرَاقِيّين، وَبِالرّغم مِن انتِهَاء المهِمّة الّتِي أرسَلَهم بِها نِظَامُ صَدّام لِإيرَان، قَالَ(رَحِمَه الله):{[لَكِن إصرَار الكبَيسِي اِستمرّ..]..[قال:لقد قابلنا مايكفي...وَنُشرت أسمَاؤنا في الصحف]..[ومِن هنا قد اِستَجابوا في الأثر...ولم يكن لرأيهم مِن مُعتبر]}[اللقاء الصوتي1، أشعار الصّدر308]، وَهُنا مَوقِف آخَر غَريب وَاضطِرَاب أغرَب: أ- مِن جِهَةٍ يُشير الأستَاذ إلَى أنّ الجَريمَة الأمريكِيّة قد أكثَرَت المَصَائب وَالرّزايَا فِي شَعبِ العِراق، قَالَ: {[لِأنّه عِندَئِذ جَاء الخَبَر...بِقَصفِ مَلجَا بِه كَان البَشَر]..[وَذاك فِي بَغدَاد عَامِرِيّة...قَد كَثرت بِقَصفِه الرّزِيّة]..[حَيث تَكاثَر الجرَاح فِيهم...وَلَم يَكُن فِي القَوْمِ مَن يَحمِيهم]..[كَمَا سَمِعنَا كثرَة القَتلَى بِه...فَهو المُهمّ أبَدًا فِي بَابِه]}!!![أشعار الحياة307، الأرجوزة الإيرانية] ب- وَمِن جِهَةٍ أخرَى يَنفِي كَونَها مُصِيبَةً أو جَريمَة!! وَيَعتَبرُها مُجَرّدَ فِكرَة بَل أهوَن فِكرَة!!فهل يُعقَل أنّ الأستَاذ لَا يَهتَمّ لِمَوت النّاس وسَفكِ الدِّمَاء والدَّمَار فَيُقَدِّم رَغبَتَه فِي السِّياحَة وَزِيَارَة الآثَار وَمَغَاني تُحَف أصبَهَان؟!! قال:{وَلم تُيسّر قَط تِلك السّفرة...لفِكرَة أهوَن بها من فِكرَة}؟!![أشعار الحياة307] ج- وَمَا دَامت مَجرّدَ فِكرةٍ وَأهوَنَ فِكرَة فَلَم يَجِد الأستَاذ أيَّ دَاعٍ لِقَطعِ سِیاحَتِه وَالعَودَة لِلوَطَن!! فقد تأسّفَ عَظيمَ الأسَف عَلَى تَركِه مَغانِي التُّحَفِ الإيرَانِيّة، قَالَ:{قَد غَادَر الوَفدُ مَغَانِيَ التّحَف...نَحو العِراق فِي عَظيم الأسَف}!! فَتَحَوّلَت إلَى أزمَةٍ نَفسِيّة لَازَمَتْهُ حَتّى بَعد مرورِ أكثَر مِن سَبعِ سنين عَلَى الحَادِثَة، وَقَبلَ وَفَاتِه بِأشهرٍ مَعدودَة، حَيثَ أشارَ(رَحِمَه الله) إلَى أنّ تَرْكَ إيرَان وَسِیَاحَتهَا لَم يَكُنْ بِاخْتِيَارِه وَرِضَاه بَل أجبَرَه عَلَيه وَقَهَرَه الكبيسِي فَقَد جَرَّهُ جَرًّا وَأرجَعَه بِكُلّ صورَة!! قَالَ الأستَاذ:{هذا الرّجل الدّكتور(الكبيسي)..أنّه رَجّعنَا بِكُلّ صورَةٍ!! جَرنَا مِن إيرَان جَرّ!! سبحان الله!}!!
[اللقاء الصوتي1(البهادلي)،مواعظ ولقاءات122] الصّرخي الحَسَني لمتابعة الحساب: تويتر: AlsrkhyAlhasny@