المحقق الأستاذ ...وهل من الإيمان والاخلاص بأن يعلن الفرد بأنه عارف ؟!
احمد ياسين الهلالي
يعتبر الأسلوب العلمي والشرعي والأخلاقي في البحث والتحليل والتدقيق في الاستنباط من أحكام الشريعة الإسلامية من خلال الكتاب والسنة والعقل والاجماع هي المصدر الأساس لدا أغلب علماء الشريعة في الوصول إلى الحكم الشرعي أو الموقف العملي ، ومن خلالها يستطيع العالم الحقيقي أن يثبت جدارته وقدرته في الوصول إلى الملكة الحقيقية للاستنباط ، ولا يحتاج العالم أو الفقيه أن يشير أو ينوه أو يوحي إلى العرفان ، فالمكلف يحتاج إلى علوم العالم واستنباطه وليس إلى عرفانه ، فالعرفان هو علاقة بين العبد وربه ، وأما تكرار العالم بوصف نفسه بأنه عارف وفي مناسبات عديدة لها علاقة بالعرفان أم ليس لها علاقة ، فهذا لايخلو من أمرين .. وهما أما أن يكون رياءًا والعياذ بالله ، وأما أن يكون طريقاً آخرًا لكسب ثقة الناس ،فالعالم العارف عند الناس ليس كالعالم المجرد من العرفان ، وللتعرف على هذا الأمر وما هو الغرض من هذه التكرارات أو الإيحاءات علينا أن نطلع على تغريدة المحقق الأستاذ السيد الصرخي الحسني على منصة توير حيث قال :
أستَاذُنَا الصّدرُ(رض)..مَوْسُوعِيٌّ مُجتَهِدٌ...العِرفَانُ اِضْطِرَابٌ
المحقق الأستاذ س:مَدَى عِلَاقَتِكم بعائلة الشّهيد؟...ج: أنَا عِرفَانِيّ!!!
لَا أرِيدُ الحَديثَ عَن الانقِطَاعِ إلَى الله وَالتّفَرّغِ التَّامِ لِلعِبادَة وَالتّكَاملِ بِمَكَارِم الأخلَاقِ وَانطِبَاعِ السّلوكِ بِمَنهَجِ النّبوّة وَرِسَالَة السّماء، وَلَا الحَدِيث عَن الزّهدِ وَالإعراضِ عَن الدّنيَا وَمَلََذّاتِهَا وَطَيّبَاتِهَا، وَلَكِن لِنَستَحضِر مَعَانِي الحِكمَة وَالإخلَاصِ وَكَذَا اللّغْو وَالعُجْب والسُّمعَة وَالوَجَاهَة، وَنَستَفهم: هَل مِن العِرفَان بِشَيءٍ!! عِندَمَا يَتَوَجّه السّؤالُ لِلأستَاذِ عَن العَلَاقة العَائِليّة بَينَه وَبَينَ الصّدر الأوّل(رَحِمَهما الله)، بَل بَينَ الأستَاذ وَعَائِلة الصّدر الأوّل!! وَتَأتي الإجَابَة مِن الأستَاذِ وَقَد أقحَمَ العِرفَان فِيهَا وَادّعَى أنّه عِرفَانِيّ وَتَلَقّى الباطِنَ وَالعِرفَان مِن طَريقٍ آخَر؟! وَلا يَخفَى أنّ بَسِيطَ الإيمَان لَا يَصدر مِنهُ ذلِك فَكَيفَ بِأهلِ الإخلَاصِ والمَعرِفَة؟! قال الله تعالَى:{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}[الشّمس (9-10)]
مَع مُلَاحَظَة أنّ الأستَاذَ(غَفَرَ اللُه لَه وَلَنَا) قَد اعتَادَ ذلِك وَنَرَاهُ يَتَكَرّرُ مِنه بِأسَالِيب مُختَلِفَة لَا تَقتَصِر عَلَى اللّفظِ وَدلالَتِه بِالمُطَابَقَةِ أو الالتِزَام، بَل تَشملُ الحَركَاتِ وَالإشَارَاتِ وَالإيحَاءَاتِ المَقصُودَةَ الوَاضِحَة!!
فَفِي لِقَاءِ الحَنّانَة3، سؤال: سَبَق وَأن سَألنَاكُم عَن مَدَى عَلاقَتِكم بِالسّيِّد(أي: الصّدر الأوّل)، وَالآن نَسألُكم عَن مَدَى عَلاقَتِكم بِعَائِلَة السّيِّد(الصّدر الأوّل)؟؟
وأجاب الأستاذ(رَحِمَه الله): {طبعًا عائِلَة السّيِّد(الصّدر الأول) مِنّا، إنّمَا نَحنُ أولَاد عَم القرِيبِين جِدّا...وَكَذلِك ابنُه بَذلَ مِن نَفسِهِ كَثِيرًا فِي سَبيل مَصلَحَتِي وَمَصلَحَة الدّين الّتِي يَرَاهَا فِيَّ!!...وَأنَا تَلَقَّيتُ نَوعَينِ مِن المَعَارِف عَنهُ (أي: عَن الصّدر الأوّل)...إنّ المَعَارِفَ الرّئيسِيّة الّتِي يَهتَمُّ بِها الدّينُ إنّمَا هِيَ ثَلَاثَة...الشّريعَة(بما فيها الفقه والأصول)...وَالوَعِي الإسلَامِي(إصلَاح المُجتَمَع)...وَالعِرفَان أو الأمور البَاطِنِيّة العُليَا...وَأنَا كِلَا الأمرَين(الشّريعَة وَالوَعِي) تَلَقّيتُه مِنه...نَعَم تَلَقَيتُ العِرفان مِن طَرِيقٍ آخَر!! لِأنّه هُوَ لَم يَكُنْ طَرِيقُه طَريقَ البَاطِن أصلًا...إلّا أنَّ اللهَ تَعَالَى وَفَّقَنِي!! وَوَفَّقَ آخَرِينَ مِن العُلَمَاء الّذين سَمَّيتُهم إلَى أنّه يَمشُونَ بِهذا الطّرِيق...العِرفَانُ عَلَاقَةٌ بَينَ العَبدِ وَرَبّه..}[لقاء الحَنّانَة3، مواعظ ولقاءات(66-68)]
ريلمتابعة الحساب:
تويتر: AlsrkhyAlhasny@
الفيس بوك: Alsarkhyalhasny