المحقق الصرخي.. السير الكربلائي والغربلة والتمحيص والاختبار الإلهي
بقلم: سليم الحمداني
النهج الحسني والتضحية الحسينة لم تكن عن فراغ بل هي إحياء للدين إحياء لنهج الحق قول صدق بوجه الطغاة رفض للباطل إحياء شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف بوجه الظالم وأخذ حق المظلوم نهج الحسين إصلاح للفساد فرغم قلة الناصر فثبت الحسين على المنهج وضحى بنفسه الزكية بعياله بآل بيته بأبناء عمومته واخوته الأبطال بصحبه الميامين تلك الثلة التي اصطفاها الله واختارها لهذه المرحلة لصدقها واخلاصها وإيمنها بقضيتها وبمبدئها بإمامها حتى وصل الحد يقف ويقول لو قتلت ألف مرة فلا أحول عنك وعن نهجك لأنه وجد نهج الحسين الحق نهج الصلاح فنهج الحسن كان نهج بلاء وغربلة واختبار فالكثير من كان يحسب على التشيع يحسب بأنه صالح إلا أنه سقط ووقف مع الباطل ضد الحق وبرر فعل أهل الباطل وأكثر السواد بوجه الحق فها هو نهج الحق نهج اختبار وتمحيص وهنا إشارة من كلام سماحة المرجع الصرخي الحسني في المحطة الثانية من بيانه الموسوم ( محطات في مسير كربلاء) قوله :
(المحطة الثانية:
ولنسأل انفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين -عليه السلام- وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الاطهار-عليهم السلام- وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات ……
قال العلي القدير-جلت قدرته- :
بسم الله الرحمن الرحيم
)) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))التوبة/16.
فها هو كلام الله المقدس الأقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء ، فَيُعرف الزبد والضار ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وإبليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتخذ بطانة ولا وليًا ولا نصيرًا ولا رفيقًا ولا خليلًا ولا حبيبًا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين -عليهم الصلاة والسلام-
فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به إلى لقاء الحبيب- جل وعلا- ونيل رضاه وجنته
وفي كربلاء ومن الحسين-عليه السلام- جُسّد هذا القانون والنظام الإلهي ، حيث قام-عليه السلام- في أصحابه وقال :
)))إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ،وأدبَر مَعروفُها………. ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً )))انتهى كلام المرجع المحقق
فلا يكون السير سير الإلهي رسالي إلا أن يكون عل النهج الحقيقي النهج المحمدي العلوي الحسني وهذا هو النهج الإلهي نهج الإصلاح والإخلاص والإيمان والأمر بالمعروف وإحياء الفرائض وتحمل الصعاب والبلاء والاختبار ويتعرض الإنسان إلى الغربلة
بيان رقم -69- محطات في مسير كربلاء
https://www.al-hasany.net/بيان-رقم-69-محطات-في-مسير-كربلاء/